... فلو لم أكن أنا لكنت أنا، هكذا قال عبد الوهّاب البياتي، لمّا سمع المتنبّي وهو يتمتم بأبياته مشعلا الحرائق في كلّ مكان وطأته قدماه! بدء من حلب ثمّ الكوفة إلى القاهرة، فاضحا كافور الإخشيدي أو ما يُسمّى بالشّمس السوداء، حيث يظلّ يضحك ويضحك كلّما يذكرهما، حتى وهو مسافر في عقر داره..! هناك ربّما افترقنا... ! لأختصر حياتي بعدها متّفقا وإيّاه... بأنّ كلّ ما أريد أن أكتبه لم يُكتب بعد، رغم هذا العمر الهائل بالرّحلات والحركات، والكلمات والصرخات، المائل على الفناء،وما ألمّت به أحزان الماضي، رغم منحها لي القدرة على تجديد نفسي كلّما رثى حالها، وأن أكون هذا الحاضر الذي أعيشه، والمستقبل الذي سأعيشه بإذن الله! ربّما كانت لي تجربة مثله لأنني عشت تلك السّنين، قبل أن يأتي دور السندباد، وقريندايزر.. إلى مطاف ريمي!؟ لأكمل معهم المسيرة!؟ وبعد سنوات عجاف خرج ينثر عليّ بقلمه من هناك.. من "مرفأ الذّاكرة!" ليخبرني عن تداخل الزمن بالزمن، والوجه بالوجه، والمرآة بالمرآة، مانحا لي "وردة المستحيل" وصلّى الله على نبيّنا محمد.