شبهة حفظ السنة : فيها صحيح وضعيف . [ضِدّ مُنكِري السنّة]

[أبوإبراهيــم]

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فمن الشُّبه السخيفة والتافهة التي تدل على جهل مركّب عند منكري السنة هو قولهم:
مادام أن السنة فيها صحيح وضعيف فهي غير محفوظة

ومن هذا نعلم أن هؤلاء مثلهم كمثل من يخبط خبط العمياء في ظلمات ليل دامس
لأن وجود الصحيح والضعيف من الأحاديث لهو خير دليل على حفظ السنة، إذ لو لم تكن السنة محفوظة لما استطاعت الأمة التفريق بين الصحيح والضعيف، فتميز الصحيح من الضعيف دليل على أن السنة محفوظة.

فهؤلاء لا يعلمون معنى الحفظ أصلا
فعندما نقول أن شيئا ما محفوظا يعني أنه لم يُحرَّف، ولم يُلغَ، ولم يُفقد. بل هو ظاهر للأمة وإن حرفه من حرفه بعمله

مثال: يستطيع أي شخص الآن أن يكتب القرآن ويبدل آياته أو ينقص منها ويبيع الكتاب في الأسواق، ولكن هل سيروج هذا الكتاب في الأمة بحيث يؤمنون به ويعملون به !!
الجواب طبعا لا لأن القرآن الكريم محفوظ
ولا يمكن أن يعمل المسلمون بنسخة غير النسخة المحفوظة، مهما كتب من كتب ومهما حرّف من حروف

فلا يعني هذا أنه إذا وجدنا قرآنا مطبوعا من جهات معادية للإسلام منقوص الآيات أو تم الزيادة فيه أوالنقصان
أنّ القرآن محرّف، لأن كلام الله الأصلي محفوظ ويقرؤه المسلمون ويصلّون به، فذلك الكتاب الذي كتبه شخص معادي للإسلام لن يتعداه ولن يكون معتَمدا عند الأمة، لأنها تعرف أن هذا ليس كلام الله، فالله سبحانه سخّر من عباده من يحفظون كلامه في صدورهم جيلا بعد جيل إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

أيضا بالنسبة للأحاديث، نفس الشيء، فوجود من يكذب على رسول الله أو يضيف أحاديث مكذوبة أو يروي الضعيف لا يعني أن السنة حُرِّفت، لأن الصحيح منها محفوظ، وذلك الضعيف والمكذوب لا تعتقد به الأمة ولا تعمل به.