يَدُ الصُلح المَمْدُودُة والمواقِفُ الشَعبِيَة مِنهَا (المغرِب والجَزَائِر)

[طاهر القلب]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تَحية طَيبة ... وبَعدُ :

حُدود "سايكس بيكو" هكذا أسماها البعض، وهكذا هي فعلا، مَثلٌ يُضرَب في الفُرقَةِ والجَفَاءِ والبُعدِ والفَصْلِ بين الإخوة، فقد فَرَقَت هاته الكلمة المُدمَجةُ الجَمعَ وشَتَت الأمة العربية والإسلامية، ولا زال فعلها وآثرها قائما حتى الساعة ...

ثمّ إنّك تجدنا نتحدث عن هذه الحدود بكلمتي "قفل" و "فتح" وللكلمتين معنيين متضادين طبعا ومختلفين وكأنهما دليل على الدخول والخروج من شيء ما كبير بين نقيضين و متضادين كما هو فعل تلك الكلمتين قبلا ...

ها هو المغرب الشقيق يُغرد تغريدة فريدة وجريئة، ويمد يده لشقيقته الجزائر، وهو بهذا الفعل يبادر إلى فِعلٍ خَيِّرٍ وَمَطلوب شَعبيًا على الأقل ومن طرفي القضية، ودون الخوض في التفاصيل السياسية و المصالح الشخصية و النزعات الاقتصادية ...

ففي النهاية انتصرت الأخوة التي جمعت ما فرقته تلك السياسة وتلك الحدود وتلك المصالح ... طبعا هذا كله إن صدقت النوايا وسَلِمَت التوجهات والمنطلقات التي ينطلق منها كل طرف نحو الآخر ، وننظر في قادم الأيام ما تحمله هذه البادرة من نتائج، ونرجوا أن تكون ذات ينع وثمار إن شاء الله، وهي كذلك لو أتيحت لها السبل وتركت دون منغصات أو تدخلات خارجية أو داخلية ...

فما رأي الإخوة في هذه اليد المبسوطة للصلح والتصالح والتفاهم وتحييد كل تلك العلائق بين الشعبين - إن صح قولنا بأنهما شعبين - وما هو توقعكم لردّة الفعل على هذا الفعل النبيل؟

طاهر