معشر الكرام: ليس كل من طلب الصدقة فقيرا، ولكن الفقير حقا من لا يجد ما يغنيه ولا يفطن له فيتصدق عليه، ويتعفف عن السؤال فيرى مكتفيا، وهنا قال الله: (للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله لا يستطيعون ضربا في الأرض يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافا وما تنفقوا من خير فإن الله به عليم) ~ [البقرة: ٢٧٣].
وفي الصحيح: "ليس المسكين بهذا الطواف الذي ترده التمرة والتمرتان، واللقمة واللقمتان، والأكلة والأكلتان، ولكن المسكين الذي لا يجد غنى يغنيه، ولا يفطن له فيتصدق عليه، ولا يسأل الناس شيئا".
وبعد: فتلكم شذرات وإشارات، ووصايا وتوجيهات على ضوء الآيات، ورمضان شهر الإنفاق، ورسولكم ﷺ كان أجود ما يكون في رمضان، فلتنطلق الأكف بالعطاء؛ ففي الإنفاق رضا الله وربح الأجور، وإطفاء الخطيئة، وشفاء المريض، وهي الظل يستظل بها يوم الدين، والبرهان على صدق الإيمان.