أسماء الله الحسنى وصفاته - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام > أرشيف القسم الاسلامي العام

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

أسماء الله الحسنى وصفاته

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2020-03-19, 19:10   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

هل يدل قوله تعالى

: ( لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ )

على أن للقرآن يدين ؟


السؤال

قال الله جل جلاله : ( لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ) .

فهل معنى ذلك أن للقرآن يدين حقيقيتين بكيفية مجهولة ؟!


الجواب

الحمد لله

أولا :

نزل القرآن بلسان عربي مبين ، وفيه من تفانين البلاغة ، وبراعة الأساليب

وطرائق العرب في كلامها : ما يوجب فهمه وفق ذلك ، فيتعرف القارئ والمتأول : طرائق العرب في كلامها ، ومعاني مفردات ، ودلالات أساليبها ، قبل أن يقضي على في معنى القرآن بشيء من ذلك

قال سيبويه رحمه الله :

" العباد إنَّما كُلّموا بكلامهم ، وجاء القرآنُ على لغتهم وعلى ما يَعنون" .

انتهى من " الكتاب " (1/331)

وقد عقد شيخ المفسرين ، ابن جرير الطبري ، في مقدمة تفسيره ، فصلا مهما في تقرير ذلك المعنى

عنونه بقوله :

" القولُ في البيانِ عن اتفاق معاني آي القرآن

ومعاني منطِق مَنْ نزل بلسانه القرآن من وَجْه البيان - والدّلالة على أن ذلك من الله تعالى ذكره هو الحكمة البالغة - مع الإبانةِ عن فضْل المعنَى الذي به بَايَن القرآنُ سائرَ الكلام .." .

ينظر : "تفسير الطبري" (1/8) وما بعدها .

وقال الشاطبي رحمه الله :

" الْقُرْآنَ عَرَبِيٌّ ، وَالسُّنَّةُ عَرَبِيَّةٌ ، لَا بِمَعْنَى أَنَّ الْقُرْآنَ يَشْتَمِلُ عَلَى أَلْفَاظٍ أَعْجَمِيَّةٍ فِي الْأَصْلِ أَوْ لَا يَشْتَمِلُ ؛ لِأَنَّ هَذَا مِنْ عِلْمِ النَّحْوِ وَاللُّغَةِ ، بَلْ بِمَعْنَى أَنَّهُ فِي أَلْفَاظِهِ وَمَعَانِيهِ وَأَسَالِيبِهِ عَرَبِيٌّ

بِحَيْثُ إِذَا حُقِّقَ هَذَا التَّحْقِيقَ : سُلِكَ بِهِ فِي الِاسْتِنْبَاطِ مِنْهُ وَالِاسْتِدْلَالِ بِهِ

مَسْلَكَ كَلَامِ الْعَرَبِ فِي تَقْرِيرِ مَعَانِيهَا ، وَمَنَازِعِهَا فِي أنواع مخاطباتها خاصة

فإن كثيرا مِنَ النَّاسِ يَأْخُذُونَ أَدِلَّةَ الْقُرْآنِ بِحَسَبِ مَا يُعْطِيهِ الْعَقْلُ فِيهَا ، لَا بِحَسَبِ مَا يُفهم مِنْ طَرِيقِ الْوَضْعِ ، وَفِي ذَلِكَ فَسَادٌ كَبِيرٌ وَخُرُوجٌ عَنْ مَقْصُودِ الشَّارِعِ "

انتهى من " الموافقات " (1/39) .

ثانيا :

قول الله تعالى في وصف كتابه العزيز : ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ * لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيد ٍ) فصلت/ 41-42 .

قال الشيخ السعدي رحمه الله :

" ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ ) أي : يجحدون القرآن الكريم المذكر للعباد جميع مصالحهم الدينية والدنيوية والأخروية ، المُعلي لقدر من اتبعه

( لَمَّا جَاءَهُم ) نعمة من ربهم على يد أفضل الخلق وأكملهم . (و) الحال ( إِنَّهُ لَكِتَابٌ ) جامع لأوصاف الكمال ( عَزِيزٌ ) أي : منيع من كل من أراده بتحريف أو سوء

ولهذا قال : ( لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ )

أي : لا يقربه شيطان من شياطين الإنس والجن ، لا بسرقة ، ولا بإدخال ما ليس منه به

ولا بزيادة ولا نقص ، فهو محفوظ في تنزيله ، محفوظة ألفاظه ومعانيه ، قد تكفل من أنزله بحفظه

كما قال تعالى : ( إِنَّا نَحْنُ نزلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ )"

انتهى من " تفسير السعدي " (750) .

ولا مدخل لهذه الآية في وصف القرآن ، في أن يوصف بأنه له يدٌ ، أو ليس له يدٌ ، أو نحو ذلك

فإن الوصف باليد ، والرجل ، ونحو ذلك : إنما هي من أوصاف الذوات ، والقرآن : كلام الله ، وهو صفة من صفات الله ، والصفة لا توصف بأن لها يدًا

أو ليس لها يدٌ ، فهذا فهم أجنبي من كلام العرب ، لا يتطرق إلى لغاتها بوجه ؛ وهذا مثل قوله صلى الله عليه وسلم ، في وصف قرب الساعة : (

.. بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ ) ، في أحاديث كثيرة ، ومتنوعة ؛ فهل يعني ذلك : أن للساعة ، وهي القيامة : يدًا ، أو رجلاً ، أو ليس لها يدٌ ، أو رجلٌ ؟!

قال أبو المظفر السمعاني ، رحمه الله :

"وَقَوله : ( من بَين يَدَيْهِ ) أَي : قبل النُّزُول ، فَإِن الرُّسُل بشرت بِالْقُرْآنِ ، فَلَا يَأْتِيهِ مَا يدحضه ويبطله ( وَلَا من خَلفه ) أَي : بعد النُّزُول ، وَمَعْنَاهُ : أَنه لَا يَأْتِيهِ كتاب ينسخه "

انتهى من " تفسير السمعاني" (5/56)
.
وقال ابن عطية رحمه الله :

"ما تقدم الشيء : فهو بين يديه ، وما تأخر عنه : فهو خلفه " .

انتهى من " المحرر الوجيز" (2/542) .

وقال أيضا :

" وقوله : ( مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ ) ، معناه : ليس فيما تقدمه من الكتب ما يبطل شيئا منه. وقوله : ( وَلا مِنْ خَلْفِهِ )

أي : ليس يأتي بعده من نظر ناظر ، وفكرة عاقل : ما يُبطل أشياء منه .

والمراد باللفظ على الجملة : لا يأتيه الباطل من جهة من الجهات ".

انتهى من " المحرر الوجيز " (5/19) .

وينظر أيضا : " تفسير الطبري " (21/ 480)

" تفسير ابن عطية " (1/161)

" البحر المحيط " ، لأبي حيان (9/311)

" تفسير ابن كثير " (7/183)

" غريب القرآن " لابن قتيبة (389)

" لسان العرب " لابن منظور (5/375، 15/424) دار صادر .

والله تعالى أعلم .


اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر علي امل اللقاء بكم
قريبا باذن الله ان قدر لنا البقاء و اللقاء









 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 22:41

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc