مجموع البشير فيما قيد من عقائد سلطان الجزائر الأمير عبدالقادر - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الجزائر > قسم الأمير عبد القادر الجزائري

قسم الأمير عبد القادر الجزائري منتدى خاص لرجل الدين و الدولة الأمير عبد القادر بن محيي الدين الحسني الجزائري، للتعريف به، للدفاع عنه، لكلُّ باحثٍ عن الحقيقة ومدافع ٍعنها، ولمن أراد أن يستقي من حياة الأمير ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

مجموع البشير فيما قيد من عقائد سلطان الجزائر الأمير عبدالقادر

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2022-10-04, 13:26   رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
أبو أنس بشير
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي


[16] بيان كذبة أن سلطان الجزائر الأمير عبد القادر الحسني
استسلم لفرنسا !

بسم الله الرحمن الرحيم .
كثير ما سمعنا ونحن صغار في المدرسة ، ورأيناه عند كُتاب المستشرقين وفرنسا ، بل وللأسف من كُتاب بعض مؤرخي الجزائر ودكاترتها ، ممن نشر في الأمة الإسلامية أن الأمير عبد القادر - رحمه الله - استسلم لفرنسا وللمنفى ، وسلم سيفه لها !
مما يدل ويستلزم خيانة الأمير عبد القادر لقضية الوطنية والجهاد الإسلامي ، وهذا الذي تريده المدرسة الفرنسية ، وغلاة الصوفية .
ولهم في ذلك مؤلفات ومقالات مثل المذكرات التي تنسب إلى الأمير عبد القادر كذبا وزورا

ولكن شاء الله أن تنكشف هذه الكذبة على لسان وقلم السيدة الأميرة بديعة والسيد خلدون بن مكي ، إذ جاء عنهم :

البيان الأول : إن الأمير لم يستسلم لفرنسا ، ولم يخضع لها ، ولم يذل نفسه لها ، ولم يتنازل عن عقيدته وجهاده وسلاحه ، ولم تفرض عليه شروطا فوافق عليها .
فالأمير لايزال مع حرب فرنسا وحصد جيوشها وإفشال مخططاتها وإرهاقها معنويا وماديا وعسكريا وميدانا ، إنما الذي حمل الأمير الجزائري على الهجرة من الجزائر مع بقاء فكرة الجهاد ومواصلة الكفاح هو ما كان من مواجهة سلطان المغرب وجيشه للأمير عبد القادر ومحاصرته من جهة ترابه – المغرب الأقصى-، وأيضا خيانة الكثير من القبائل في الجزائر له وانضمامهم إلى فرنسا ، فما كان من الأمير - والحالة هذه - إلا وقف مواجهة سلطان المغرب لأنها أصبحت معركة بين المسلمين ، الرابح فيها والذي يستغلها هي فرنسا الوحيدة ، وعد الأمير ذلك القتال ( قتال الإخوة ) ، وسفك دماء من يقولون ( ربنا الله ) .
والذي يدل على ذلك قوله - رحمه الله - في أخر رسائله وهو في الجزائر : ( لقد أجهدت نفسي في الذب عن الدين والبلاد ، وبذلت وسعي في طلب راحة الحاضر منها و الباد، وذلك من حين اهتز غصن شبابي وافتر عن شباة الهندي نابي، وأقمت على ذلك ما ينوف على ثماني عشرة سنة اقتحم المهالك، وأملأ بالجيوش الجرارة الفجاج والمسالك ،استحقر العدو على كثرته، واستسهل استقصاءه وأتوغل غير خائف أوديته وشعابه، وأرتب له في طريقه الرصائد، وأنصب له فيها المكائد والمصائد، تارة انقض عليه انقضاض الجارح، وأخرى انصب إليه إنصاب الطير إلى المسارح ،وكثيرا ما كنت أبيته فأفنيه وأصبحه فابرد غليلي منه وأشفيه ، ولا زلت في أيامي كلها أرى المنية ولا الدنية، وأشمر على أقوى ساعد وبنان ، وأقضى حق الجهاد بالمهند والسنان، إلى أن فقدت المعاضد والمـساعد ، وفني الطارف من أموالي والتالد ، ودبت إلي من بني ديني الأفاعي، واشتملت علي منهم المساعي، والآن بلغ السيل الزبى، والحزام الطيبين فسبحان من لا يكيده كائد ولا يبيد ملكه وكل شيء بائد ) ا.هـ ، انظر كتاب ( الأمير عبد القادر الجزائري حياته وفكره )

