@ أنا البحرُ في أحشائه الدُرُّ كامنٌ...@

[أمير جزائري حر]

.
ومع الصّدفة " التّاسعة"

...

هي موضوع هادف وجميل واستحقّ أن يكون في سلّة الصّدفات المنتشلة من الغرق..
..


هو موضوع عنوانه: " من هو الغول" ؟

كتبهُ صاحبه "بقلمه" كما اتّضح لي.. بتاريخ: 13/05/2010

صاحبُه العثصو: حمدان العربي

آخر نشاط له كان بتاريخ: 19/12/2020 على توقيت: سا 16 : 44 د


...



فإليكُمُوه:

..

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حمدان العربي

التراث الشعبي و ما يحمله من قصص ظواهرها "غير منظورة" ، لكن باطنها "معاني وحقائق" .

قد ينظر البعض له ، أي التراث، بعين السخرية
أو عدم الاكتراث
ويعتبره كلاماً موزوناً مكانه عند "الحكواتي"

و "المداح " في الأسواق...
..
لكن الوقائع تقول عكس ذالك...
..
لقد تذكرت قصة من هذا التراث ،

ألا وهي عندما خلقت الأرض..
وقبل أن يبعث الله سيدنا ادم لأعمارها ،

كان هناك نسرٌ واحد لا غير يجوب الأجواء و البراري..
وسمكة تجوب البحار و حدها لا غير..
..

وفي كل مساء يلتقيان ، السمكة و النسر ، عند إحدى الشواطئ..
..
وفي إحدى المرات شاهدت السمكة سيدنا ادم عند نزوله للأرض..
فقالت للنسر : "لقد جاء من يأكل رؤوسنا"...


...
قد يضحك الضاحك و يسخر الساخر..
لكن لهذه القصة "الافتراضية" النقل واقع وحقيقة..
يلمسها الإنسان في كل مكان وزمان..

عندما ننظر إلى ما فعله الإنسان منذ نزوله إلى الأرض إلى يومنا هذا وكم " أكل من رؤوس "

لم يترك سمكة في البحار..
و لا نسرا في الأجواء..
ولا حتى رأس إنسان مثله على الأرض ...
..
قضى على الحياة وهدّدها في كل مكان..
ولم يترك حتى أعماق البحار..
آخرها كارثة خليج المكسيك ، متسببا في بقعة نفطية هائلة..
ناتجة عن تسرب النفط الخام من منصة تابعة لشركة تستخرج البترول...
مهددة أحفاد تلك السمكة التي تنبأت بما سيفعله الوافد الجديد على هذه الأرض..
..
وما هذه إلا لمحة بسيطة...
تسبقها وتلحقها كوارث يعجز الواصف عن وصفها..
..
هذا الإنسان لم تكفِهِ الصحاري..
و لا البراري لاستخراج النفط و الغاز..
فلجا إلى أعماق البحار..
و لا يهمه إن كان سيتسبب في مآسي بيئية..
عواقبها تُهدد مصادر رزق و "أكل رؤوس" البشرية جميعا ...


أكثر من ذالك...

لم يكتف بهذه الموارد..
فاستغل الذرة لتكون هي أيضا مصدر طاقة..
والكل يعرف كم"ستأكل" من رؤوس في "رمشة" عين ...

ولم يكتف بذالك...

ففكر في استغلال الطاقة الموجودة في "قلب الشمس"
ولا نعرف بعد بماذا يفكر...
...
صغارا ،عندما كانت عقولنا على قدر أجسامنا ، كنا نتساءل عن الغول..
أوصافه..
طوله..
كم هي سعة بطنه..
عن أسنانه الطويلة و الحادة..
وعن شهيته المفضلة..؟
ولماذا يفضل "اللحوم البشرية" و "أكل الرؤوس "
و رؤية سيلان الدماء ...
...
لكن عندما يصبح عقل الإنسان في مقياس جسمه..
وينظر إلى ما فعله الإنسان..
منذ التنبأ "الافتراضي" لتلك السمكة ...

ابتداء "بهابيل و قابيل"
رغما أنهما كانا الوارثين الوحيدين للأرض وما فيها..
ورغم ذالك "أكل" الواحد "رأس" الأخر..
و عجز عما يفعل بجثة أخيه لولا الغراب....
...
أنظر بعد ذالك ما فعله هذا الإنسان..
لم "يأكل فقط الرؤوس"
و إنما أباد كل ما وقعت عليه يديه برا..
جو و بحرا...
...
فهل مازلنا نتساءل عن أوصاف " الغول" ؟...



حمدان العربي
12.05.2010

...


وتعليقي:

لا تكُن "غُولا" أخي الكريم..

ولا تكوني "غُولَة" أختي الكريمة

..

لا تكون "أغوالا" مع إخوانكم، وأبنائكم..

مع آبائكم وأمهاتكم..

مع زوجك / زوجتك..

لا تكن غولا مع مرؤوسيك في العمل..

..

ولا تكُن غُولا على بني الإنسان..

ولا على ما خلق الله من كائنات..

...

تحياتي /


.