الدرس الخامس: https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2240426
القاعدة السادسة: أسماء الله تعالى غير محصورة بعدد معين
لقوله صلى الله عليه وسلم، في الحديث المشهور: (أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدًا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك). الحديث رواه أحمد وابن حبان والحاكم، وهو صحيح.
وما استأثر الله تعالى به في علم الغيب لا يمكن لأحدٍ حصره، ولا الإحاطة به.
فأما قوله، صلى الله عليه وسلم: (إن لله تسعة وتسعين اسمًا مائة إلا واحدًا من أحصاها) دخل الجنة)، فلا يدل على حصر الأسماء بهذا العدد، ولو كان المراد الحصر لكانت العبارة: (إن أسماء الله تسعة وتسعون اسمًا من أحصاها دخل الجنة) أو نحو ذلك.
إذًا فمعنى الحديث: أن هذا العدد من شأنه أن من أحصاه دخل الجنة، وعلى هذا فيكون قوله (من أحصاها دخل الجنة) جملة مكملة لما قبلها، وليست مستقلة، ونظير هذا أن تقول: عندي مائة درهم أعددتها للصدقة، فإنه لا يمنع أن يكون عندك دراهم أخرى لم تعدها للصدقة.
ولم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم، تعيين هذه الأسماء. والحديث المروي عنه في تعيينها ضعيف.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوي صـ382جـ6 من مجموع ابن قاسم: تعيينها ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم، باتفاق أهل المعرفة بحديثه وقال قبل ذلك (صـ379) : إن الوليد ذكرها عن بعض شيوخه الشاميين كما جاء مفسرًا في بعض طرق حديثه. ا.هـ وقال ابن حجر في فتح الباري ص215جـ11 ط السلفية: ليست العلة عند الشيخين (البخاري ومسلم)، تفرد الوليد فقط، بل الاختلاف فيه والاضطراب، وتدليسه واحتمال الإدراج ا.هـ.
ولما لم يصح تعيينها عن النبي، صلى الله عليه وسلم اختلف السلف فيه وروي عنهم في ذلك أنواع. وقد جمعت تسعة وتسعين اسمًا مما ظهر لي من كتاب الله تعالى، وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فمن كتاب الله تعالى:
الأول الإله الأكرم الأعلى الأحد الله البصير البَرّ البارئ والباطن والظاهر والآخر الحفي الحفيظ الحسيب الحافظ الجبار التواب الحي الحميد الحليم الحكيم المبين الحقّ ا لرّحمن الرؤوف الخلاّق الخالق الخبير القيوم الشاكر السّميع السّلام الرّقيب الرّزّاق الرّحيم العظيم العزيز العالم الصّمد الشهيد الشّكور الغنيّ الغفور الغفّار العليّ العليم العفُوّ القريب القدير القدّوس القاهر القادر الفتاح المؤمن اللّطيف الكريم الكبير القهّار القويّ المحيط المجيد المجيب المتين المتكبّر المتعالي المولى المليك الملك المقيت المقتدر المصوّر
الودود الواسع الوارث الواحد النّصير المهيمن الوهّاب الوليُّ الوكيل ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم:
الجميل الجواد الحكم الحيي الرب الرفيق السُّبّوح السيد الشافي الطيب القابض الباسط المقدم المؤخر المحسن المعطي المنان الوتر .
هذا ما اخترناه بالتتبع واحد وثمانون اسمًا في كتاب الله تعالى وثمانية عشر اسمًا في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن كان عندنا تردّد في إدخال (الحفي)، لأنه إنما ورد مقيدًا في قوله تعالى عن إبراهيم: {إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا} [مريم: 47] (19) وكذلك (المحسن) لأننا لم نطلع على رواته في الطبراني وقد ذكره شيخ الإسلام من الأسماء.
ومن أسماء الله تعالى، ما يكون مضافًا مثل: مالك الملك ذي الجلال والإكرام.