الرد على شبهة ما قالته عائشة رضي الله عنها :" ما أرى ربك إلا يسارع في هواك " - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > منتدى نُصرة الإسلام و الرّد على الشبهات

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الرد على شبهة ما قالته عائشة رضي الله عنها :" ما أرى ربك إلا يسارع في هواك "

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2019-11-17, 18:26   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2 الرد على شبهة ما قالته عائشة رضي الله عنها :" ما أرى ربك إلا يسارع في هواك "

اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

يا صفوة الطيبين
جعلكم ربي من عليين
ونظر إليكم نظرة رضا يوم الدين

.

الرد على شبهة ما قالته عائشة رضي الله عنها :" ما أرى ربك إلا يسارع في هواك "

السؤال

هناك الكثير من الملاحدة وأعداء الإسلام يستشهدون على أن النبي صلى الله عليه وسلم لم تنزل عليه الرسالة بل ادعاها ـ عياذا بالله

ـ بقول عائشة رضي الله عنها : "ما أرى ربك إلا يسارع في هواك "

أريد ردا مفصلا على هذا .


الجواب

الحمد لله

أولا:

من قرأ القرآن بقصد معرفة الحق: أيقن أنه من عند الله، ولا ريب ، لكن الذين في قلوبهم زيغ يتبعون المتشابه كي يفتنوا الناس في دينهم .

قال الله : وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ يونس/37.

وقال الله :هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ

إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ آل عمران/7.

وننصح طالب العلم والحق في هذه المسألة : أن يراجع كتاب : "النبأ العظيم"

للعلامة الشيخ محمد عبد الله دراز، رحمه الله

وهو متاح على الشبكة مصورا ، ومتاح بصيغة مسموعة أيضا، لمن شاء سماع الكتاب .

ثانيا:

وأما ادعاء الملاحدة وأمثالهم أن النبي صلى الله عليه وسلم هو من ادعى الرسالة ، وأنه لم ينزل عليه شيء ، ويستدلون على ذلك بقول عائشة رضي الله عنها :"ما أرى ربك إلا يسارع في هواك "

فهو ادعاء كاذب ، وبيان كذبه كما يلي :

أولا : بالنسبة للحديث الذي أورده السائل الكريم: فهو من قول عائشة رضي الله عنها ، وقد صح ذلك عنها .

أخرجه البخاري في "صحيحه" (4788) ، ومسلم في "صحيحه" (1464) ، من حديث عائشة رضي الله عنها

قالت :" كُنْتُ أَغَارُ عَلَى اللَّاتِي وَهَبْنَ أَنْفُسَهُنَّ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأَقُولُ أَتَهَبُ المَرْأَةُ نَفْسَهَا؟

فَلَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: تُرْجِئُ مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكَ قُلْتُ: مَا أرَى رَبَّكَ إِلَّا يُسَارِعُ فِي هَوَاكَ " .

والحديث لا إشكال فيه من حيث المعنى

وإنما تكلم بعض أهل العلم في أن لفظ الهوى كان الأولى لعائشة أن تقول بدلا منه :" يسارع في رضاك ".

وإنما غفر لها النبي صلى الله عليه وسلم ذلك لشدة غيرتها .

ينظر "المفهم" (13/59) .

وقال ابن بطال في "شرح صحيح البخاري" (7/333) :

" وفيه أن الغيرة للنساء مسموح لهن فيها، وغير منكر من أخلاقهن

ولا معاقب عليها ولا على مثلها ، لصبر النبي عليه السلام لسماع مثل هذا من قولها

ألا ترى قولها له: أرى ربك يسارع في هواك ، ولم يرد ذلك عليها، ولا زجرها، وعذرها، لما جعل الله في فطرتها من شدة الغيرة "انتهى.

ومعنى قول عائشة رضي الله عنها

:" ما أرى ربك إلا يسارع في هواك " :

أي أن الله يوسع لك في الأمور

ويوجد لك مرادك، بلا تأخير

حيث جاءت الآية توسعة على النبي صلى الله عليه وسلم في ترك القسم بين زوجاته

فأباح الله له أن يؤوي من يشاء من نسائه

ويترك منهن من يشاء

ويقسم لمن يشاء

ويترك القسم لمن يشاء

وكل هذا توسعة من الله لرسوله صلى الله عليه وسلم .

قال النووي في "شرح مسلم" (10/49)

:" قَوْلُهَا : ( مَا أَرَى رَبَّكَ إِلَّا يُسَارِعُ فِي هَوَاكَ ) : هُوَ بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ ، مِنْ أَرَى ، وَمَعْنَاهُ : يُخَفِّفُ عَنْكَ ، وَيُوَسِّعُ عَلَيْكَ فِي الْأُمُورِ ، وَلِهَذَا خَيَّرَكَ " انتهى.

وقال ابن حجر في "فتح الباري" (8/526)

:" قَوْلُهُ " مَا أَرَى رَبَّكَ إِلَّا يُسَارِعُ فِي هَوَاكَ " : أَيْ مَا أَرَى اللَّهَ إِلَّا مُوجِدًا لِمَا تُرِيدُ، بِلَا تَأْخِيرٍ، مُنْزِلًا لِمَا تُحِبُّ وَتَخْتَارُ " انتهى .

وقال القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" (14/214)

:" وَاخْتَلَفَ الْعُلَمَاءُ فِي تَأْوِيلِ هَذِهِ الْآيَةِ ، وَأَصَحُّ مَا قِيلَ فِيهَا : التَّوْسِعَةُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي تَرْكِ الْقَسْمِ ، فَكَانَ لَا يَجِبُ عَلَيْهِ الْقَسْمُ بَيْنَ زَوْجَاتِهِ .

وَهَذَا الْقَوْلُ هُوَ الَّذِي يُنَاسِبُ مَا مَضَى ، وَهُوَ الَّذِي ثَبَتَ مَعْنَاهُ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ......... ثم ذكر حديث عائشة المتقدم" انتهى.

ولا ندري من أين أخذ هؤلاء الجاحدون الضالون، من هذا الحديث : إنكار الرسالة ؛ في حين أن الحديث دليل واضح ، لا لبس فيه على إثبات الرسالة ، وأن النبي صلى الله عليه وسلم إنما هو مبلغ لشرع ربه ، ووحيه إليه .

وبيان ذلك: أن عائشة رضي الله عنها: أثبتت وجود الرب سبحانه وتعالى ، وأن النبي صلى الله عليه وسلم مربوب له ، أي مملوك لربه ، وتحت قهره وسلطانه

وأن الله سبحانه وتعالى هو الذي يوسع على النبي صلى الله عليه وسلم، وليس النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي يوسع على نفسه . وأن الله جل جلاله، من محبته لنبيه: لا يشرع له ما يضيق عليه

ولا ما يوقعه في حرج ، بل يكرم نبيه صلى الله عليه وسلم ، ولا يكون شرعه لنبيه :

مخالفا لما يهواه رسوله صلى الله عليه وسلم ، وحاشاه صلى الله عليه وسلم : أن يكون هواه ، أو محبته ورضاه : في غير ما يشرعه ربه ، أو يوحيه إليه.

فنفس هذا الحديث ، وقول عائشة رضي الله عنه : دليل واضح على صدق الرسالة

وأنها من عند الله تعالى ، وأن النبي صلى الله عليه وسلم هو عبد الله ورسوله ، ليس له من أمر الرسالة شيء ، إلا البلاغ ، والبلاغ فقط .








 


رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 11:38

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc