إضاءات على فكر ألكسندر دوغين - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الأخبار و الشؤون السياسية > صوت فلسطين ... طوفان الأقصى

صوت فلسطين ... طوفان الأقصى خاص بدعم فلسطين المجاهدة، و كذا أخبار و صور لعمية طوفان الأقصى لنصرة الأقصى الشريف أولى القبلتين و ثالث الحرمين الشريفين ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

إضاءات على فكر ألكسندر دوغين

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2023-01-19, 12:13   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
سندباد علي بابا
محظور
 
إحصائية العضو










B2 إضاءات على فكر ألكسندر دوغين

إضاءات على فكر ألكسندر دوغين


ترجمه عن الروسية وأعده د. زياد الزبيدي


1/ الدروموقراطيا = السرعة كقوة




17/10/ 2022


في العالم المعاصر، تلعب السرعة دورًا كبيرًا في كل المجالات.


في سياق العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، وجدنا أنها (أي السرعة) في الحرب – في الحرب الحديثة – هي أحد العوامل الرئيسية. كل شيء يعتمد على مدى سرعة حصولك على المعلومات الاستخباراتية، وإبلاغ وحدة النار واتخاذ القرار بالقصف، وكذلك تغيير المكان الذي توجد فيه وسائل إطلاق النار بالسرعة المطلوبة. ومن هنا يأتي الدور الهائل للطائرات بدون طيار، والاتصالات عبر الأقمار الصناعية، وسرعة إرسال إحداثيات مواقع العدو، وتنقل الوحدات القتالية، وكذلك سرعة نقل الأوامر. من الواضح أن هذا لم يؤخذ لدينا في الاعتبار أثناء الاستعداد للحرب في أوكرانيا، وعلينا الآن تعويض الوقت الضائع في ظل هذه الظروف الحرجة.


وبالمثل، قللنا من خطورة الاعتماد على الغرب في مجال التقنيات الرقمية والرقائق والتصنيع عالي الدقة. إن الاستعداد لمواجهة الناتو – وفي نفس الوقت الاعتماد على العناصر التكنولوجية المتقدمة والمنتجة إما في دول الناتو أو على أراضي دول تعتمد على الغرب – ليس دليلاً على درجة عالية من الذكاء.


لكن الأمر الآن لا يتعلق بالتبعية للغرب، بل يتعلق بعامل السرعة.


اقترح الفيلسوف الفرنسي بول فيريلو Paul Virilio، الذي درس أهمية السرعة للحضارة التقنية الحديثة، مصطلحًا خاصًا – “الدرومو-قراطيا”. من اليونانية dromos (السرعة) و kratos (القوة).


تستند نظرية فيريلو إلى التأكيد على أنه في الظروف الحضارية الجديدة، لا يفوز من هو الأقوى والأذكى والأكثر تجهيزًا، بل من هو الأسرع.


السرعة هي كل شيء.


ومن هنا الرغبة في زيادة سرعة المعالجات (processors) بأي وسيلة وبالتالي جميع العمليات الرقمية. هذا هو بالضبط ما يركز عليه الفكر التقني المبتكر اليوم. الجميع يتنافسون بالسرعة.


العالم المعاصر – هو صراع من أجل التسارع. والشخص الأسرع يحصل على الجائزة الرئيسية – القوة بكل معانيها وأبعادها – السياسية والعسكرية والتكنولوجية والاقتصادية والثقافية.


في الوقت نفسه، تعتبر المعلومات هي العامل الحاسم في هيكل الدروموقراطيا.


إن سرعة نقل المعلومات هي تعبير ملموس عن القوة. وهذا ينطبق على كل من صفقات البورصة أو سير العمليات الحربية. الشخص الأسرع يفوز بالحلوى.


في الوقت نفسه، يمكن أن تؤدي الدروموقراطيا كاستراتيجية مختارة، أي محاولة السيطرة على الوقت، إلى تأثيرات غريبة. هنا يدخل عامل المستقبل. ومن هنا جاءت ظاهرة العقود الآجلة وصناديق الاحتياط ذات الصلة، فضلاً عن الأدوات المالية الأخرى ذات الطبيعة المماثلة، والتي يتم فيها تنفيذ المعاملات الرئيسية مع اشياء غير موجودة الآن.


إن المثل الأعلى؟ هو أن تكون أول من يبلغ عن حدث لم يحدث بعد، ولكن من المرجح أن يحدث. هذا ليس مجرد خبر زائف، إنه عمل دؤوب في مجال الطرق الممكنة والمحتملة والاحتمالية.


إذا أخذنا حدثًا محتملاً في المستقبل على أنه شيء قد حدث بالفعل، فسنكسب الوقت، وبالتالي نكسب القوة.


احتمال آخر هو أن هذا قد لا يحدث. نعم، وهذا ممكن، ولكن في بعض الأحيان لا يكون فشل التوقعات أمرًا بالغ الأهمية، والعكس صحيح، فإن التنبؤ المؤكد، الذي يتم أخذه كأمر واقع مقدمًا، يوفر فوائد هائلة.


هذا هو جوهر الدروموقراطيا: عنصر الوقت ليس بسيطًا، ومن ينجح في إخضاعه يحصل على قوة عالمية كاسحة. مع تطور السرعات الفائقة، يصبح الواقع نفسه منحنيًا curve، وتبدأ قوانين الفيزياء غير الكلاسيكية في التأثير فيه – كما هو متوقع في نظرية النسبية لأينشتاين، وإلى حد أكبر، في فيزياء الكم (Quantum physics). السرعات الفائقة تغير القوانين الفيزيائية.


وفي هذا المجال بالذات، وفقًا لفيريلو، يدور الصراع الكوني على السلطة اليوم.


تم العثور على نظريات مماثلة أيضًا في منطقة أكثر تطبيقية وأقل فلسفية – في نظرية الحروب المتمحورة حول الانترنت. وقد كانت بالضبط مثل هذه الحرب التي واجهناها خلال المعارك في أوكرانيا.


السمة الرئيسية لهذه الحرب هي سرعة نقل المعلومات بين الوحدات العسكرية ومراكز القيادة. للقيام بذلك، تم تجهيز الجنود والوحدات القتالية الأخرى بالعديد من الكاميرات وأجهزة الاستشعار الأخرى، والتي توجه المعلومات منها جميعا إلى نقطة واحدة. وهنا تتم إضافة البيانات من المروحيات والطائرات بدون طيار والأقمار الصناعية. وكلها يتم دمجها مباشرة مع وحدات القتال والنار.


ويوفر هذا التكامل للشبكة العنكبوتية الميزة الأكثر أهمية – ميزة السرعة.


هذه هي الطريقة التي تعمل بها أنظمة HIMARS، وتكتيكات المجموعات المتنقلة، والمجموعات التخريبية المعادية. كما تم استخدام الاتصالات الفضائية لشركة Starlink لهذا الغرض.


نظريات الحرب التي تتمحور حول الانترنت تفيد أن سرعة اتخاذ القرار تأتي غالبًا على حساب تبريرها. هناك الكثير من الحسابات الخاطئة. ولكن إذا تصرفت بسرعة، فحتى إذا ارتكبت خطأ، فهناك دائمًا وقت لتصحيحه. هنا يتم استخدام مبدأ “القرصنة” أو هجوم DoS – الشيء الرئيسي هو تركيز القصف على كل مواقع قوات العدو، والبحث عن نقاط الضعف، والأبواب الخلفية. يمكن أن تكون الخسائر كثيرة جدًا، لكن النتائج، إذا نجحت، تكون كبيرة جدًا.


