في زمن مضى
لم تكن النت موجودة
ولا القنوات الكثيرة
ولاكثرة التنقل بين البلدان
وكان لكل مدينة طابعها الخاص
وتغذيتها الخاصة
وعادات أهلها
هناك كنت صغيرة
وأصغر أفراد أسرتي
كان بستان أبي مثمرا
وكان أخي رحمه الله يبذل جهده معه فيه
كنا نذهب جميعا لنصنع المرمز
ولدينا قليل من الغنم نشرب ذاك اللبن الذي اقل ما يقال عنه انه طيب
كنت اجمده قبل شربه في فصل الصيف لعلي اخس به مذاق المثلجات
اما الرائب فكنا نسرقه لامي أثناء قيلولتها
ونضيف له السكر فيشبه الزبادي ثم نلعب لعبة والفائز فيها يتناوله كجائزة
ونحلب العنزة انا واخي لعبا ونشرب والاهل غافلون
ونصطاد الحمام ونذبحه ونشويه ونستمتع باكله
والبطييييييخ
ما اطيبه وتمر الترك نرمي الشجرة بالحجارة فيتساقط
كما كنا احرار
ولعل حريتنا استمديناها من الأكل الطبيعي الذي يخلو من الأسمدة والغش
لم نكن نملك مالا ولكن كنا نملك ما هو احسن من المال
صحة وسعادة
ولكن كنا نغار ونتمنى أن نعيش في مدينة كبيرة
ففي نظرنا هناك كل شيء متاح
وجميل
ومتوفر
كنا نرى الطبيعة قاسية في قريتي
كبرت وانا اعيش زحمة الحياة ودخانها
واكلها الملوث بجشع البعض قبل دخان سياراتهم
نكبر وكل يوم نعيش ألما وضعفا في الجسم
نزور المستشفيات أكثر من زيارة اهلنا
كبر اخي وكل اختص بحاضره
ولا مجال حتى لتذكر الماضي سويا
ابي يقارب السنتين وهو طريح الفراش لا يزور بستانه وهو يرى الحياة زيادة مادام يقارب التسعين
اخي رحمه الله تمر ست سنوات ونصف منذ والى التراب
اين اللحم المشوي في كل عيد على الجمر في البستان؟
كل هذا وأنا أتمنى فاكهة او لحما
خاليين من الاضرار والسموم
او قلوبا صافية صفاء ماء بستان أبي
رحمك الله اخي
وابن اختي
وحفظ الله أبي وأمي
وارزقني ابتسامة صادقة لأولادي لا تختفي تحتها كدمات الايام
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
2019-10-12, 15:56
بستان أبي وايام الطفولة
العرض الشجري