السلام عليكم
"تواضع لله يرفعك " نصيحة جامعة نافعة وهي مقتضى الحديث : (ما نقصت صدقةٌ من مال، وما زاد الله عبداً بعفوٍ إلَّا عزَّاً، وما تواضع أحدٌ لله إلَّا رفعه الله) فمتى لازمها الانسان أفلح في كل امر وشأن..و من امثلة ذلك :تواضعه في ما عَلِم وتعلَّم ، فكثيرا ما يغفل الناس عن تفقد النفس في تلك الحال التي قد تحملهم على العُجْبِ بما لديهم من رصيد علمي ومعرفي هذا وهم مُقِرُّون ان الفضل لله على سبيل الاجمال لكن لحظوظ النفس سلطان خفي ينبغي التفطن له ولا انفع من توطين النفس على شكر تلك النعم و البراء من الحول والقوة واستشعار الافتقار الى الله في كل موقف بل في كل لحظة نشعر فيها ان لنا علما او عندنا فَهْمًا فان ذلك مما يورث التواضع ان اتخذ ديدنا و سيرة ،فاذا تقرر هذا في القلب نال الانسان من الفوائد شيئا كثيرا منها : حصول كمال العلم ،فان جزءا من العلم لا ينال الا بالتواضع ،وهذا يعرفه الموفقون.
ايضا بركة هذا العلم ونفعه ،فكم من اذكياء عباقرة مجتهدين حرموا ذلك لعدم تعاهدهم هذا الجانب المهم و لا فرق في ذلك بين علم دنيوي واخروي .
ومن الفوائد ايضا : الرفق و حسن الخلق مع الناس دعوةً و تعليماً : فمن كان متواضعا في نفسه مستشعرا كل حين ان ما عنده من انعام الله عليه لا من كسبه ولا باجتهاده كان حريا به ان لا يحتقر الاخرين بجهلهم وان عاندوه بل يأخذهم باللين ما استطاع راغبا في افادتهم لا الانتصار لذاته كيف لا وهو يرى فيهم نفسه لولا ان تداركه الله برحمته.
وهذا غيض من فيض من منافع هذا الخلق القويم و به تنال الرفعة في الدنيا والاخرة .
و الحديث عن التواضع يطول و هذا الموضوع فقط يعرض جانبا صغيرا منه ،فما كان من صواب فمن الله وما كان من تقصير فمن نفسي و الشيطان ونستغفر منه الله .
بارك الله فيكم