لكلّ مقام مقال!

[الهادي عبادلية]

السلام عليكم ورحمة الله
ربّما أحيانا يَلزم لكلّ مقام مقال كما قد قيل!ليس تباهيا بما سيُقال.. ولكن لِنقُلْ أنّها هواية،أو مهنة،أو أيّ مصطلح آخر ،يُوصل معنى غير مفهوم،أو غامض،لا يعلمه الكثيرون!
فأعظم الصدقات عند الله أن تصّدّق وأنت صحيح شحيح تخشى الفقر وتأمل الغنى...أو كما قال صلوات ربي وسلامه عليه،عكس العليل الكريم ،لما لكليهما من أثر على النفس عند التصدّق أو التبرّع،طبعا وكلاّ وعد الله الحسنى.
قال لي صاحبي وهو يُحاورني:لقد تبرّع مصلّوا المسجد الفلاني بكذا،والآخر بكذا وهكذا عدّها عدّا! تُرى في أيّ مسجد صلّيتَ ...سألني؟قلت لصاحبي:الحقيقة أنُني لم أصلّي هنا،ولم أتبرّع بأيُ دينار!وعندي ديون هي أولى بتسديدها !والمسجد المُتبرَّع له أستطيع وباقي ممن لم يسعفهم الحظ هذه المرّة أن نبتاع له في الشهور القادمة بعضا ممّا يستحق عند تشييده،إستغرب صاحبي من حديثي،وقال:ما الذي ينقصك؟قلت له عالما بما دار في مخيّلته:أعرف أنُني أتقاضى قرابة الثمانية عشر مليونا وخمسمائة ألف سنتيما شهريا،ولكن لا يعني هذا أنني غير مدين،فأميركا أكبر مدانة في العالم ،والفرق بيني وبينها أنها عرفت كيف تُسيطر على العالم بأسره،بينما أنا لم أستطع أن أسيطر على بضعة أفراد في أسرتي!مثلي مثل الكثير... الكثير ممُن يملكون المليارات من الدولارات من المسلمين،ولكنهم لم يستطيعوا أن يتحكُموا في مصير شعوبهم حتى لا أقول في ربع ممن يحيطون بهم من جيرانهم الفقراء!؟
أفمن أسّس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير أم من أسّس بنيانه على شفا جرف هار...! وكما نرى فإنُ المساجد كثيرة،لكن القلوب فارغة وجوعانة! قال صاحبي:إنّما أردت أن أذكر لكلّ فضل فضله،قلت له:لربّما تلك التي عُدّت بأقل من بعض ملايين أكثر نفعا وأجرا من تلك التي عُدّت بسبعين ونيف،وثلاثين ونيف من الملايين!؟ وكما هي حالي وحالك وحال الكثيرين من أمثالي وأمثالك،لا نلبي النداء إلاّ أيّام الجمعات،حين تتهاطل علينا التبريكات والتهاني بجمعة مباركة وأخرى طيّبة يا طيّب،وصلُى الله على نبيّنا محمّد.