هل النّظام السّياسي الّذي تأسس بعد الإستقلال والّذي ما زال يحكُم لحدِّ اللحظة جهوي (عنصري)؟ - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الأخبار و الشؤون السياسية > النقاش و التفاعل السياسي

النقاش و التفاعل السياسي يعتني بطرح قضايا و مقالات و تحليلات سياسية

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

هل النّظام السّياسي الّذي تأسس بعد الإستقلال والّذي ما زال يحكُم لحدِّ اللحظة جهوي (عنصري)؟

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2022-02-06, 11:01   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الزمزوم
عضو ماسي
 
الصورة الرمزية الزمزوم
 

 

 
إحصائية العضو










B1 هل النّظام السّياسي الّذي تأسس بعد الإستقلال والّذي ما زال يحكُم لحدِّ اللحظة جهوي (عنصري)؟

هل النّظام السّياسي الّذي تأسس بعد الإستقلال والّذي ما زال يحكُم لحدِّ اللحظة جهوي (عنصري)؟

.
هل ما تعانيه البلاد منذ عقود طويلة وإلى حدِّ اللحظة هو نتيجة جِهوية النظام السّياسي منذ الإستقلال وإلى اليوم أم هو بسبب جهوية أطراف في داخل المنظومة الحاكمة والتي تحمل موروثاً ثقافياً وعرقياً وفرونكوفيلياً متطرفاً؟

أعتقد أنَّ أول محاولة للانفصال عن الأمة العربية حدثت قبل انفصال أكراد العراق بعد 2003 والغزو الأمريكي الذي تلى مباشرة أحداث 11 من سبتمبر 2001 وسيطرة الأقلية الثقافية كانت لما أُستبعد المناضل الكبير وأب الحركة الوطنية من أصول عربية الجزائري "مصالي الحاج" المُنحدر من مدينة تلمسان غرب الجزائر العاصمة من المشاركة في الثورة وتشويهه بعد ذلك واستبعاده من التاريخ الذي يؤرخ للثورة التحريرية المجيدة.

"مصالي الحاج" الذي يُعدُّ الأب الروحي للثورة الجزائرية ومُؤسس الحركة الوطنية بلا منازع، فتلك القوميات وعندما تأكدت من حتمية نهاية الوجود الإستعماري في بلادنا قامت بخطف ميراث الرجل ونسبته لنفسها قبيل إندلاع الثورة وبعد نجاح الثورة الجزائرية.

مصالي الحاج كان قومياً عروبياً.

وأنَّ ثاني مُحاولة لرفض حُكم الأغلبية واستبعادها من الحُكم هو عندما أُطيح بالزعيم التاريخي المجاهد والمناضل الجزائري من أصول عربية "أحمد بن بلة" المُنحدر أيضا من مدينة تلمسان غرب العاصمة.

"أحمد بن بلة" وهو الذي يُمثل القومية العربية وكل العرب الجزائريين في البلاد في ذلك الوقت وطوال الوقت كان سوفياتياً أكثر من السوفيت أنفسهم، وقال قولته المشهور: "لو لم يكن هناك الإتحاد السوفياتي لخلقنا الإتحاد السوفياتي" وهذا تنبيه لروسيا الماضي والحاضر أن العرب في البلاد أو جزء كبير جداً منهم كان ولا زال مع روسيا في الحاضر والماضي، صحيح أن فيه جزء إختار الإنخراط في الجماعات الإسلامية (وهو على فكرة من كلّ القوميات) أو لهذا الطرف أو ذاك حزب "الفيس" المحّل مثلاً و حركة "حمس" للأتراك، ولكن الغالبية العظمى من العرب في بلادنا على العهد في علاقتها التاريخية التي أسس لها "أحمد بن بلة" وواصل فيها "هواري بومدين".

كما أنَّ المجاهد من أصول عربية "محمد شعباني" المُنحدر من الجنوب من مدينة بسكرة والذي تمّ إزاحته من منظومة الحُكم في فترة "أحمد بن بلة" بضغط ممن كان يتحكم بأقوى مؤسسة من تلك القومية.

الرئيس الراحل المجاهد "هواري بومدين" ينحدر من مدينة قالمة شرق العاصمة من القومية الشاوية يُعدُّ أول رئيس للبلاد ينحدر من مؤسسة عسكرية ومن تلك القومية التي ما زالت تُمسك بزمام الأمور في أقوى مؤسسة في البلاد.

يبدو أنَّ "هواري بومدين" لما شعر بخطر ضباط فرنسا في المؤسسة العسكرية وأغلبيتهم من تلك القومية وربما أراد أن يفعل ما كان يزمع القيام به الفريق "احمد قايد صالح" بعد أحداث 2019 تمَّ إزاحته من طرف أقلية قلية جداً ذات توجه ثقافي فرونكوفيلي متطرف موالية لفرنسا.

كان الإعتقاد أنَّه وبعد وفاة "هواري بومدين" أنَّ من سيخلفه هو " محمد صالح يحياوي" وهو من أصول عربية ينحدر من المسيلة شرق الجزائر العاصمة ولكن الأقرب كان هو "عبد العزيز بوتفليقة" لشغل هذا المنصب وهو من أصول عربية ينحدر من مدينة تلمسان غرب العاصمة الجزائرية، غير أن القومية تلك الممسكة بأقوى مؤسسة إختارت العسكري المجاهد "الشاذلي بن جديد" الذي ينحدر من مدينة الطارف وهي تقع شرق الجزائر العاصمة ومن تلك القومية المُمسكة بزمام الأمور في أقوى مؤسسة في البلاد.



في عهد الشاذلي زادت سطوة الكمشة الفرنكوفيلية (ضباط فرنسا/ نواة النظام) المُمسكة بزمام أمور المؤسسة العسكرية فشعر الشاذلي بخطرها على البلاد فتبنى توجهاً منفتحاً نحو أمريكا لضرب داعمييها الفرنسيين، وبعد ذلك حاول أن يُحاربها بالإسلاميين على طريقة "أنور السادات".

لقد حاول الشاذلي أن يُعطي الأغلبية حقها من الحُكم ولكن تلك القومية من الفرونكوفيليين المتطرفين ممن كانت على رأس المؤسسة العسكرية رفضت ذلك ودفعت الشاذلي في نهاية المطاف إلى الإستقالة بعدما أفسد الإسلاميون والأقلية الثقافية اللائكية ذلك المشروع.



لما استنجدت تلك الكمشة الفرونكوفيلية ممن كان يحكُم الجزائر بالمجاهد الكبير "محمد بوضياف" وهو من أُصول عربية أراد هو الآخر أن يُصحّح الأوضاع ويؤسس لنظام ديمقراطي يضمن للأغلبية والأقلية حقوقهما رفضت ذلك وتم إغتياله في تلك الظروف التي يعرفها كلُّ الشعب الجزائري.

عندما اندلعت أحداث العُنف في البلاد التي دامت زهاء عشر سنوات بسبب توقيف المسار الإنتخابي (الإنقلاب العسكري) استعانت تلك القومية لمساعدتها في الخروج من هذا المأزق بأقرب قومية إلى ثقافتها وفكرها وإيديولوجيتها الفرونكوفيلية وتطرفها وموالاتها لفرنسا.



القومية العربية (الطائفة العربية) في تلك الأثناء هي من دفعت الثمن الباهظ لتلك الأحداث، حصلت مجازر شبيهة بمجازر رواندا بآيادي ضباط فرنسا وبمراقبة فرنسا وبايعاز وتشجيع منها وتغطية على الملاحقات بل وبتحريض منها لأن فرنسا أكثر ما تكره العرب والمسلمين في كل مكان وفي أي زمان.

لقد ظلت أحداث الأرمن تُلاحق الدولة التركية (الدولة العثمانية) لحدِّ اللحظة، ومجازر الجزائر ستظلُّ تُلاحق فرنسا وستدفع الثمن عن ذلك عاجلاً أو آجلاً، وتلك الجرائم لن تزول ولن تسقط بالتقادم أبداً.

يجب علينا أن نُصارح أنفسنا ونُقر بأخطائنا حتى نتصالح مع أنفسنا وفيما بيننا فيما فعلناه ببعضنا البعض قبل أن نطلب الإعتراف ممن إقترف الجرم في حقنا.

كانت تلك الأحداث والضحايا جريمة لا تُغتفر ضُباط محسُوبين على عدو الماضي تُحركهم النزعة العنصرية المقيتة لقتل شعبهم (بمشاركة الإسلاميين المتطرفين المسلحين من الجانب الآخر)، مئات الآلاف من الضحايا من كلا الطرفين العسكري والمدني، ويأتون اليوم ليُكرِّمُوا من كان وراء تلك الأخطاء الفادحة.

ستظل تلك الأحداث نقطة سوداء في تاريخ البلد وفي تاريخ المؤسسة العسكرية التي ورطها أبناء فرنسا من النُّخب العسكرية والسياسية والثقافية والإيديولوجية، يجب على مصر أن تعترف بخطئها في فض اعتصام رابعة، ليس في قرار فض الإعتصام ذلك قرار سيادي ولكن في النتائج الكارثية التي أفرزته عملية التدخل العسكري في ذلك الميدان وفي تلك الساحة.

ونُعيد ونُكرر أنَّ الجيوش لم يُوجدوا لقتل شعوب بلدانهم ولكن لحماية شعوبهم من كلّ الأديان والمذاهب والثقافات والأعراق والإثنيات.
المصالحة والإعتراف بالخطأ هو أحد الأدوات ذات الفاعلية لتحصين وتمتين عرى أواصرالإخوة في المجتمع ورصِّ الصُّفوف وتمنين الجبهة الداخلية من دونها فإنَّ ذلك يبقى عبث لا أكثر ولا أقلّ.

حاول الفريق "أحمد قايد صالح" بعد أحداث 2019 بعدما فهم أنَّ ما يحصل هو صراع على السلطة بين الأقليات الثقافية أو القوميات الثقافية وبين الأغلبية العربية، وحتى يهدئ من الأوضاع بعث برسالة تصالحية على لسان ما بات يعرف بالمنجل الضابط "محمد قايدي" الذي تمَّ بث تصريح له لتسويقه بين النَّاس عندما قال:"أنَّه عندما كانت تجري الحرب بين القوات المسلحة والجماعات الإرهابية كان يتسأل الطرف الأول والطرف الثاني لماذا نقتتل (يقتل بعضنا بعضاً)؟.

تلك كانت رسالة بالغة الأهمية وخطوة ذكية من طرف الفريق "أحمد قايد صالح" نحو الشعب ومحاولته الإعتراف بالأخطاء وتبرئة ساحة المؤسسة العسكرية من أخطاء المتطرفين فيها بدواعي إيديولوجية وثقافية وربما حتى خشونة الرأس عند البعض منهم الّذين كانوا يستقوُون (يستقوي) على الشعب بالمؤسسة العسكرية.

ينبغي أن تمحي مصر هذه النقطة السوداء من تاريخها العظيم بالإعتراف بالأخطاء قبل أن يأتي يوماً تعترف فيه هذه الأنظمة مُرغمة تحت وطأة الثورات المخملية والملونة وما يُسميها الغرب بثورات الربيع العربي بذلك الجرم ودفع الثمن مقابله.

كانت الدولة في حالة إفلاس وعزلة واستطاع الإرهاب الهمجي أن يُفرغ خزائن الدولة في ظل أزمة طاقة بسبب انخفاض أسعار البترول (حوالي 25 دولار للبرميل في تلك الفترة)، مرة أُخرى تختار تلك القومية عدم التّنازل عن أحقيتها في الإستئثار بالحُكم إلى جانب القومية الجديدة التي التحقت بها من الثقافة نفسها، فاختارت أقوى مؤسسة والتي تُسيطر عليها تلك القومية من القادة الّذين يُطلقون عليهم ضُباط فرنسا بالإضافة إلى قيادة المخابرات المجاهد "اليامين زروال" وهو ينحدر من مدينة باتنة شرق العاصمة الجزائرية عسكري متقاعد.

عندما استفحلت الأزمة واشتد وقعها وبضغط من الدول العربية من دول الخليج والولايات المتحدة والصين وجد هؤلاء أنفسهم أنَّهم مُرغمين على قبول رجل من خارج الدائرة الثقافية (لأول مرة منذ الإستقلال) ليست الفكرية والسياسية والإيديولوجية ولكن الثقافية والعرقية.

حكم عبد العزيز بوتفليقة البلاد كأول رئيس من أصول عربية زُهاء الــ 20 سنة (بن بلة 3 سنوات فقط/ ومحمد بوضياف ستة أشهر فقط)، ومن نافلة القول أنَّه لم يكُن يحكُم لِوحده، بل بمشاركة مؤسسة الجيش/ والمخابرات/ التي تُقودهما تِلك القوميتين وبمشاركة الإدارة والمؤسسات الاقتصادية (أرباب العمل/ الأوليغارشيا) التي تقُودها في تلك الأثناء القومية الثانية من تلك الثقافة.




بوتفليقة لم يكُن إمبراطور له مطلق الصَّلاحيات كما كان يُصوره البعض هذا الكلام عبارة عن هُراء في بلد مثل الجزائر (كان ذلك الكلام الذي انطلق بعد تعديل الدستور لفتح العهدات مجرد بروباغندا سياسية للتمهيد للإطاحة به من طرف المثقفين الفرنكوفيليين المُتطرفين فيما بعد والذي حصل في 2 أفريل سنة 2019)، بوتفليقة عندما إتفق مع أولئك النّاس الّذين طلبوا منه نجدتهم من الملاحقات القانونية الدولية نتيجة إفرازات أحداث العشرية السوداء وضعوا له شروطاً قبل أن يُتوج رئيساً للبلاد وهو أن يكون الحُكم تشاركياً بين هذه الأطراف الثلاثة: 1 - الرئاسة/ 2- والجيش/ 3 – والمخابرات ((الإدراة+ والأوليغارشيا الواجهة المالية للأقليات الحاكمة))..).




لذلك كانت القرارات السياسية الكُبّرى والخيارات الاقتصادية وكل شاردة أو واردة لا تمرّ إلا بتوافق هذه الأطراف الثلاثة... فالعشرين سنة من حُكم بوتفليقة شاركت فيها هذه الأطراف الثقافية الثلاث: العسكرية (جيش مخابرات من القومية الشاوية ومن القومية القبائلية) والمدنية (الرئاسة من القومية العربية).

أمريكا مُنذُ غزو العراق سنة 2003 تُخطط لإنهاء الجامعة العربية وتأسيس منظمة جديدة بديلاً عنها بعد التغيرات الجيوسياسية التي حصلت بعد 30 سنة من سقوط المنظومة الشرقية.

أمريكا تُخطط لتأسيس مُنظمة تجمع دول الشرق الأوسط أي الدول الخليجية وبلاد الشام بالإضافة إلى تركيا والكيان الصهيوني ودول ما يُسمى بشمال إفريقيا، لتصبح الوحدة اللغوية والدينية والثقافية ليست عائقاً في الإنضمام إلى هذا التكتل السياسي الجديد، العراق ولد وأنجب دولة كُردية لغتها الكردية، وسوريا ينتظر عملية قيصرية لولادة كيان كردي (دويلة كردية لغتها الكردية)، ولبنان قد يُقسم إلى دولة سنية وأخرى مسيحية وثالثة شيعية، وفي المنطقة المغاربية قد تتحول هذه الدول على أيدي المتطرفين العُنصريين الثقافيين الفرونكوفيليين المُسيطرين على مقالد الحُكم إلى دول أمازيغية ولُغتهم القبائلية ولغات أخرى مستوحاة من لهجات محلية مُتعددة.



الدول العربية ونُظمها السّياسية يقفون مع المغرب لأنَّهم أدركوا مُخططات فرنسا وأمريكا والكيان الصهيوني والمتطرفين الثقافيين الفرنكوفيليين في المنطقة المغاربية، فهذه الدول العربية ترى أن وجود العائلة المالكة العلوية من أصول عربية في المغرب يضمن بقاء وحُكم العرب في تلك البلاد ووجود العرب باعتبارهم إمتداداً للمشرق في تلك المنطقة من العالم وأي عالم على تخوم أوروبا.

الدول العربية سيكون حالها صعباً لو سقط الحُكم الملكي العربي في المغرب الأقصى (الأغلبية هي التي تحكم في المغرب الأقصى وهم في هذه الأثناء العرب)، فسقُوط المغرب الأقصى سيخلُق حالة شبيهة بحالة العراق بعد إسقاط نظام "صدام حسين" إن لم يكن أسوء بكثير من ذلك، لو حصل ذلك الأمر فإنَّه ستكون بمثابة بداية لنهاية التواجد العربي في المنطقة المغاربية على الخصوص وفي إفريقيا على العموم (منطقة الساحل وغرب إفريقيا) كما حدث في الأندلس ذات مرّة.