علاوة على ذلك، فإن الحروب التي تتمحور حول الانترنت، كعنصر أساسي لها، تشمل القنوات المفتوحة للمعلومات – مواقع التواصل الاجتماعي في المقام الأول. إنها لا تصاحب سير الأعمال الحربية فحسب، بل تخبر، بالطبع، فقط ما هو مفيد. وتخفي ما هو غير مفيد، أو تشوهه لدرجة لا يمكن التعرف عليه. وتعمل أيضًا على بناء بدائل لمستقبل محتمل. مرة أخرى مبدأ الدروموقراطيا. ما نعتبره اليوم مزيفًا ليس أكثر من سبر اغوار وتحفيز اصطناعي لمستقبل محتمل. يتبين أن العديد من الاشياء الزائفة عديمة المعنى، وكم مرة تكون هناك محاولات عبثية لاختراق الحماية أثناء القرصنة، ولكن مع الوقت تصل إلى الهدف – ومن ثم يمكن السيطرة على النظام وإخضاعه.


تسمح لك الدروموقراطيا في المجال السياسي بالابتعاد عن القواعد الأيديولوجية الصارمة. في الغرب نفسه، على سبيل المثال، لا يتم تشجيع العنصرية والنازية بشكل علني. ولكن في حالة أوكرانيا وبعض المجتمعات الأخرى التي تم شحذها للدفاع عن المصالح الجيوسياسية للغرب، هناك استثناء. النازية المعادية لروسيا، وكراهية الروس تزدهر هناك، لكن في الغرب نفسه لا يلاحظون ذلك، متجاوزينه ببراعة. الحقيقة هي أنه من أجل الإسراع في بناء أمة لم تكن موجودة أصلا، وفي وجود شعبين أساسيين على نفس الأرض، لا يمكن للمرء ببساطة الاستغناء عن التعصب القومي. ومن أجل القيام بذلك في أسرع وقت ممكن، هناك حاجة إلى أشكال متطرفة بالضبط – حتى النازية الصريحة والعنصرية.


وهذه مرة أخرى مسألة دروموقراطيا.


من الضروري إنشاء ما يشبه “الأمة” بسرعة. لهذا، يتم أخذ أيديولوجية راديكالية، وأي صور وأساطير حول خصوصية المرء، حتى أكثرها سخافة، ويتم إحياء كل هذا بسرعة (مع السيطرة الكاملة على مجال المعلومات، ونتيجة لذلك، فإن المجتمعات الغربية ببساطة لا تلاحظ ذلك).


ثم تأتي البروباغاندا المتسارعة بنفس القدر لهذه الأفكار، والتي ليس لها أي شيء مشترك مع الديمقراطية الليبرالية الغربية. وتليها الحرب بشكل طبيعي، ويتم تقديم المعتدين على أنهم ضحايا، والمنقذون – هم جلادون. الشيء الرئيسي – هو التحكم في المعلومات. وإذا سار كل شيء وفقًا لخطة العولمة، فسيتبع ذلك حل سريع، وبعد ذلك، يتم تنظيف هياكل النازيين الجدد بنفس السرعة. لقد رأينا نفس الشيء تقريبًا في كرواتيا أثناء انهيار يوغوسلافيا. أولاً، يساعد الغرب النازيين الكرواتيين – الأوستاش الجدد – ويسلحهم ضد الصرب، ثم ينظفهم حتى لا يتبقى أي أثر. أهم شيء هو القيام بكل شيء بسرعة كبيرة جدًا. ظهرت النازية الجديدة بسرعة، وسرعان ما أدت دورها، وسرعان ما اختفت. كأنها لم تكن.


هذا هو سر زيلينسكي. لم يتم اختيار الممثل الكوميدي كقائد عن طريق الصدفة. نفسيته متقلبة وعرضة للتغيير السريع. سياسي مثالي لمجتمع “سائل”. الآن يقول ويفعل شيئًا واحدًا، وبعد لحظة – عكسه تمامًا. ولا يتذكر أحد ما حدث قبل ثانية، حيث أن سرعة تدفق المعلومات تتزايد باطراد.


وفي ظل هذه الخلفية، كيف نبدو نحن (في روسيا)؟ بمجرد أن بدأنا في التصرف بسرعة وحسم وعفوية تقريبًا (المرحلة الأولى من الحرب)، لاقينا نجاحات هائلة. ما يقرب من نصف أوكرانيا اصبحت تحت سيطرتنا خلال أسابيع.


