الكفاءة لتولّي منصب القيادة على مختلف المستويات لا علاقة له بالسن
إنما بشخصية الإنسان و قدراته .. قد يتجاوز طفل صغير كفاءة و حكمة الشيوخ
منقول من صفحة الاستاذ رمضان البخاري
توفي أحد شيوخ العشائر ، و أرادت العشيرة تنصيب شيخ جديد ،لأن إبن الشيخ صغير على المشيخة.
وطرحوا أسماء خمسة من أبناء العشيرة للمشيخة، وبعد أن إختلفوا لبس كل منهم عباءة، و ذهبوا للقاضي ومعهم الطفل الصغير إبن الشيخ المتوفى ، وعندما وصلوا بيت القاضي تركوا الولد الصغير فى الخارج ودخلوا على القاضي..
وبعد ماسمع القاضي كلامهم ، صب لكل واحد منهم فنجان قهوة وقال لهم :
أريد من كل واحد منكم أن يعيد الفنجان فارغا بشرط ألا تشربوا القهوة ولا تسكبوها !،
إحتار الرجال ونظر بعضهم لبعض ؛ ولما رآهم القاضي محتارين قال لهم : شيخكم الميت عنده أولاد؟
قالوا له نعم لكنه صغير بالعمر وأحضرناه معنا، وتركناه فى الخارج....
فطلبه القاضي وأعطاه فنجان القهوة وقال له :
أريد منك أن تعيد الفنجان فارغا بشرط ألا تشرب القهوة ولا تسكبها ! ..
وضع الولد طرف الشماغ (غطاء رأسه) بالفنجان إلى أن إمتص القهوة كاملة ، وقال للقاضي : فنجانك فارغ وقهوتك على رأسي
قال له القاضي :ما المكسب، ورأس المال، والخسارة؟
قال الولد: المكسب أن تكون أحسن من أبيك ورأس المال تكون مثل أبيك أما الخسارة أن تكون أردى منه ..
قال له القاضي : ما أول أمس، وأمس ، واليوم ؟
قال الولد : أول أمس هو جدي وأمس هو أبي واليوم هو أنا ..
قال القاضي : أعزك الله إنك تستاهل المشيخة، قوموا يا رجال وخذوا شيخكم وإذهبوا .
إكتساب الخبرة أهم من المال ولبس العباءات ؛ فالولد الصغير تربى في بيت شيخ القبيلة وتعلم منه أشياء لم يكن يدر عنها أي من الرجال أصحاب العباءات .
ولنا في قصة يوسف عبرة ؛ وذلك لأنه تربى في بيت العزيز إكتسب خبرات كثيرة لذلك قال للملك وبكل ثقة:إجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم .
ليس كل من ملك المال ؛ ولبس عباءة صار شيخاً
يقول الحكيم :
جالس العلماء بعقلك ؛و جالس الأمراء بعلمك ؛وجالس الأصدقاء بأدبك ؛
و جالس أهل بيتك بعطفك ؛ وجالس السفهاء بحلمك .