"أكد مجلس التعاون الخليجي في إعلان الدوحة على مواقفه الثابتة من مركزية القضية الفلسطينية وإنهاء الإحتلال الإسرائيلي ودعمه لسيادة الشعب الفلسطيني على جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ يونيو 1967 وتأسيس الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس".
وهو كلام عام يتردد في جميع الإجتماعات العربية والإسلامية، وفي القمم التي أحد طرفيها عربي وإسلامي.
"كما أدان مجلس التعاون العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة".
كلام فضفاض من ذوي القربى، الأمين العام الأممي غوتيرش أستعمل مفردات أكثر قسوة في وصف الإعتداء الإسرائيلي على غزة، ما أثر غضب إسرائيل وأمريكا عليه.
"ودعا مجلس التعاون الخليجي أطراف النزاع إلى حماية المدنيين والإمتناع عن إستهدافهم والإمتثال والإلتزام بالقانون الدولي الإنساني، وطلب بإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين خاصة النساء والأطفال والمرضى وكبار السن".
وهنا مجلس التعاون الخليجي عندما يستعمل لفظ "أطراف النزاع" فهو يقصد حماس التي يساويها بإسرائيل، وبذلك يساوي بين الجاني والمجنى عليه وبين الجلاد والضحية، كما يطلب "إطلاق سراح المحتجزين"، ولم يستعمل الأسرى، وبذلك فالطلب موجه لحماس لإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين، وهو كلام متناغم مع الطرح الإسرائيلي، ولم يطلب إطلاق سراح الأسرى.
وخصص إعلان اادوحة حيزا كبيرا للإشادة بجهود قطر ومصر في الوساطة وكذلك أمريكا بين إسرائيل وحماس.
وفيما يشبه توجيه اللوم لحماس وتحميلها المسؤولية عن العدوان الإسرائيلي على غزة.
"جاء في إعلان الدوحة، أن إندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس بعد هجوم مباغت شنته الحركة على مواقع عسكرية ومناطق سكنية محاذية لقطاع غزة، وردت إسرائيل بقصف جوي وبحري وبري كثيف على القطاع المحاصر".
ولم يتطرق إعلان الدوحة للتطبيع الخليجي مع بني صهيون، فجل هذه الدول بإستثناء الكويت تجمعها علاقات بإسرائيل.
الإمارات العربية المتحدة تجمعها علاقات وطيدة بإسرائيل في شتى المجالات سياسية وأمنية وإقتصادية، وإستقبلت على أراضيها هذه الأيام الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتزوغ، وجمعته لقاءات أكثر من ودية وحميمية برئيسها محمد بن زايد بمناسبة قمة الأمم المتحدة للمناخ كوب28 فحتى جلوسهما كان جنب إلى جنب، وتناقلت وسائل الإتصال مؤخرا أن وقعا إتفاقية لإقامة جسر بري بين حيفا ودبي.
البحرين تربطها كذلك علاقات دبلوماسية وأمنية بالدولة العبرية.
السعودية علاقات بوكالة المنامة بإسرائيل وكانت على قوسين أو أدنى من التطبيع.
سلطنة عمان علاقات تواصل وتبادل زيارات.
قطر علاقات تواصل دائم ولقاءات وزيارات لكلا البلدين.
إن الوقوف الحقيقي بجانب فلسطين يستوجب قطع العلاقات مع الكيان العبري.
وأن اللافت في إعلان الدوحة أنه لم يشير إلى الطوفان الأقصى، لأن ذلك سيغضب إسرائيل.
بقلم الأستاذ محند زكريني