بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة والسلام على نبينا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد عدد النجوم وعدد ما نرى وعدد الحصى وعدد ما في الكون وعدد ما تقول له كن فيكون.
أيها الأحبة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد:
كنت يوما مارا بأحد الأحياء، وإذا بشابين يتبادلون الحديث ، وما إن اقتربت منهم حتى تعالت أصواتهم ، ووصل إلى أذناي مالا أريد سماعه ، ولا أطيق تقبله عن كل فرد بهذا المجتمع وبهذه الأمة .
أيها الأحبة سمعت أحدهم يقول للآخر انتظر لما أخبر فلان وفلان و فلان فإنهم من عرش كذا، ويرد عليه الآخر بدوره بنفس المعنى والكلمات، فاحترت لأمره وكان لا يحق لي التدخل فيما يدور بينهم، وما إن وصلت إليهم حتى قالا لبعضهما لا تتكلم معي بعد اليوم.
فاحترت لما يجري بإفراد مجتمعنا وقلت في نفسي ما هذا؟ التدني للمستوى وأين؟ قيم شبابنا، و متى؟ نفتخر به على حق .
عندها عزمت على كتابة موضوعا أعبر فيه عن مدى احتقاري لأمثال هؤلاء الجاهلين، الذين لا يعلمون أنها نتنة ولا ينبعث منها إلا رائحة الغدر وغياب الاحترام المتبادل.
ويتباهون بما فعلوا وكأنهم بلغوا مراتب العلا وكتبوا لأنفسهم تاريخا و صكا غفرا نيا سيدخل هذا الجنة ، والأخر سيخلد بالنار .
وتعجبت أكثر لما علمت أن هاذين الشابين كانا على مستوى علمي وثقافي معتبر، لا يمكن بأي حال أن تتوقع منهم هذا الهراء .
أحبتي : لقد استنتجت مما رأيت وسمعت أن التربية هي أساس العلم والثقافة وأن دون ذلك كمن جمع كمشه من الأوراق المالية وعتت ريح فأخذتها بعيدا
أحبتي : الحديث قياس على الكثير مما يجري بالمجتمع .
والله لن تقوم لنا قائمة مادمنا نتشاجر ونتخاصم ونتعادى من أجل أنك من هنا أو هناك، فالأصل أحبتي أننا من آدم وآدم من تراب ، ودون ذلك فهو من أفعال الجهلة خادمي أعداء الأمة والدين .
(فاللهم لا تجعلنا من الذين للفتنة طارقين ولا من اللذين لأمة محمد مفرقين .
فاللهم اجعلنا مجتمعين وفي الله متحابين ، واحمنا من شر الحاسدين آمين).
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخوكم المهذب.