➖ قلت ( بن سلة ) : فهذا نص يشرح لنا سبب قصد الأمير للهجرة من الجزائر وتركه مواجهة فرنسا في أراضي الجزائر ، هو ما أصاب جيشه من قتل وهلاك أبرز قاداته ، وقلة المساعد والمعاضد ، وظهور الأفاعي من قبائل العرب والكراغلة من الزمالة والدوائر والخوارج ، والتضييق عليه من ناحية تراب المغرب الأقصى ، فما كان منه إلا المحافظة على ما بقي من عائلته وجيشه وعائلاتهم ، وعلى الشعبين الجزائري والمغربي ، وعلى أموالهم ودمائهم ، وهذا من مقاصد الشريعة العظيمة .

البيان الثاني : الشروط التي طلبها الأمير الجزائري من فرنسا تدل على هذا المقصد
وهي :
١ - تعاهد مع فرنسا بعدم تعرضها لسكان الجزائر والمجاهدين منهم بالشر ممن بقي في الجزائر .
٢ - إعطاء الأمان في أموالهم وأنفسهم ودينهم وعدم اعتراض أو منع من يريد السفر معه من العسكريين والأنصار والأهل
٣ - الاستئمان له إلى أن يصل إلى البلد الذي يريده ، وهو عكا أو إسكندرية ، وهذا الاستئمان ، فرنسا هي من طلبته من الأمير ، من أن تقوم به ، ولقد غدرت وعودها كما هو معروف عنها من طبعها وأخلاقها عبر التاريخ بالخيانة والغدر ، وعدم الوفاء بالعهود ، ورد الجميل لمن أحسن إليها في وقت شدتها

على كل حال ، وافقت فرنسا على تلك الشروط مع ما فيها من الثقل عليها ، ولكن فرنسا الخبيثة الماكرة الخائنة غدرت الاتفاقية وخانت العهد فكان ما كان من توجيه السفينة إلى فرنسا وحدث ما حدث من السجن .
وعرضت عليه فرنسا حينها القصور والأرضي ، وأن يعيش في فرنسا فقال لها : ( لو ملكتموني فرنسا كلها فلن أقبلها بديلا عن وطن عربي إسلامي أعيش فيه ، ولو وضعتم فرنسا كلها في برنسي هذا وفرشتموها بالديباج لنفضته إلى أمواج هذا المحيط ) ا.هـ ، انظر كتاب
( تحفة الزائر في مآثر الأمير)

البيان الثالث : ليعلم أن الأمير الجزائري لما اختار وقف الحرب مع فرنسا بتلك الشروط ، وللعوامل التي حملته على ذلك ، فهو عرف وتقرر عنده أن فرنسا تريده هو كما جاء في اتفاقيتها مع سلطان المغرب .
وتقرر عنده أن المقاومة بيد الشعب الجزائري ولن تقف إلا بزوال وانقراض الاحتلال وخروجه من أراضي الجزائر .
وأن الشعب الجزائري سيكشف - عاجلا أو آجلا - أكاذيب المحتلين وغدرهم ، وهذا الذي حصل ، فقال الأئمة كما جاء في مقدمة آثار الإمام ابن باديس أن الثورة الجزائرية هي بذرة الأمير عبد القادر زرعها في أرض الجزائر .

البيان الرابع : الأمير لم يستسلم لفرنسا ولم يخضع لها ، بل كان يترقب أحوال المجاهدين في الجزائر ويوصي بهم كما كانت بينه وبين عائلة المقراني مواصلة وهو في الشام ، وأحفاده قاموا بالجهاد بعده .
وقام هو بالنهضة العلمية التي تحث على العمل والجهاد وطلب الحرية واستقلال الشعوب في ترابهم ، فهذا كله أرادت فرنسا طمسه ودفنه وشاركهم في ذلك الكُتاب ممن تأثر بمدرستها والذين يغرفون من بضاعتها ، من كتبها وكُتابها ، وهؤلاء لا خير فيهم لأبناء الجزائر ، فهم بؤرة التضليل وإفساد عقول الشباب ، وتحريف تاريخ بلادنا العريق ، ورجاله العظماء فضحهم الله .
البيان الخامس : الشخصيات الجزائرية العظيمة فلقد عرفت قدر الأمير عبد القادر في الأمة وديانته ونزاهته ، وهي تعلم أنه لم يرضخ لفرنسا أو يستسلم لها ، بل جعلت تلك اتفاقية الأمير عبد القادر مع الجنرال لاموريسيير من اتفاقيات بين الدول التي تركن وتضطر إليها عند عقد السلام والهدنة فيما بينها كما هو عند أعراف الأمم ، وهذا ما هيج وأزعج البرلمان الفرنسي ضد معاهدة الجنرال لاموريسيير التي عقدها من سلطان الجزائر الأمير عبدالقادر .
قال إمام القومية العربية الجزائرية وشيخها مولود نايت بلقاسم عن هذه المعاهدة في كتابه ( شخصية الجزائر الدولية /ج٢ص٢٧٥) :
( معاهدة بين الأمير عبد القادر رئيس الدولة الجزائرية ولويس فيليب ملك الفرنسيين أمضاها عنه الجنرال لاموريسيير، وبموافقة ومصادقة ابن الملك الدوق دومال الحاكم العام الفرنسي بالجزائر يوم 23 ديسمبر 1847م ، ومصادقة حكومة لويس فليب : وهي معاهدة وضع الأمير بموجبها السلاح ، ولكنها على كل – أي حكومة الجزائر ، وفرنسا - ، معاهدة حسب الغرف الدبلوماسي الدولي ..
وقد كان ذلك بعد خمش عشرة سنة من الكفاح الدائب ، وبعث الدولة الجزائرية بإقامة دولة خلفت سابقتها بعد أقل من سنتين من سقوطها، وبعد إلحاق هزائم فادحة بأكبر جيش أوروبي إذ ذاك – الجيش الذي دوخ به نابليون أوروبا - ، خاصة منها في معركة المقطع سنة 1835 ، ومعركة سيدي إبراهيم- الغزوات – في سبتمبر 1845م ، وبعد فرض معاهدتين على إحدى كبريات الدول في العالم إذ ذاك !
ولئن فرضت عليه هي فرنسا في الأخير المعاهدة الثالثة – أي بسبب الضغط الذي نزل به ، والحصار عليه من كل جهة - ، فلم يكن الأول ولا الأخير الذي غلب في تاريخ الحروب !
فكم من مرة غلبت انكلترا ؟ وكم من مرة هزمت ألمانيا ؟
أما فرنسا فحدث عنها ولا خرج ، وكم أحدثت انهزاماتها من هرج ! وما كارثة 1940م عنا ببعيد !
وحسب المؤرخ الفرنسي ديطايور شانترين " فقد طلب الأمير عبد القادر من الدوق دومال أن بنقل إلى اسطنبول ، أو عكا ، أو الإسكندرية ، هكذا بهذا الترتيب ، ولكن الدوق دومال رفض له اسطنبول ، وقال له إنه سيرسل إلى الإسكندرية "
ومن هنا لا نجد ذكرا في المعاهدة لعاصمة الخلاقة العثمانية " اسطنبول " ، ولم يريد فيها إلا اسما عكا والإسكندرية .
وها هي الصيغة التي أوردها محمد بن الأمير عبد القادر، ابنه الأكبر ، رفيق سلاحه .. )

قلت ( بن سلة) : وذكر نص المعاهدة كما جاء حرفها في كتاب ( تحفة الزائر) .
ثم قال : ( أما المؤلف الانكليزي تشرشل ، فيقول عن هذه المعاهدة :" وقد اضطر الجنرال لاموريسيير أن يدافع عن نفسه في البرلمان الفرنسي أمام هجمات عنيفة على السماح للأمير عبدالقادر بهذا المخرج ، وأنه ارتكب خطأ فادحا بعقد تلك الوثيقة معه ، بيننا كان يجب عليه أن يجعل منه مجرد أسير مستسلم لا غير ، اضطر الجنرال لاموريسيير أن يبرر سلوكه ويحدد موقفه ، ويعرض الأسباب التي دفعته إلى إمضاء المعاهدة التي كانت موضوع تلك التهكمات .."
فوضع إذن – ونكرر – أنها كانت معاهدة بالمعنى المتعارف عليه دوليا )

➖ قلت ( بن سلة) : في هذا النص من الوزير المؤرخ مولود نايت بلقاسم يتبين أن الأمير الجزائري عبدالقادر لم يستسلم لفرنسا ، بل عقد معها معاهدة بموجب وقف الحرب من كلي الطرفين " الجزائر ، وفرنسا" ، ومما يدل على بند هذا في الاتفاقية أن الجنرال لاموريسيير أرسل بسيفه إلى الأمير عبدالقادر علامة على قبولهم وقف الحرب، وبعث معه بورقة بيضاء عليها ختمه وإمضاؤه ليكتب ويملي الأمير الجزائري شروطه .
وفي المعاهدة ذكر طلب الأمير عبدالقادر للتوجه إلى اسطنبول ، ولكن هذا لم يورد ذكره عند المدرسة الفرنسية، أو من يعتمد النقل عنها من كُتاب الجزائر أو غيرهم من العرب المسلمين ، ولم يأت ذكره أيضا في نسخة كتاب ( تحفة الزائر في مآثر الأمير عبدالقادر ) المنتشرة والمطبوعة الآن في العالم الإسلامي !
وهذا مصداق ما نبه عليه الدكتور خلدون بن مكي الحسني من أن كتاب (تحفة الزائر في مآثر الأمير عبد القادر) ، فيه بعض السقط ، أو إخفاء بعض الحقائق وتغييرها ، وتسلط مدرسة الاستشراق وفرنسا على إفساد الكتاب .
قال المؤرخ خلدون بن مكي الحسني في رسالته ( إظهار المعارف في تبرئة الأمير عبد القادر من كتاب المواقف ) : ( نحن نعلم أن كتاب " تحفة الزائر" كتبه محمد باشا في حياة والده الأمير ثم حرق الكتاب كله بعد وفاة الأمير ، وحاول محمد باشا كتابته وأعانه بعضهم في ذلك ، فكان نتيجة ذلك أم شمل كتاب " تحفة الزائر " الكثير من الأحداث المغلوطة ، ودخل فيه ما كان يزوره المزورون ، ويدسه المبطلون ، فلا يمكن الاعتماد على ما فيه ، وخصوصا نسبة كتاب " المواقف " للأمير عبدالقادر، بعد ذكر كل تلك الأمور التي تنفي عن الأمير هذا الكتاب ...)

➖ قلت ( بن سلة) : هذه الحقيقة التي ذكرها خلدون بن مكي الحسني يعرفها المؤرخ المدقق ممن درس كتاب ( تحفة الزائر) ، حيث يقف فيه على بعض تواريخ الأحداث متغيرة ، وذكر استسلم الأمير عبد القادر، وكتاب المواقف ، وغير ذلك ، مما يوجب الاحتراس من الكتاب ، وينبغي أن لا ينظر فيه إلا المؤرخ الناقد الخريت .
ومن أفحش الأغاليط التي وقعت في الكتاب ما هناك من سقط كلمة ( اسطنبول) ، فهي بالأهمية من الذكر في تاريخ سلطان الجزائر الأمير عبدالقادر ولكن لم تذكر !

البيان السادس : لقد نبه على هذه الأهمية الإمام البشير الإبراهيمي ، من أن الأمير عبد القادر قصد الهجرة إلى اسطنبول بغرض إعادة تكوين جيشه واسترجاع دولته الراشدة .
قال الإمام البشير الإبراهيمي - رحمه الله - مبينا شبهة استسلام الأمير عبد القادر التي أثيرت في حقه : ( إنه لم يكن بدعا من قادة الحرب في التسليم - يريد بالهجرة الاختيارية - ، فقد اتبع سنة من قبله .
أما أسباب تسليمه فنحن نعرف منها أشياء ، ونظن به أشياء هي الأشبه بحاله ومقامه .
أما ما نعرفه فهو اختلال صفوفه ، وخذلان كثير من المارقين له ومنهم بعض مشايخ الزوايا الصوفية ، وبعض الأمراء من الجيران ، خذلانا تكون نتيجته اللازمة الاضطرار إلى قتالهم ، ومعنى هذا أنه بين عدوين ومضطر إلى الحرب في ميدانين .
وأما ما نظنه به فهو أنه كان ينوي إعادة الحرب مع الفرنسيين بعد اتصاله بمقر الخلافة واجتماعه بأهل الحل والعقد فيه ، وهذا ما نفسر به اختياره اسطمبول دار هجرة ، ويؤيد هذا التفسير تلكؤ فرنسا في السماح له بالسفر إليها ، كأنما خامرها شيء من هذا المعنى ، أو استدلت بالقرائن عليه ) ا.هـ ، انظر ( آثار الإمام )
➖ قلت ( بن سلة ) : هذا كلام المحدث الإمام الإبراهيمي العالم بالمناهج وتاريخ الأمم ، فإذا بهذا التبيان الواضح من إمام الجزائر ، فما معنى لكلام فرنسا وكلابها وأتباعها ومن يقلدها في بضاعتها أن الأمير استسلم لها ، واعترف لسيادتها وملكها على الجزائر ، وانشأ علاقة الصداقة معها !!

وأيضا : ما نبه عليه الإمام الإبراهيمي ، من أن قبلة الأمير الجزائري كانت اسطنبول للنهوض بالجهاد المرة الثانية ، هي عين ما ذكره المؤرخ مولود نايت بلقاسم مما يدل أن هذا الذي كان مشتهرا عن علماء الجزائر وقيادتها إبان الثورة ، وإنما الذي أذاع استسلم الأمير الجزائري لفرنسا هو الضابط البريطاني تشرشل ، وهو أول من كتب هذا وهرف به ، ولكن علماء الجزائر لم يلتفتوا إلى هذا الهراء وما هو عليه من الكذب والمغالطة ، إنما وقع في مصيدته هم ممن تأثر بالمدرسة الفرنسية والمستشرقين واعتمد عليها في تقرير تاريخ الجزائر!!
على كل الحال كان وجهة الأمير الجزائري ومقصده هو مقر الدولة العثمانية لكي يعود إلى الجزائر بالعدد والعدة من الجديد من المشرق، ولكن لم تنجح مساعي الأمير عبد القادر في ذلك ، بسبب ما كان هناك من الضغط على الدولة العثمانية من حروبها مع روسيا وشرق أوروبا ، والخسائر التي تعرضت لها .
وانشغالها بالحروب في بلاد الحجاز ، ومع ولي مصر محمد علي باشا
وفتنة الدروز وما كان من ورائها بريطانيا وفرنسا ، فكل هذه العوامل ، هي مما أضعفت استرجاع سيادة الدولة الجزائرية في تلك الفترة

البيان السابع : أيضا مما ينبغي أن ننبه عليه في خاتمة هذا البيان : أن مقولة ، فرنسا نفت الأمير عبد القادر إلى الشام !
هذه لا يقولها إلا جاهل أجهل من حمار أهله ، فالنفي لا يقع إلا من كانت سيادته عليك ، وأنت تحت إمارته ، هل الأمير عبد القادر كان تحت سيادة وإمارة فرنسا وقدم البيعة لها ؟!
هل الأمير عبد القادر اعترف بالحكومة الفرنسية على الجزائر ؟!
لا أحد يقول بذلك إلا كلاب فرنسا ممن تنبح على إسلام الجزائر وعروبتها ، وتريد تشويه تاريخها ، وتقدس تاريخ الرومان ، فهؤلاء لا حيلة معهم ، والله المستعان .
ولقد اغلظت القول والنكير المؤرخة الأميرة بديعة الحسني على ممن نسب إلى الأمير الجزائري عبدالقادر النفي ، وقررت أن خروج الأمير عبد القادر من الجزائر فهو من جنس الهجرة الشرعية والعبادة في هذا المقام .
قالت في تعليقاته المتمثلة في ردها على الدكتور يحيى بوعزيز ، بعدما ذكرت الشروط التي فرضها الأمير الجزائري عبدالقادر على حكومة فرنسا: ( ... هذه الطلبات كانت تخضع للقبول أو الرفض ؟ ولكنها قبلت وتم بشأنها اتفاق رسمي ، فأين كل هذا الاستسلام؟!
أولا : الاستسلام لا يخضع للقبول أو الرفض
ثانيا : ليس من حق المستسلم الحربي وضع شروط أو تقديم طلبات لأنه باستسلامه وتسليم نفسه للعدو انتهى أمره ، ولعدوه الحق بأن يفعل به ما يشاء ، ولكن ما حدث مع الأمير مختلف تماما فعندما قرر الهجرة كانت الموانئ القريبة منه كلها مختلة ، فكان عليه عقد اتفاق يمكنه من المرور إلى الباخرة التي ستقله إلى عكا ، وخاطب الأعداء باللغة التي يفهمونها إذ لم يقل لهم : أريد الهجرة الشرعية لأنها وجبت عليه ، فخاطبهم باللغة التي يفهمونها وهي العقود ، فعقد معهم ، ولكنهم أثناء رحلته وفي عرض البحر جولوا سير الباخرة إلى طولون وأخبروه بإلغاء الاتفاق وهذا ألا يسمى غدرا أو خطفا ؟! ) .
انتهى البيان بعون الله وتوفيقه .


كتبه الباحث : بشير بن سلة الجزائري










 


رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 17:46

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc