كيف مُنيت أمريكا بهزيمة اِستراتيجية في أوكرانيا؟ وكيف سينعكس ذلك على جزيرة"تايبيه"ويمنعها من التّوجه نحوإعلان الاِستقلال

[سندباد علي بابا]

كيف مُنيت أمريكا بهزيمة اِستراتيجية في أوكرانيا؟ وكيف سينعكس ذلك على جزيرة "تايبيه" ويمنعها من التّوجه نحو إعلان الاِستقلال بدعم أمريكي؟


هُناك عدّة مُعطيات تُؤكد بلا شك أنَّ أمريكا وحلف الناتو مُنيّا بهزيمة نكراء في حرب أوكرانيا وهي بشكل مقتضب كالتّالي:


أولاً، عجزت أمريكا على منع اِندلاع الأحداث في أُوكرانيا مُنذ بدايتها في 24 فيفري 2022 بعدم قدرتها على تقديم ضمانات لأوكرانيا ولا لروسيا تمنع حدوث ما حدث من أحداث ما زالت مُتواصلة حتّى اللحظة في أوروبا الشّرقية، باِعتبارها قطباً أوحد ومحكماً أوحد بعد إلحاق الهزيمة بالاِتحاد السّوفييتي وتفردها بالهيمنة على العالم واِنتقالها من حُكم العالم بالقوانين الدّولية الأممية إلى حُكم العالم بفرض القواعد الّتي تُحقِّق مصالح أمريكا والعالم الأنجلوساكسوني.


ثانياً، عجزت أمريكا على اِستصدار قرار من مجلس الأمن يمنع حُدوث الحرب في أوكرانيا أو يُدين طرفيها المُشّاركين في المُشكلة، أحدهما يريد الانضمام لحلف الناتو على حساب أمن جاره والجار يرفض اِنضمامه ويريده دولة محايدةً.


ثالثاً، عجزت أمريكا على وقف الحرب بين روسيا وأوكرانيا بالتّدخل عسكرياً وهي القوّة العُظمى وهي قائدة القُطبية الأحادية والمُحكم الوحيد في العالم بشرعية سُقوط الاتحاد السوفييتي سنة 90 وليس باِنتخاب واِختيار شُّعوب المعمُورة لها والّتي هي في حالة حرب معها في الكثير من المناطق من قارات العالم الخمس، وحتّى عندما قدمت السِّلاح والمال لأوكرانيا وقدمت لها الدّعم اللوجيستي من صور أقمار صناعية تُوضح تحركات الجيش الرُّوسي أو معلومات مخابراتية للجانب الأوكراني أو حتّى مُشاركة مُستشارين عسكريين من دّول النّاتو من اِنهاء الحرب لصالحها.


إنَّ هزيمة أمريكا الاِستراتجية في أوكرانيا لتلك الأسباب الّتي ذكرناها ستبعث برسالة لا ترغب فيها أمريكا نحو جزيرة "تايبيه" [تايوان] الّتي تسعى لإعلان اِستقلالها عن الأُم الصين، فمن المؤكد أنَّ السُّلطات الحاكمة في جزيرة "تايبيه" الموالية للولايات المتحدة وبعد ما رأته في أوكرانيا من خُذلان الأمريكي والأوروبي للسّلطات الحاكمة في أوكرانيا في حربها مع الرُّوس أو حتّى فشلها في الحرب على رُّوسيا رغم ما رُصد لأوكرانيا من مال وسلاح لن تُغامر أبداً في المُستقبل القريب أو المُتوسط أو البعيد في إِعلان اِستقلالها الّذي تسعى أمريكا لتحققه وإِنْ ظلت تُنافق الصين بمقولة "صين واحدة بنظامين" كما هُو الحال في مقاطعة "هونغ كونغ" الصينية الّتي عادت إلى الحضن الصيني من بريطانيا سنة 1997.


إنَّ السُّلطات الحاكمة في جزيرة "تايبيه" الصينية الاِنفصالية المُوالية لأمريكا باتتْ تعرف أنَّهُ عِند وُقوع الحرب بينها وبين الصين فإنَّ أكثر ما ستفعله أمريكا هو ما فعلته عندما اِنطلقت العملية العسكرية الرُّوسية الخاصة في أوكرانيا، من مثل: تسليط عُقوبات اقتصادية، وتوريد المال والسلاح دون أنْ تتدخّل عسكرياً لحمايتها وأنَّ الجيش التايواني سيُحارب الصين لوحده بالوكالة لصالح مصالح أمريكا فقط وسيمُوت ويقتل عناصره من الشَّعب الصيني في كلا البلدين أي الصين و"تايبيه" لأنهما شّعب وعِرق وقومية واحدة من الجنس الأصفر لصالح الرجل الأبيض الأنجلوساكسوني في كل من أمريكا وبريطانيا كما يموت الآن العنصر السّلافي والعرق الرُّوسي ويُقتلان في الدونباس وفي أوكرانيا لصالح أمريكا.


إنَّ كشف مُؤامرة الثُّلاثي الصهيوني الفرنسي المغربي في تل أبيب لضرب اِستقرار البطحة



أولاً، جاء من جناح الدّولة العميقة.


ثانياً، جاء للتغطية على خطأ اِستدعاء "الخبارجي" للحفل الّذي أُقيم بمناسبة اليوم العالمي للإعلام للصحافة دون اِستشارة الحاكم ورئيس الأركان، والعملية جاءت لإرضاء رئيس الأركان بعد غضبه.


كما أنَّ تورُط فرنسا فيها هو لإفساد العلاقة بين الحاكم ومجموعة ماكرون الحاكمة وقطع الطريق على الحاكم لزيارة فرنسا من أجل أخذ الضّوء الأخضر منها للفوز بولاية جديدة، وغياب الحاكم على حضُور حفل تنصيب رئيس تركيا بعد فوزه بالرئاسة هو لقطع الطريق عليه لأخذ دعم من الأتراك ورفع أسهمه للولوج إلى اِنتخابات 24.


إنَّ فرنسا اليوم وبعد الهزائم الّتي باتت تُلاحقها في البطحة وفي المنطقة ورفض شُّعوب المنطقة لمشاريعها الإستئصالية تتجه اليوم للضغط على البطحة بورقة خطيرة جداً وهي ورقة الجالية البطحاوية في الأراضي الفرنسية وبملف الهجرة الشَّرعية الّتي وفرت أفضلية للشّعب البطحاوي على بقية جنسيات المنطقة وثيقة واِتفاقيات 1968، وسفير فرنسا اليميني "كزافيه دريانكور" عندما أثار المسألة فهو مطلب اليمين واليمين المُتطرف الّذي يُريد إنهاء الوجود الأجنبي في فرنسا لأنَّه في اِعتقاده يُهدد هوية الجمهورية وبخاصة من العرب والمسلمين ثمّ من الأفارقة السُّود، كما أنَّه يُريد من خلال اللعب بهذه الورقة ضمان بقاء البطحة تحت الوصاية الفرنسية والتّبعية لها [ما زال حبيس النّظرة الاِستعمارية] والّتي باتت تُهدد بمخاطر من ضمنها رغبة الشّعب البطحاوي [كما شُّعوب المنطقة وشُّعوب إفريقيا حول شّرعية الوُجود الفرنسي بعد نهاية حقبة الاِستعمار فيها] في ضرورة حلّ مُشكلة الذّاكرة وتأسيس الشّراكة على أساس متوازن مبني على المساواة والتكافؤ بين الطرفين، كما أنَّ اليسار الفرنسي والأحزاب التقليدية والنُّخب السّياسية العسكرية اليمينية أو اليسارية أو ممن ما زالت تحمل الاِيديولوجية التقليدية تضغط على البطحة من خلال هذه الورقة الخطيرة من أجل تمرير عدّة ملفات منها الملف الاّقتصادي بالحفاظ على المصالح الاِقتصادية الفرنسية في البطحة في ظلّ وُجود لاعبين دّوليين جُدد مثل: الصين وروسيا وتركيا والهند..، ومطالب أمنية عسكرية بخروج جيش البطحة إلى بؤر التوتر في دول الساحل لمحاربة الإرهاب نيابة عن فرنسا وأوروبا وضمان مصالح فرنسا في هذه الدُّول، والحفاظ على مصالح فرنسا الثَّقافية من لغة وثقافة في البطحة والحفاظ على رجال فرنسا النافذين في سلطات البطحة وضمان بقائهم في مناصبهم، وقبول البطحة بقيم الغرب من مثل: الاِعتراف بمجتمع المثليين في إطار ما يسمى بحقوق الإنسان والحرّية والتسامح والمواطنة والتنوع الثّقافي [وهو مطلب اليسار] وضرورة اِنخراط البطحة في مُكافحة التغير المناخي.

بقلم: سندباد علي بابا