*** وصية لفتى (الجزء الثاني) *** - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > خيمة الجلفة > الجلفة للمواضيع العامّة

الجلفة للمواضيع العامّة لجميع المواضيع التي ليس لها قسم مخصص في المنتدى

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

*** وصية لفتى (الجزء الثاني) ***

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2020-11-15, 10:59   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
المهذب
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية المهذب
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2 *** وصية لفتى (الجزء الثاني) ***

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم أيها الأحبة ورحمة الله وبركاته أما بعد:
أولا الصلاة على الحبيب المصطفى صلوات رب وسلامه عليه عدد ما نرى وعدد الحصى وعدد النجوم وعدد ما في الكون، وعدد ما يقول له المولى سبحانه كن فيكون.
أيها الأحبة مات الأب وصعدت روحه لخالقها وهو مبتسم الثغر وثقل رأسه على ركبة زوجته وذراعيه ممدودتان ، عندها علمت الأم بخروج روح زوجها أما الصبي فيجري تارة إلى الباب وتارة إلى أمه لا يعرف ما يفعل والدموع تسيل حارة على وجنتيه وكأنه أصم لم ينطق بكلمة ، وكيف له أن ينطق وهو يعلم منذ البداية بان أباه رباه على الصبر والعزم عند الشدائد ، فنطقت الأم وقالت لأبنها
يابني هذا أباك فارقنا إلى غير رجعة ولعل الله يجمعنا به جميعا يوم القيامة يابني أذهب بسرعة إلى شيخ وإمام القرية واعلمه بالأمر حتى يعلم الناس وكل محبي والدك بوفاته ويصلون عليه الصلاة الأخيرة قبل دخوله إلى مكان لا مؤنس له فيه إلا الله .
وحيث أن الوقت كان ظهرا والشمس حارقة والقرية تبعد القليل من الأميال وتعترضه بعض الأودية والجبال ، إلا أن هذا الفتى عزم أمره وأسرع كالبرق
ليخبر الشيخ والإمام ، وما إن وصل الفتى وأخبر هذا الأخير ، حتى جمع الناس بمسجد القرية وخطب فيهم قائلا : أيها الناس هذا أخ آخر لنا قد التحق بربه وإني عازم أمري بالذهاب لمنزله لدفنه وإقامة صلاة الجنازة عليه و بالقرب من بيته وسندفنه هناك فمن أراد المجيء معي فليأتي ومن أبى فذلك شأنه ، ومع أن الرجل كان محبوبا من طرف جميع من في القرية ، نعم أحب الله فأحبه الجميع قال كلهم إننا ذاهبون معك ولن نتخلف قيد أنملة ، والفتى ينظر وهو منبهر مما رأى
وساروا جميعا وهو(الفتى) بالقرب من الشيخ والشيخ يقرأ القرآن تارة ويسبح تارة أخرى بصوت عال والكل يردد من خلفه حتى وصلوا إلى منزل فقيدنا الرجل الطيب ، فقال الشيخ للفتى يابني أذهب إلى أمك واعلمها بمجيئنا ولتترك لنا ركنا من البيت نغسله فيه ، لكن الأم لما بعثت أبنها إلى القرية لإحضار الإمام كانت قد قامت بتسخين الماء وصفت مجموعة من الألواح متوازية ومتساوية وأحضرت الكافور وأوراق السدر وأخرجت الكفن الذي كان زوجها يدسه ليوم كهذا وكان كلما تسأله زوجته عليه يقول لها هذا مصيرنا جميعا وما أحلاه للتذكير بالموت .
ولما دخل الشيخ ومعه أربعة من الرجال قال للفتى تعالى يابني ومهما رأيت فلا تخبر أحدا ، عندها انزوت أم الفتى بالركن الآخر للكوخ وبينها وبين المغسلين حجاب من حصير منسوج من نبات الحلفاء وكانت تسمع كل ما يحدث، ولما كشف الإمام عن الرجل الطيب قال الحمد لله عشت عزيزا ومت شهيدا فطوبى لك يا باسم الثغر ، نم ففراشك حرير وستجد ما وعدك ربك حقا ، ولما رأى الفتى علامات لم يترجمها عقله ، قال له الإمام يا بني هذه علامات حسن الخاتمة، فابتسم الصبي وقال الحمد لله .
وبعد تغسيل الرجل الطيب وإقامة صلاة الجنازة ودفن الرجل وما أسهل حفر قبره مع أنها أرض صخرية وما أسهل جثمانه على حامليه كان خفيفا من الذنوب في حياته فخف جسده على الجميع ، و ما إن واروه التراب حتى وقف الشيخ خطيبا على الناس و هو يقول بسم الله والحمد لله وأشهد أنا لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، عباد الله هذا أخ عرفناه وعاشرناه وأحببناه لصلاحه ورشده وحبه لله ولرسوله ، لكن هذا هو السبيل إلى الآخرة ومهما طال العمر بالدنيا إلا وله نهاية ، أيها الناس من أراد موعظة فالموت تكفيه ، هذا أخونا كان بالأمس ماشيا لكن جسمه بعد أيام سيكون راشيا ، فنسأل الله له الرحمة والمغفرة والثبات عند السؤال وقرأ سورة الفاتحة ، فيمن الجميع ثم انصرفوا إلى حال سبيلهم وبقى الفتى يقلب كل ما رأى في رأسه ، فعاد إليه الشيخ الإمام وقال له يابني إن أباك رمز للمؤمن الصالح فاخطو خطاه ، وإن احتجت أي مساعده فإنك تعرف البيت والجامع ، ثم انصرف الشيخ عائدا مع الجميع إلى القرية ، وبقى الفتى وهو جالس بالقرب من موضع رأس أبيه والدموع منهمرة ، وهو يقول ويردد أبي أوصيتني بأمي وهذا أساس وأوصيتني بربي وله كل الإخلاص وأوصيتني بنفسي فلقد ر بيتني وهي صعبة المراس ، وأنا صغير والدنيا ثقل وبالعلم سأبرهن أنك غرست نبتة لها شأن وللناس منارة ونبراس، ثم قال رحمك الله يا أبي حاربت الطغاة ولم يقتلك الرصاص فكان موتك بلفحة لهيب ، فنعم الشهيد أنت فقد كسبت حب الله والناس.
ولما استبطئت الأم فتاها وقد حل الظلام أدخلت القطيع إلى الزريبة ثم أتت ابنها
وهي تقول بني أباك ذهب وأنت عندي ذهب ، بني أباك عند من لا يظلم عنده أحد وأنت جالس للظلام والبرد، بني غدا يوم جديد فلابد لك أن تكون مثل الحديد، بني لنعد الى الدار فليس وراء الحزن إلا الدمار ، بني أنت اليوم الرجل
فعليك بترك الزعل .
ولما دخل الكوخ نام الفتى لكن النوم هجره ولما غفي عندها الكثير في رأياه ما رأى.
أيها الأحبة للحكاية تتمة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخوكم المهذب.









 


آخر تعديل المهذب 2020-11-16 في 13:47.
رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 03:26

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc