ستظل هذه السنة حدثا بارزا في حوادث العمر، وستكتب بخط عريض..
في هذه السنة عرفت ما معنى الفجأة، وكيف أن كل شيء ينقلب فعلا بين لحظة ولحظة، عرفت كيف يكون الخوف خوفا، وكيف يصبح جسد الموتى باردا ومتخشبا بعد الوفاة!
في هذه السنة، نما بداخلي كره وغضب، كرهت مئزري الأبيض، ورأيت فظائع لم تكن تخطر ببالي، رأيت مثلا مريضا يتحول إلى كرة حقيرة يتم ركلها خارج المشفى بعد أقل من يوم واحد من عملية رأس... المضحك في الأمر أن كل الأطراف بريئة، لا علاقة لأحد بشيء! وحده المريض مذنب، وذنبه مرضه!
في هذه السنة، أتعبني شعور القهر، أتعبتني صور الدم والقتل .. وأخذت الحياة معي ريتما غريبا، كنت في كل مرة أضع يدا على قلبي وانا أنقر هذه الشاشة بأصابع اليد الأخرى... أتخوف من أن يصطادني اسمك في قصف جديد!
في هذه السنة انفضحت ازدواجية أخلاق العالم، واستمر العار العربي في سطر تنديده العاجل... لم يبتدع مرادفات جديدة!
في هذه السنة، وضعت يدي على شيء ما، وآمل أن لا أندم عليه في السنة القادمة إن كان للعمر عمر آخر!
في هذه السنة، خضت تجربة التدريس للشبه طبيين، كانت إضافة غير سيئة على أي حال لكنها متعبة، وقد أدركت من خلالها بأن الجيل تغير كثيرا بل تغير كثيرا كثيرا.. ولارغبة لي في الغوص في هذه الاختلافات طويلا..
في هذه السنة، رن هاتفي كثيرا، وشحن رصيده كثيرا وتكلمت أكثر من المعتاد.