من بين قرارات القمة العربية، التأكيد مجددا على مبادرة السلام العربية لسنة 2002 على أساس حل الدولتين والأرض مقابل السلام.
لكن فهل بقي من الأرض ما تعطيه إسرائيل للفلسطينيين؟ بعد أن غرست الضفة بالمستوطنات،
حتى المدن والبوادي الفلسطينية غرس كيان الإحتلال الصهيوني في أطرافيها تجمعات سكانية كبيرة من المتطرفين اليهود تتوفر على كل مرافق الحياة.
وشق شبكة من الطرق الواسعة تربط هذه المستوطنات والتجمعات السكانية بشبكة طرق ما يسمى بإسرائيل.
حتى أن رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس إعترف في كلمته أمام القادة العرب أن إسرائيل تعرقل حل الدولتين بشتى العراقيل.
أما عن السلام الذي سيعطيه الفلسطينيون والعرب لإسرائيل مقابل الأرض، فقد منحوه على بياض.
واليوم إسرائيل تعيش تطبيعا للعلاقات مع السلطة الفلسطينية ومحيطها العربي وحتى الإسلامي القريب والبعيد.
فالعرب لم يغتنموا تلك الرغبة الجامحة لإسرائيل في السلام معهم، يوم كانت تخاف من أن يرميها العرب في البحر.
فالفلسطينيون، دفعوا دفعا لمسار أسلو للسلام بعد أن ترك العرب أبو عمار وحيدا وتحت الحصار، واليوم السلطة الفلسطينية القابعة في قلعة رام الله أشد حرصا على التمسك بالشرعية الدولية (التي تعني الإنبطاح) وتضعه شرطا على حماس والجهاد لإنهاء الإنقسام الفلسطيني، وعلى عدم إيذاء إسرائيل ويفرض على السلطة إدانة العمليات الفدائية.
أما عن غزة فتجمعها بإسرائيل هدنة غير معلنة، إلا انه تارة لأخرى تتلقى منها رشقات من القنابل، تستغل ذلك إسرائيل في القضاء على المقاتلين الفلسطينيين، وحشد التأييد الغربي لها.
أما بخصوص العرب:
-مع مصر تجمعها معاهدة مخيم داود.
-مع الأردن، معاهدة وادي عربة.
-مع الإمارات، البحرين، المغرب، السودان، معاهدة أبراهام.
-مع قطر وسلطنة عمان، تواصل دائم.
-سوريا، هدنة في الجولان المحتل.
-لبنان، هدنة يحرسها مراقبين أمميين، واليوم معاهدة ترسيم الحدود البحرية.
-السعودية، تفاهم بالوكالة(البحرين).
-العراق، تواصل بالأكراد.
-تركيا، علاقات طبيعية وتعاون في شتى الميادن حتى العسكرية والتصنيع الحربي.
إن سعي العرب على العلاقات بإسرائيل والحرص على تطبيعها، يغني الكيان الصهيوني بالقبول بمبادرة السلام العربية.
بقلم الأستاذ محند زكريني