"بايدن" يهتف عالياً يسقط "أردوغان" يحيا "باشينيان"!؟

[الزمزوم]

"بايدن" يهتف عالياً يسقط "أردوغان" يحيا "باشينيان"!؟

لماذا رفض "باشينيان" رئيس الوزراء الأرميني الاستقالة عندما كانت التظاهرات الشعبية تجوب شوارع العاصمة الأرمينية "يريفان" وقبالة مجلس النواب الأرميني ورغم استياء القيادة العسكرية الأرمينية من تصرفات الرجل وعدم موافقة رئيس الدولة لما يقوم به رئيس الحكومة بسبب الإتهامات التي تطال هذا الشخص من طرف الشعب الأرميني ونُخبه من أنه فرط بحقوق الأرمن في إقليم "ناغورنو كاراباخ" أمام أذربيجان وتركيا في الحرب الأخيرة.
وهو نفسه أي "باشينيان" يقبل اليوم الدعوة لضرورة رحيله وتقديم استقالته بل ويعلن وكله ثقة في النفس من أنه سيترشح مرة جديدة لرئاسة الوزراء وأنه سيفوز بها مرة أخرى.
فمن الذي شجعه على الإستقالة في هذا التوقيت؟ ومن الذي بعث الثقة في نفسه ومن أنه سيعود لرئاسة الحكومة في أرمينيا؟
والسبب في ذلك بسيط فبعد الخيبة التي تعرض لها "باشينيان" حليف أمريكا في المرة السابقة ونُزول شعبيته إلى الحضيض في وسط الشعب والجماهير نتيجة أحداث قره باغ وهو الذي وصل إلى السلطة على ظهر ثورة ملونة صنعتها له المخابرات الأمريكية يوم كان يحمل حقيبة على ظهره، فإن أمريكا ولكي تُنقذ حليفها الوفي والمخلص "باشنيان" لاستكمال مشاريعها في منطقة القوقاز والتي تستهدف الصين وروسيا صنعت له نصراً معنوياً كبيراً على تركيا العدو اللدود للأرمن في توقيت ذكي ومدروس عندما قام الرئيس الأمريكي "جوزيف بايدن" بالإعتراف بأحداث 1915 أو ما يُسمى بأحداث الأرمن التي يقال أنها وقعت في عهد حُكم الخلافة العثمانية، فأمريكا ومن خلال قرار "بايدن" تكون بهذا القرار الذكي جداً قد ضربت عصفورين بحجر:
الأول، القضاء على أردوغان وانهاء مستقبله السياسي من خلال ضرب أهم قضية لدى الشعب التركي والتي ترتبط بالأمن القومي لتركيا الحديثة، بل تكاد تكون هذه الحادثة تحديداً الركيزة الأساسية التي قامت عليها الدولة الحديثة التركية بقيادة المؤسس "مصطفى كمال أتاتورك" وهي قائمة على نفي ما يُسمى بأحداث الأرمن.
و الهدف النهائي "لبايدن" هو محاولة اسقاط "طيب رجب ردوغان" وإزالة ما تبقى من شعبية له في وسط الجماهير التركية التواقة لاحياء أمجاد تركيا من جديد، وعدم ترك أي فرصة أو حظوظ له للفوز بالرئاسة مرة جديدة في الانتخابات الرئاسية القادمة المُزمع إجراؤها سنة 2023 وربما حصولها قبل هذا التاريخ، فالأمر هنا مُرتبط بمسار الأحداث التي ستقع في قادم الأيام في تركيا على الخصوص وفي الإقليم وفي العالم على العموم والتي ستؤثر بلا شك في تركيا.
والثاني، أن أمريكا ومن خلال هذا القرار الذي اتخذه "بايدن" فيما يتعلق بأحداث الأرمن إنما أراد من خلال ذلك إنقاذ حليف أمريكا في منطقة القوقاز رئيس وزراء أرمينيا "باشينيان" المُستقيل لاعادة انتخابه مرة ثانية رئيساً للوزراء بعد أن ضمنت له ترسيم هذا النصر التاريخي والمعنوي [الإعتراف بأحداث 1915 في فترة الدولة العثمانية] والذي بلا شك سيعوض عن هزيمته في في إقليم "ناغورنو كاراباخ" ويمده بالتأكيد بحظوظ كبيرة ويزيد من شعبيته لأن الإعتراف الأمريكي بأحداث الأرمن سنة 1915 حصلت في عهده أي في عهد "باشينيان" وهو رئيساً للحكومة الأرمينية وكأنه بفضل جهود "باشنيان" حصل ذلك الإعتراف هذا ما سيفهمه الجمهور الأرميني، ويعرف الجميع مكانة ووقع تلك الأحداث في قلوب ونفس الشعب الأرميني ومدى تأثيرها في توجيهه نحو هذه النقطة أو تلك أو نحو هذه الزاوية أو تلك.
يجب التذكير ههنا أن تلك الأحداث سنة 1915 والتي تتعلق بالأرمن في عهد الخلافة العثمانية رواها وأرخ لها و"حدد أعدادها [مليون ونصف ضحية] وفظاعتها" الطرف المنتصر في الحرب من الدول الأوروبية أوالغرب وأمريكا اليوم أمام ضعف وغياب وزوال الطرف المهزوم تركيا [الدولة العثمانية] وسماع شهادته في "القضية" والتي إذا أدلى بها وقالها فإنها لن تأخذ بعين الاعتبار فالقرار قد أُتخذ ولا مجال للإعتراض أو الطعن فيه.

بقلم: الزمزوم رئيس حزب روسيا الجزائر[P R A] "قيد التأسيس".