نسب آل قراجا (كراجا / قرجة) الحسيني

[عمر بن هاشم]

نسب آل قراجا (كراجا /قرجة) الحسيني

يقول المؤرخ النسابة الأردني عمر مرشد الزعبي الجيلاني في كتابه (العائلات الشريفة في الأردن و فلسطين /نظرة في سجلات المحاكم الشرعية العثمانية /ص٧٩-٨٤) :

ال قراجا ( كراجا / القرجة)
من مشاهير العائلات الحسينية الشريفة، واصلهم من الشام، ثم انتقلوا الى فلسطين والاردن في العهد العثماني وبقي قسم منهم في الشام، وهناك خلاف في سبب التسمية ففي بعض الوثائق التي تحتفظ بها العائلة ان قراجا لقب -وليس اسم علم- لمحمد بن صدر الدين علي الحسيني ت ٩٠١هـ / ١٤٩٥م والمدفون في دمشق بحارة القنوات.
قال المؤرخ احسان النمر في كلامه عن العائلات الحسينية: ال قراجه وهم يتفرعون الى سليم وحنو (من القراجيين دار سالم جوار السيلة الحارثية والحلوح في عرابة واخرون في حلحول وبيت سوريك ودير ابزيغ من جبل الخليل وفي حمص والقاوقجي في طرابلس الشام والرفاعية في حوران) .
وتنتشر هذه العائلة في بلاد الشام والحجاز، وعبر مئات السنين حملت جميع فروعها شهرة النسب الشريف في الاماكن التي حلوا بها، ومن ابرز فروعهم:
1- ال اسليم : الاردن ونابلس
2- ال حنو : نابلس وجدة.
3- القرجة / كراجا: حلحول الخليل وقرية صفا ودير ابزيع وقرى اخرى.
4- لحلوح: الاردن (اربد، عمان والزرقاء)، فلسطين (عرابة وزرعين ويعبد)
5- ال داوود الحلو: في غزة والاردن والحجاز.
6- ال الرفاعي: الاردن (علعال) وسوريا (ام ولد)
7- ال ابو طوق: دمشق.
وقد برز من هذه العائلة الشيخ حسن بن السيد احمد سليم قراجا، متولي وقف النبي لاوي، ومؤلف الذيل على الروض المعطار وهو ذيل على كتاب الروض المعطار في ذرية جعفر الطيار للزبيدي ت ١٢٠٥هـ / ١٧٩٠م وكان بدأ به شقيقه السيد محمد الناجي حتى عام ١٢٦٨هـ / ١٨٥١م ثم اكمله هو بعد وفاته وانتهى منه عام ١٣٠٣هـ / ١٨٨٥م، وتجدر الاشارة ان والدتهم من ال جعفر الطيار، قال في الذيل ص ٣٠: "فالاول منهم وهو السيد نجم الدين قد تزوج ابنته السيدة زبيدة السيد احمد سليم فولدت له الفاضل الامام الشيخ السيد محمد الناجي سليم وكاتبه حسن سليم"، ثم قال في اخره: "تمت بحمد لله تعالى وعونه في اليوم التاسع عشر من جمادى الاخرة عام ١٣٠٣هـ بقلم الفقير العديم حسن بن السيد احمد سليم قراجا الحنفي سبط السيد نجم الدين بن السيد محمد بن السيد نجم الدين الجعفري عفى عنه امين".
ومنهم الشيخ عبد العزيز بن حسن قراجا، ذكره المؤرخ احسان النمر في عداد الدعاة للسلطان عبد الحميد الثاني وقال: "والشيخ عبد العزيز اسليم مفتش الانساب، فقد زار العاصمة مرارا ووقف على كثير من تصرفات واحوال السلطان عبد الحميد فكان يدافع ويحتج له فكان يقول لمن ينسبون اليه الاغراق في مرمرة: نحن العرب نصف الدولة العثمانية فاين حصتنا من غرقى مرمرة" ، وبحكم عمله مفتشا في الانساب فقد كانت له معرفة كبيرة في الانساب خصوصا ال قراجا فقد ورد اسمه شاهدا في حل نزاع متعلق باحد فروع ال قراجا في قرية دير ابزيع في محكمة القدس عام ١٣٢٥هـ / ١٩٠٧م يدور حول كتاب فتاوى موقوف على الذكور من احفاد السيد منصور ابو عيهور الذي يرجع بنسبه الى السيد محمد ابو عيهور بن داود بن راجح بن احمد بن سليم بن محمد قراجا، اقامها احد مستحقي النظر في الوقف على الواقف من ال الخالدي، شهد بها الشيخ عبد العزيز بتفريع ذرية السيد منصور المذكور .
ومنهم الشيخ خليل بن داود الحلو (١٢٢٠هـ / ١٨٠٥م - ١٢٩٦هـ / ١٨٧٩م) امام وخطيب جامع ابن عثمان في غزة, وكان عضوآ في مجلس الادارة مرتين، طلب العلم بغزة ورحل إلى الجامع الأزهر في حدود عام ١٢٤٠هـ / ١٨٢٤م وأخذ عن الشيخ الباجوري والشيخ أحمد التميمي وأضرابهما وكان يغلب عليه علم الفقه والفرائض وكان فقيها نبيها وأمينا عفيفا كريم النفس حسن الخلاق قوي الحافظة والملكة جيد الرواية والدراية، له رسالة في التقسيم و الكسور، وشرح على مولد العلامة ابن حجر، وقد رثاه العلامة السيد أحمد بسيسو الكيالي الحسيني بمرثية قال فيها
أعني خليل الحلوا من منه بدا ......... لمحبة التنوير للأبصار
لبى ندا الداعي إلى دار البقا .......... فعليه رحمة ربنا الغفار
ومنهم الشيخ عبد الرحيم اسليم ت ١٣٩٧هـ / ١٩٧٧م والذي كان يتولى توثيق انساب ال قراجا في مدن وقرى الريف الفلسطيني والاردن، وله كتاب انساب مخطوط اسمه "المشجر الجواهر والدرر السنية""، وله سجلات انساب تعرف بسجلات عبد الرحيم قراجا الرفاعي، ذيل عليها ولده المرحوم الشريف محمد حريص نسابة ال قراجا وحافظ مخطوط ال اسليم في نابلس الذي استكمل مسيرة والده في حفظ انساب هذه العائلة وانتقل هذا الارث الى اولاده من بعده.
وفي زماننا برز منهم الدكتور الشريف عبد الرحمن بن ماجد الزرعيني الذي ساهم في نشر تراث هذه العائلة في سجلات المحاكم العثمانية اضافة الى مساهماته القيمة في علم الانساب خصوصا كتاب التحقيق الجيلاني الذي ابرز فيه قوة ثبوت نسب الشيخ عبد القادر الجيلاني وتناول مختلف الاراء حوله بشكل علمي دقيق، وله مؤلفات اخرى اهمها كتاب انساب الطالبيين والعلويين القادمين للمغرب وتحقيق كتاب الانوار في نسب ال النبي المختار لابن جزي الكلبي الغرناطي.
سجلات المحاكم
ورد اقدم ذكر للقب قراجا او القرجة في دفتر نقيب اشراف الممالك العثمانية محمد افندي الحسيني لعام ٩٤٣هـ / ١٥٣٦م، وهو دفتر احتوى على اسماء اشراف من مختلف الولايات العثمانية وورد فيه ثبوت نسب "السيد ابراهيم بن السيد مصطفى القرجه" بشهادة حاجي قاسم بن شيخ ابراهيم وسيد رمضان بن سيد محمد المرزيقولي ، وهذا لقب ال قراجا حتى اليوم في بلدة حلحول من اعمال مدينة الخليل حيث يطلق عليهم "القرجة" .
وفي محكمة دمشق ورد ذكر "السيد الشريف نصر الله بن السيد منصور الرفاعي" من قرية الطيبة من قرى وادي العجم في حجة مؤرخة عام ٩٩٢هـ / ١٥٨٤م وهو نصر الله بن منصور بن عبد القادر بن احمد بن عامر بن محمد قراجا، جد الرفاعية في دمشق "ال ابي طوق" وفي قرية ام ولد التي تبعد ١٧ كم عن قرية الطيبة المذكورة في الحجة.
وفي محكمة نابلس حجة وقفية مؤرخة عام ١١٦٨هـ / ١٧٥٤م للشيخ سليم قراجا، ذكرت صيغتها ملحقة بوقفية ولديه "مفاخر السادات محمد واحمد ولدي الشيخ سليم قراجا" كما في الوقفية المؤرخة عام ١٢٢٣هـ / ١٨٠٨م .
ولهم براءة سلطانية "للسيد محمد والسيد احمد ولدي السيد سليم قراجا" في التولي على وقف النبي لاوي مؤرخة عام ١١٩٢هـ / ١٧٧٨م .
وحجج مبايعة منها حجة مؤرخة عام ١٢١٥هـ / ١٨٠٠م اشترى فيها "السيد احمد والسيد محمد ولدي المرحوم الشيخ سليم قراجا" حصة دكان في نابلس .
وكشفت سجلات المحاكم عن وجود مصاهرات بينهم وبين اسر شريفة كثيرة كال البسطامي العباسيين وال هاشم الجعفري واسر حظيت بالقاب السيادة كآل الخزرجي، كما في حجة شراء عقار مؤرخة عام ١٢٥٧هـ / ١٨٤١م بين "المكرم السيد سليم نجل فخر السادات السيد الحاج محمد افندي سليم قراجه" الذي اشتراه من والده الوكيل الشرعي عن زوجته "السيدة زينب بنت المرحوم السيد محمد الخزرجي" .
وكشفت كذلك سجلات محكمة نابلس ان بيت العائلة في نابلس كان يعرف "بدار الشيخ سليم قراجا الحسيني" كما في حجة مؤرخة عام ١٣٣٢هـ / ١٩١٣م قدم فيها كاتب المحكمة الشيخ حسين افندي زيد القادري الى هذه الدار لاخذ توكيل من "السيد عبد الفتاح افندي بن الحاج عبد الله افندي بن الحاج محمد افندي سليم قراجا الحسيني وابنته السيدة امنة" وتم تصحيحه على الحاشية الى فاطمة .
وفي محكمة غزة الشرعية كان لال الحلو فرع ال قراجا هناك نشاط في المحكمة اذ كان عدد منهم يقومون بالشهادة على المبايعات والتعريف باطراف المبايعة في حال لزم ذلك وقد وردت اسماء "السيد عبد القادر الحلو، السيد ابراهيم الحلو، جناب الشيخ خليل الحلو، السيد عبد الرحمن الحلو" في معرض الشهادة على عدد كبير من الحجج.
وفي حجة مؤرخة عام ١٢٧٥هـ / ١٨٥٨م ورد فيها اسم "السيد ابراهيم بن السيد محيي الدين الحلو" في التعريف عن "الحرمة هدية بنت المرحوم علي القصاص" .
وقام "السيد عبد القادر بن السيد عثمان الحلو" بالتعريف بالبائع على قبض ثمن دار اشتراها "حسن بن درويش القصاص من نفيسة بنت محمد شويخر" عام ١٢٧٦هـ / ١٨٥٩م .
وفي الحجاز كان لفرع ال السيد داوود الحلو ذكر في بعض الحجج في فترة مبكرة من نزولهم المنطقة، ففي حجة مؤرخة عام ١٢٩٨هـ‍ / ١٨٨١م ورد اسم "السيد عبد الرحمن الشامي بن محمد بن داوود الحلو" كشاهد على مبايعة لاحد تجار الوجه وهو "السيد مصطفى بن السيد بدوي بن حسين" .
وكشفت الحجج عن الوضع المادي والاجتماعي لهذه العائلة في منطقة ضبا، ففي حجة مؤرخة عام ١٣١٢هـ‍ / ١٨٩٥م ورد ان "السيد محمد عفاشة بن المرحوم السيد عوض بن عوض التاجر بضبا" وكان شاه بندر تجار ضبا في زمانه ومن عائلة شريفة تعرف بالسماهدة، اشترى من "السيد عبد الرحمن الشامي بن السيد محمد داوود الحلو" بناء على ساحل ضبا، وتؤكد هذه المبايعات ايضا على استمرار اطلاق القاب السيادة على أبناء هذه العائلة في منطقة الحجاز بعد انتقالهم إليها .