ما معنى قوله تعالى : كتب عليكم إذا حضر أحدَكم الموتُ
السؤال
ما معنى قوله تعالى : ( كُتب عليكم إذا حضر أحدَكم الموتُ ) ؟.
الجواب
الحمد لله
قال أبو بكر بن العربي :
قوله تعالى : إذا حضر أحدكم الموت :
قال علماؤنا : ليس يريد حضور الموت حقيقة ؛ لأن ذلك الوقت لا تُقبل له توبة
ولا له في الدنيا حصة ، ولا يمكن أن ننظم من كلامها لفظة ، ولو كان الأمر محمولاً عليه لكان تكليف محال لا يتصور
ولكن يرجع ذلك إلى معنيين :
أحدهما : إذا قرب حضور الموت ، وأمارة ذلك : كبره في السن ؛ أو سفر ؛ فإنه غرر
أو توقع أمر طارئ غير ذلك ؛ أو تحقق النفس له بأنها سبيل هو آتيها لا محالة [ إذ الموت ربما طرأ عليه اتفاقاً ] .
الثاني : أن معناه إذا مرض ؛ فإن المرض سبب الموت ، ومتى حضر السبب كنَّت به العرب عن المسبب قال شاعرهم :
وقل لهم بادروا بالعذر والتمسوا قولا يبرئكم إني أنا الموت
" أحكام القرآن " ( 1 / 102 )