وبمجرد أن بدأنا في إلتباطؤ في العمليات الحربية، بدأت المبادرة تنتقل إلى العدو. عندها اتضح أن طبيعة الحروب الحديثة التي تتمحور حول الشبكة العنكبوتية، وقوانين الدروموقراطيا، التي لم نأخذها بعين الاعتبار بشكل صحيح.


بمجرد اتخاذنا موقف رد الفعل، انتقلنا إلى الدفاع، وفقدنا عامل السرعة.


نعم، الانتصارات الأوكرانية هي في الغالب افتراضية، ولكن في عالم حيث الذيل يقود الكلب، حيث يكون كل شيء تقريبًا افتراضيًا (بما في ذلك التمويل والخدمات والمعلومات وما إلى ذلك)، فإن هذا بالكاد يكفي.


والحكاية التي تدور حول إثنين من المظليين الروس، يجلسون على أنقاض واشنطن ويشتكون “هل خسرنا حرب المعلومات؟!” مضحكة، لكنها ذو مغزى. هذا أيضًا شيء افتراضي، محاولة لترميز المستقبل. عندما يتعلق الأمر بالتحقق من الواقع reality check، لسوء الحظ، لا يسير كل شيء بسلاسة. هنا من الضروري إما انهيار الدروموقراطيا بأكملها، والافتراضية، وما بعد الحداثة التي تتمحور حول الشبكة بالكامل، أي الحداثة بأكملها والاتجاه الكامل لتطور الغرب الحديث (ولكن كيف نفعل ذلك كله دفعة واحدة؟)، أو القبول – وإن كان ذلك جزئيًا – بقواعد العدو وذلك بالتحول إلى عالم السرعة. إن مسألة ما إذا كنا، نحن الروس، نستطيع دخول عالم الدروموقراطيا وتعلم كيفية كسب حروب تتمحور حول الشبكة العنكبوتية (بما في ذلك المعلومات!) ليست فكرة مجردة. إن انتصارنا يعتمد بشكل مباشر على هذا.


للقيام بذلك، نحتاج أولاً وقبل كل شيء أن نفهم – بالروسية، بطريقة وطنية – طبيعة الزمن.


كيف نفهم كل شيء بشكل بطيء، ومع أي تأخير، وكيف نضعه موضع التنفيذ بشكل أبطأ – يبدو أنه يدحض المثل القائل “الروس يسرجون الخيل لفترة طويلة، لكنهم يقودونها بسرعة بعد ذلك”.


الآن هي اللحظة الحاسمة التي إذا لم نسير بسرعة كبيرة، يمكن أن يصبح الوضع خطيرًا للغاية.


سنفعل ذلك بشكل سريع، وسنصلحه بشكل أسرع. أنا لا أتحدث فقط عن تزويد جنودنا بمقدرات الشبكة العنكبوتية، وتسريع عملية التفاعل مع القيادة وإدخال وسائل فعالة لحماية المعلومات. لكن هذا ضروري ببساطة لنكون على مستوى واحد مع عدو مجهز جيدًا.


يتخيل شخص ما في السلطة أننا ما زلنا نسرج خيولنا، على الرغم من أننا نتسابق بالفعل بأقصى سرعة. هذا يحتاج إلى التفكير وعلى وجه السرعة. خلاف ذلك، قد يتضح أننا نسارع، إذا جاز التعبير، بعبارة ملطفة… ليس في الاتجاه المطلوب.


الدروموقراطيا ليست مزحة. لا يتعلق الأمر بتجاوز الغرب. يجب أن يتم ضربه بسرعة في كبريائه المذهل، ولكن لهذا يجب علينا نحن أنفسنا أن نتصرف بسرعة البرق. وعن فهم. لم يعد لروسيا الحق أو الوقت لتكون خامدة وخاملة.








 


رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 04:15

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc