سلام به أبتدأ العذل وبعدُ بالصلاة على المصطفى
خير من عرج بالسماء ووطئ الأرض وعليها مشى
أقول العزة بالله وخير الناس من اكتسى بالتقوى
الرَّدَى يكسر الخُلد تجبره الباقيات في حفر الدُجى
فتريث يا ابن آدم فلا تدري أمصيب أنت ما تهوى
وسابِقِ الأجٓلَ أرفَعَ المنازِل فإليها النفوس تسعى
اطلق لسانك بالنُصحِ تفلح وازجره بالحِلمِ عن الأذى
الإِسلامُ على النوازلِ تظاهر وحُسنُهُ مَنْ عَنِ النفس استعلى
وصيتي من قول الحبيب اتركوها فإنها بالنتانه حُبلى
عصبية لم تقتل يوما ذبابا ولم تبلغ بها أقوام العلى
يا شيخي نثرت أبياتي من كدَرِ فكرٍ يستبقُ الوغى
لعل حروفي تطرقُ سهوة القلوب فتفزع وتصحى
انشطرت الأنفس تتقاذفها الأحوال يمنة ويسرى
علت الأصوات وضجت المسامع انت من خان وبغى
وأنت من حذت عن السبيل وارتميت بأحضان العدى
هوس ماج بجهل الأنفس ولم يسلم من عدوته الموتى
واللبيب ذو فِكرٍ حصيفٍ يدري من سعّر نارا بها اكتوى
لا سلطان على الفتن والحميةُ كظُلمِ الليل تغشى
ولِحاظُ القوم تُقارع الأقلام فخرا وقد خاب من استعلى
النارُ خِلفتُها الرماد وخَلَفُ العظماءِ منه الوهن يتدلى
ولو عادت لخير الأجساد أرواحها لنادت جهرا بالرُجعى
دنية هي الدنيا وأبخس منها فؤاد بها تعلق وعليها بكى
لا هو ظفر بقربها ولا هي استمعت لنبظاته الثكلى
الدين نصيحة والصلح خيرٌ وعضدك عنه لا تستغنى
وامدد يدك كأنك تبغي النِعم تُعاندُ وتبتعد وعنها لا نتخلى
العزة على الكفار تُحمد والمودة ثوابٌ في القربى
وتكابر على ابتلاء السفهاء فخير الدواء الحسنى
ولا تستخفن بسكون الأيام فآخر الصخر الحصى
احكم بالحق ولا تُشطط تمشي يومئذ ثابت الخطى
تجرد من الذنب واغسله بالدمع فصحفك به ملأى
وقل ربي زدني علما منه ابتدأ الأمر وإليه انتهى.
حكيم