حكم قول القائل
: ( الله خلقها وكسر القالب ) .
السؤال
هل يجوز قول ( الله خلقها وكسر القالب )
للدلالة على جمالها وحسن خلقها ...
وليس المقصود عجز الله عن خلق مثلها ..
. إنما فقط أن جمالها رائع ؟
الجواب
الحمد لله
هذا القول المذكور : إن قصد به قائله أن الله تعالى بعد خلقه هذا الإنسان صار عاجزا عن خلق مثله : فقد كفر .
وإن قصد به أن الله بعد خلقه لم يشأ أن يخلق مثله ، أو قصد المبالغة في وصف حسنه وجماله وتمام خلقه :
فهو من التقول على الله تعالى ، وهو من كبائر الذنوب
وقد قال الله عز وجل : ( قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ) الأعراف/ 33
وقال عز وجل : ( وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ) الإسراء/ 36 .
ثم إن قول القائل : ( كسر القالب ) وصف باطل
فليس هكذا خلق الله خلقه ، بل هذا من تشبيهه سبحانه بالصانع من الناس ، جل سبحان عن أن يكون له شبيه أو نظير : ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) الشورى/11 .
قال نُعيم بن حماد رحمه الله : " مَنْ شَبَّهَ اللَّهَ بِشَيْءٍ مِنْ خَلْقِهِ فَقَدْ كَفَرَ , وَمَنْ أَنْكَرَ مَا وَصَفَ اللَّهُ بِهِ نَفْسَهُ فَقَدْ كَفَرَ , فَلَيْسَ مَا وَصَفَ اللَّهُ بِهِ نَفْسَهُ وَرَسُولُهُ تَشْبِيهٌ " .
والحاصل : أنه هذا إطلاق باطل ، وتكلف لا يحتاج إليه ، وذهاب في أودية الغلو والإطراء والكذب على الله .
وليس الوصف بالجمال
: ضيقا على مثل هذا ، وما زال الناس والشعراء يتكلمون بمثل ذلك المعنى ، ولا يحوجهم البيان إلى مثل ذلك .
وينظر للفائدة إلى جواب السؤالين القادمين
والله أعلم .
اخوة الاسلام
اكتفي بهذا القدر علي امل اللقاء بكم
قريبا باذن الله ان قدر لنا البقاء و اللقاء