أيها الاحبة والخلان.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إن إتياني ببعض الآيات القرآنية والاستشهاد بها.
لا تظنوه تفسيرًا أو تأويلاً لكتاب الله. وإنما هو استشهاد بآيات على نقاء الضاد لأنها لغة القرآن، وبها نزل " نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين، بلسان عربي مبين".
فلا داعي أن ندخل في أمور نعجز من أن نتكلم فيها.. فالتفسير والتأويل لأصحابه وأهل العلم في ذلك.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
كتب حسين ـ رحمه الله ـ ما يلي:
"هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين. إذ دخلوا عليه فقالوا: سلامًا، قال: سلامٌ قوم منكرون".
ثم قال لي: ما رأيك في " سلامًا و" سلام " ولماذا اختلفا؟
فقلتُ مازحًا: منك نتعلم يا جده. يا علم العربية وعالمها.
فلم يحرك مدحي له فيه ساكنًا.
صمت قليلا، ثم نظر إليّ وقال:
لو نتمعن مليا وجليا في التحيتين . فلا محالة أنه تأخذنا الحيرة في كلمتي (سلامًا ) و ( سلام).
ونحتار اكثر ونحن نشاهد ان كلاً من الكلمتين مسبوقة بفعل ( قال ) . ومع ذلك أن واحدة أتت منصوبة والأخرى مرفوعة ( سلامًا / سلامٌ )
ترى ما سبب ذلك؟
إن السبب .. هو أن السياق القرآني أظهر لنا الفرق بين التحيتين.
فنصب الأول ورفع الثاني ولم يسوّ بين السلامين.
وذلك أن قوله عز وجلّ على لسان الملائكة ( ضيف إبراهيم ) : سلامًا بالنصب .. فتقدير ذلك: نسلّم سلامًا .. ويقودنا هذا أن ذلك ما هي سوى جملة فعلية.
أما قوله عز وجلّ على لسان ابراهيم ـ على نبينا وعليه أفضل الصلاة وأحسن السلام ـ سلامٌ
بالرفع ، فتقدير ذلك : سلامٌ عليكم . وهذا يدل أنه أتى بجملة أسمية .
والجملة الاسمية تفيد الدوام والثبوت، بينما الجملة الفعلية تفيد التجدد والحدوث.
وهذا يقودنا الى القول ، أن الاسم أثبت و أقوى من الفعل.
وبمعنى آخر أن سيدنا إبرهيم ـ عليه السلام ـ حيا الملائكة خير وأحسن من تحيتهم. كما ذهب أهل العلم في ذلك.
وذلك كما جاء في الذكر الحكيم " وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها، إنّ الله كان على كل شيءٍ حسيبا"
فنستنتج ان ابراهيم رد تحية الملائكة بخير واحسن منها.
وهذا هو الفرق بين " سلامًا" و"سلامٌ " في الآية.
وسكت وسكتُ، ولم أدرِ ما أقول.
نلتقي في خاطرة آخرى.
تحياتي.