[[من شاشة الواقع (03): المرأة عدوّ المرأة!!]]

[صَمْـتْــــ~]

السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته




كثيرا ما أمرّ مرورَ الكرام على مقولة [ المرأة عدوُّ المرأة ] فلا أُعرْها اهتماما، ربما لأنّي أُسقط معناها على نفْسي -فأجدُني على غير ذلك- كوني لا أحملُ للمرأةِ إلاّ كلّ احترامٍ - كيف وهي من بناتِ جنسي- ولا يُميّزُنا عن بعضِنا إلاّ أخلاقَنا أو ما قدّمَت أيدينا.


لكنّي تعرّضتُ لبعض المواقف التي جعلَت معنى المقولةِ يقرَعُ فكري، رغم أني لن أسلَّم بها كحقيقةٍ معمّمةٍ على كلّ النّساء ! إضافةً لكوني أعي أنّ الجهل بأمورِ ديننا من أخطرِ أعدائِنا.

ولعلَّ أكثرَ ما حفّزني للكتابة بهذا الشّأن المؤسف، هو تلك الهجَمات المُغرِضة التي تشنّها بعضهنّ على من تلفّظت بكلمةِ حقٍّ أو أبدَت رأياً بنّاءً..، والأعظمُ سوءاً أنه يحدث أغلب الأمر ضدّ من أبدى النّصيحة في قضيّةٍ من قضايا ديننا؛ حيث يُفترضُ أن ندافعَ عنها كمسلمين (دون اعتبارٍ لجنسِنا).


وما حدثَ -على سبيلِ الذّكرِ- أنّي أبديتُ رأيي الخاصّ بشأن الفيديوهات التي تُنتهَكُ فيها حُرمة البيوت، حيث تتباهى صاحبته بعرْض خصوصيّاتها على الملأ ! لا لشيءٍ سوى لأجلِ الشّهرةِ الزائفةِ، التي تعود عليها بالرّبح السّريع من خلال هذه المواقع.


ولا غرابةَ لأنّ ما أراه يؤلمُني ككلِّ غيورٍ، تستفزُّهُ غيرته على حُرمة المرأة المسلمة، فأعرضُ رأيي الصّريحِ بعيدا عن أيِّ انتقاصٍ أو تجريح.
لأُمطَرَ من بعضهِنّ بسيْلٍ من الشّتائمِ، كما لو كنتُ قد مسَستُ بمكانتهنَّ المعلومةِ بدين الحقّ !


ثمّ أتساءل، لماذا بات النّاصِحُ المخالفُ لأهلِ الأهواءِ - حاقدا، ومعقّدا، وضعيفا، وجاهلاً، ومتحاملاً ...-
والنّاعقُ، المتشدّقُ، المصطفُّ بمُعسكرِ الباطلِ - مثقّفا، ومتحضِّرا، ومتفهّماً للفكْرِ الآخرِ.. رغم انتِصارِهِ للباطلِ البيِّن !
وهل هذا يؤكّدُ فعلا أنّ المرأة عدوّ المرأة؟


فإذا ما عمّقنا النّظرَ فيما سبق ذكرُه، فسنجدُ حتما أنّ انفعالَ بعضِهِنّ ينبع من غرورِهنّ ووهَنِ تفكيرهنَّ الغريبِ عن التّفكير الإسلاميّ، مثلما ينبع من جهلهنَّ بوجودِ نساءٍ يُحْبِبن لغيرهِنَّ ما يُحببنَه لأنفُسهنّ، ويسوؤهنَّ رؤية بنات جنسهنّ بموقفٍ تُهانُ فيه كرامتهُنّ على الملأ.
فما بالكم بمن ترفع عنها غطاء السِّترِ، جاذبةً الأنظارَ نحوَها، كاسرةً بذلك حِصْنَ خصوصيّاتها، فتكون بذلك أخطر عدوٍّ على نفسِها وعلى أهلِها.

لنصِلَ لقناعةِ أنّ المرأة التي تجهلُ موطِن صلاحِها؛ عدوّةٌ لنفسِها وليسَ فقط لمن خالفْنَها التّفكير.وعداءُ الشّخصِ لنفسِه يُسهّلُ دمارَه.