المتقاعدان على لسان حالهم "بن سدراية" يقترحان على القومية العربية في تلك البلاد رئاسة الحكومة أو الوزارة الأولى ويقترحون أحد أقرب المقربين لأحد المتقاعدين وهو "شريف رحماني" من أصول عربية ليس نائلياً له علاقة مُصاهرة مع الكولونيل "أحمد بن شريف" ينحدر من مدينة عين وسارة جنوب العاصمة الجزائرية.

إنَّ النُّخبة الثقافية الفرونكوفيلية المُتطرفة لعرقها ولفرونكوفيليتها ولفرنسا عزلت الجزائر عن العالم العربي وعن إفريقيا، وهي ترتمي اليوم في الحُضن الفرنسي الذي سيُوقِع البلد في إشكاليات مع الحليف الروسي وربما الصيني في قادم الأيام.

هذه هي العُقدة التي غرقت فيها القيادة السوفياتية في الماضي وغرقت فيها القيادة الروسية في الحاضر وهي أن السوفييت بالأمس والروس اليوم يتعاملون مع قيادات تُدين بالولاء لفرنسا (نواة النظام السياسي العسكرية والسياسية فرنكوفيلية تُدين بالولاء لفرنسا) وتلك لعمري مُعضلة المُعضلات، وهذا هو الذي كان ولا زال طوال الوقت الذي يُعرقل التواجد الروسي أو حتى الصيني في البلاد، وحالة الصراع بين السلطات المحلية المتعاقبة الحاصلة مع الفرنسي.

إذا كانت مصر خرجت من عباءة الاتحاد السوفياتي وارتمت في الحضن الأمريكي بطرد الخبراء الروس أيام الراحل"أنور السادات".

فإن استبعاد أحمد بن بلة وبعده استبعاد هواري بومدين هو بمثابة الخروج من العباءة الروسية والإرتماء في الحضن الفرنسي على وجه التحديد، فأمريكا تركت الجزائر لفرنسا منذ مدة طويلة وما يحدث بين الفينة والأخرى هو مناكفة للروسي فقط وليس للحليف والصديق فرنسا.

النظام السياسي الذي يبني شرعيته على الخوف والتخويف وسياسة التجويع ستكون نهايته شبيهة بنظام "صدام حسين" و"معمر القذافي" الّذين انفضا شعبيهما من حولهما في أول طلقة رصاص من عدوهما وتركاهما لمصيرهما المُحزن والمُؤلم وفي أحسن الأحوال مثل: سوريا التي استنجدت بحليفها الروسي أو اليمن التي استنجدت بحليفها الإيراني.. وما يعني ذلك من انتقاص للسيادة والإستقلال.

فكما أنَّ هناك أطرافاً نافذةً في حزب البعث العراقي وليس كل حزب البعث العراقي الّذي كانت فيه قيادات من الشيعة (طه ياسين رمضان نائب الرئيس صدام حسين) ومن المسيحيين العراقيين (طارق عزيز وزير الخارجية ونائب رئيس الوزراء) تصرفت مع الشعب العراقي بطائفية وعُنصرية ورطت النظام فيها نتج عنها في الأخير انفراط عقد النِّظام مع الشَّعب، فإنَّ الإثنية الثقافية من القومية الموالية لفرنسا من الفرونكوفيلية ورطت النظام في أحداث التسعينيات وهي بصدد توريط النظام في الطائفية والعُنصرية تجاه مكونات الشعب لمصالحها الشخصية وخدمة لمصالح سيدها الفرنسي فقط.


النِّظام العربي يُمارس العُنصرية والجهوية فيقف مع المغرب لأنَّ ملكه عربي ونظامه يسيطر عليه العرب ضد الجزائر التي يرى أنَّه تُسيطر عليها القوميات الثقافية في قضية فصلت فيها القرارات الأممية والمنظمات الدولية ومحكمة العدل الدولية بــ "لاهاي" والتي نقصد بها ههنا قضية الصحراء الغربية.

والنِّظام السياسي يُمارس هو الآخر ومُنذُ الإستقلال وبخاصة بعد وفاة "هواري بومدين" سياسة التمييز العنصري والجهوية لصالح أقليات على حساب الأغلبية، ويرى في الأولى أحرار من التسمية التي تُطلق عليهم بينما يرى في الفئة الثانية عبيد، جماعات وافدة غريبة عن البلاد التي لم تكن لهم في يوم من الأيام، هاهي معضلة أُمّة من المحيط إلى الخليج ووطن المليون والنصف مليون من الشهداء.

بقلم: الزمزوم








 


رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 23:18

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc