بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد عدد الحصى وعدد الثرى و عدد ما نرى وعدد النجوم وعدد ما في الكون، وعدد ما تقول له كن فيكون.
أيها الأحبة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد:
قلت أن الأرنب خاف من الثعلب لكن الثعلب بدا غير مهتم بوجود الأرنب وبانهماكه في التهام الطير الذي بفمه ،فاستغل الأرنب الفرصة واختفى عنه بين الأعشاب وهو يتلصص ويترقب حركات الثعلب وما الذي سيفعله هذا الأخير ، وبعد انتهاء الثعلب من وجبته نظر إلى مكان وجود الأرنب لكنه لم يراه ، فبحث عنه لكنه لم يجده ، وابتعد الثعلب لكنه لم ييأس في الحصول على هذا الأرنب ، وبعد ما ذهب الثعلب من المكان ، خرج الأرنب من مخبئه وسار بالقرب من النهر حتى يصل جحره لكن الماء كان قد جرفه بعيدا، فظل يسير وهو لا يدري هل سيرجع إلى جحره أم كتب عليه أن يعيش وحيدا بعيدا عن عشيرته من الأرانب ، وبدأ يفكر في البحث عن أصدقاء وعشيرة أخرى من الحيوانات إن وجدها بهذا المكان ، لكن الليل أسدل ستاره وتحتم على الأرنب المبيت بهذا المكان ، فذهب إلى بعض نباتات الحلفاء الكبيرة وحفرة حفرة صغيرة ثم دخل بها ،حيث إن رأيت الحلفاء فإنك لن ترى الجحر الذي تغطيه الحلفاء من كل الجهات، واشتد ت ظلمة الليل وبات متخوف من المكان ، وعيناه بارزتان وأذناه واقفتان تتحسس أي إشعار لصوت قد يكون بالجوار ، وبدأ نقيق الضفادع وهي تسبح بالنهر وامتزج نقيقها وصوت البوم الذي عم المكان ، ففرح الأرنب وتأكد أن هناك رفقة ستؤنسه بهذا الليل الذي طال وهو للصبح في انتظار و ما هي إلا لحظات حتى عم المكان نور دافئ فخرجت كل الحيوانات التي بالمكان ترعى على العشب الأخضر تارة تأكل وتارة ترقص والأرنب يراقب وفي نفسه لو تجول هو أيضا ووجد لنفسه صحبة بهذا المكان ،تشجع الأرنب وخرج من مخبئه بالحلفاء وهو متسلل حتى لا يراه أي كان واقترب من سنجاب ليسأله عن روعة المنظر بهذا الليل وما شان هذا الضوء في هذا الأوان، ولما اقترب الأرنب للسنجاب فر السنجاب و لم يبق بالمكان ،تصلق شجرة ووقف فوق غصن وهو ينظر للأرنب وهو حائر من أين خرج هذا الأرنب ومن أي جهة جاء في هذا الليل وقد شاهد نفس فصيلته منذ زمان، أحس الأرنب بغبطة وانه غريب في وسط بني جنسه من الحيوان وعندها قرر أن يجد لنفسه مخرجا حتى يعود لعشيرته من الرفاق والخلان ، ماذا حدث وما الذي سيكون من أمر الأرنب يا ترى ؟ هذا ما سنعرفه بالجزء الثالث من قصة الأرنب الذكي وللقصة تتمة أيها الأحبة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخوكم المهذب.