السربال

[ماجد تيم]

السربال

· * * *سَرَابِيلُهُم مِّن قَطِرَانٍ وَتَغْشَىٰ وُجُوهَهُمُ النَّارُ ‎﴿ابراهيم: ٥٠﴾‏

· * * *وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّمَّا خَلَقَ ظِلَالًا وَجَعَلَ لَكُم مِّنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُم بَأْسَكُمْ كَذَٰلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ ‎﴿النحل: ٨١﴾‏



1- * * * * * * * * * * * السرابيل تتفق في ثلاث وظائف

· * * *تقي من الحر

· * * *تقي من البأس في الحرب

· * * *أداة للعذاب ( عن طريق زيادة درجة الحرارة للمعذب )

2- * * * * * * * * * * * وما يميزها أنها تعزل وتمنع شيء من النفاذ باتجاه واحد وتسمح بالنفاذ من الاتجاه المقابل ( العزل يكون من خارج الجسم إليه أو من داخل الجسم للخارج *أي أنها تمنع من النفاذ من اتجاه معين ولكنها في نفس الوقت تسمح بالنفاذ من الإتجاه المقابل ) (وهذا معنى تقيكم([1]) وهذه هي آلية عمل السرابيل)





ما هي آلية *السرابيل في العزل الحراري

لفهم الموضوع بداية علينا البدء من قاعدتين مهمتين في مجال علم الديناميكا الحرارية .

1- البرودة : هي أثر موجود( تابع ) *ناتج عن انعدام وجود الحرارة ، أو فقدانها([2])لنظام حراري أقل درجة حرارة منه

2- اتجاه انتقال الحرارة : تنتقل الحرارة من الجسم الأسخن إلى الأقل سخونة ( الأبرد ) حتى يتم التوازن الحراري .













لنتتبع آلية عمل السرابيل ( في العزل الحراري ) في الدنيا

· * * *في الحر ( الصيف ) : بما أن *الحرارة هي التي تنتقل من جسم لآخر فالسرابيل تمنع اكتساب الحرارة من الخارج *( تقي من الحرارة ([3])) وتسمح بخروج *الحرارة من الداخل للخارج ( حركة الحرارة من الداخل للخارج – باتجاه واحد )

· * * *في البرد ( الشتاء) : بما أن *الحرارة هي التي تنتقل من جسم لآخر فإن الجسم لا يكتسب برودة ( فالسرابيل لا تقي من البرودة ) ولكنها تسمح بمرور الحرارة من الخارج للداخل إذا توفرت ( ولعدم وجود حرارة فإن هذه الخاصية تكون معطة([4]) إلا إذا تم الإقتراب من مصدر حراري )وبنفس الوقت تمنع من فقدان الحرارة من الداخل للخارج *، ومع استمرار تولد الحرارة من الجسم([5]) فإن الحرارة تُخزن بين الجسم والسربال .

فأنواع السرابيل الحرارية حسب ما توصلنا له :

· * * *قد تكون ثيابا ( ولا يهم سمكها وثخنها بقدر تأديتها لوظيفة التمرير الحراري أحادي الجانب )

· * * *ففي الآيات ( 80 + 81 ) من سورة النحل تتحدث عن أنواع البيوت واستخداماتها والبيوت ومن ضمن هذه الأنواع ( سرابيل تقيكم الحر )

فالسرابيل هي أحد أنواع البيوت أو الغرف ذات خاصية العزل الحراري أحادي الجانب

وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّن بُيُوتِكُمْ سَكَنًا وَجَعَلَ لَكُم مِّن جُلُودِ الْأَنْعَامِ بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ ۙ وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثًا وَمَتَاعًا إِلَىٰ حِينٍ ‎﴿٨٠﴾‏ وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّمَّا خَلَقَ ظِلَالًا وَجَعَلَ لَكُم مِّنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُم بَأْسَكُمْ ۚ كَذَٰلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ ‎﴿٨١﴾النحل

· * * *الاغتسال بالماء كأنك تتسربل به : فالماء يمتص حرارة الجسم ويقلل من درجة حرارته وبنفس الوقت فإنه يقلل من *أثر الحرارة الخارجية إلى أقل درجة *لأن هذه الحرارة *تذهب *في تبخير الماء وتحويلها إلى غاز .



لنتتبع آلية عمل السرابيل ( في العزل الوقاية من البأس ) في الدنيا

· * * *في الحرب ( البأس ) *: هي آلات دفاع وهجوم([6]) في آن

- * * *( دفاع ) تصد هجوم الأعداء

- * * *(وهجوم ) ترمي الأعداء

فهي أشبه بالقلاع ([7]) والحصون أو الدبابات وحتى الترس











لنتتبع آلية عمل السرابيل ( في العزل الحراري ) في الآخرة

· * * *في جهنم *: بما أن السرابيل في جهنم مصممة ( للعذاب ) فإنها تمرر الحرارة من جهة واحدة أي أنها *تكتسب الحرارة من الخارج وبنفس الوقت تمنع فقدانها من الداخل للخارج فتزداد درجة حرارة المُعذب

· * * *ولم *القطران *: سأتحدث عن قطران الدنيا وقطران الدنيا لا يقارن مع قطران الآخرة ولكن من باب تقريب الوصف *

- * * *قطران الدنيا : عصارة مقطرة سوداء لزجة لاصقة جدا بالأجسام مثل الطلاء شديدة الإشتعال.

- * * *القطران مادة سوداء واللون الأسود ماصّ جيد للحرارة ([8])

- * * *القطران سريع الإشتعال وهو ينقل جزء كبير من *الحرارة من منطقة الإشتعال ( من الخارج ) ( إلى أسفله في الداخل ) وليس بالعكس ، والقطران لا يحترق مرة واحدة في كل أجزائه وإنما *يحترق من أعلى إلى أسفل على شكل طبقات متتالية ومن الخارج إلى الداخل ليزيد من عذاب أهل جهنم ونضجهم *.

والله أعلم



--------------------------------------------------------------------------------

([1]) وهذا مجمل مفهوم التقوى ( راجع بحث التقوى و العدوان )

([2]) للزيادة ممكن الرجوع إلى مواضيع الديناميكا الحرارية ( الحرارة )

([3]) *... *وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ ... ‎﴿النحل: ٨١﴾

([4]) يمكن على هذا الأساس اعتبار الثياب الشتوية وحتى اللحف والبطانيات سرابيل وفي هذا الباب فقط ( مجازا )

([5]) يستطيع الإنسان أن يولد طاقة مقدارها حوالي 10.5 ميجا جول / يوم أو حوالي 120 واط *"وبإمكان هذا القدر من الطاقة تشغيل جهاز تلفزيون مجهز بشاشة إل سي دي طيلة ثلاثين ساعة" فرانكو ميمبريني، شركة ميتراس ، وهذه الطاقة يمكن زيادتها باستغلال حركة الإنسان وطاقة الإحتكاك *، وهناك تقنيات حديثة حميمة لتحويل حرارة الجسم إلى كهرباء لديمومة عمل الأجهزة الخفيفة كالساعات والأجهزة النقالة .فالثياب في القريب العاجل ستتميز بالذكاء الصناعي ويصبح جسم الإنسان عبارة عن محطة توليد للكهرباء * .

([6]) ملخص مفهوم التقوى بين الدفاع (من كل شر ) والهجوم ( لكل خير )

([7]) ففي الآيات ( 80 + 81 ) من سورة النحل تتحدث عن أنواع البيوت واستخداماتها والقلاع من ضمن هذه الأنواع ( سرابيل تقيكم بأسكم ) *

... وَسَرَابِيلَ تَقِيكُم بَأْسَكُمْ *ٰ...﴿النحل: ٨١﴾‏

([8]) كل ما في جهنم أسود حالك نارها ولونها وطعامها ولباسها وشرابها ... ..