قال الشيخ الألباني - رحمه الله تعالى - :
"هناك احتفال بالمولد مشروع، ضد هذا الاحتفال الذي هو ليس بالمشروع لأنه هذا الاحتفال لم يكن في عهد الرسول ، لكن هناك احتفال كان موجودا في عهد الرسول مع فرق شاسع بون شاسع بين الاحتفالين أول ذلك أن الاحتفال المشروع عبادة متفق عليها بين المسلمين جميعا ، وثاني شيء أن هذا الاحتفال يتكرر في كل أسبوع مرة ، واحتفالهم في السنة مرة ، هذه فارقة ثانية بين الاحتفال المشروع حيث هو عبادة بالاتفاق ستعلمون معي هذه العبادة قريبا ، وثانيا تتكرر هذه العبادة ويتكرر هذا الاحتفال في كل أسبوع مرة ، وليس في كل عام مرة ، هذا لا أقوله فلسفة كلام، ما أنزل الله به من سلطان وإنما أروي لكم حديثا ، ومن أصح الكتب بعد كتاب الله ، وبعد صحيح البخاري ألا وهو كتاب صحيح الإمام مسلم ،ولعلك تعلم شيئا عن صحيح البخاري وصحيح مسلم ، وأنهما يرويان الأحاديث الصحيحة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم يروي الإمام مسلم في صحيحه هذا ، بإسناده عن رجل من كبار الصحابة ، وهو أبو قتادة الأنصاري قال هذا الرجل الصحابي الجليل ( جاء رجل وهو يسمع إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ما تقول في صوم يوم الاثنين ، قال : ) - انظر الجواب ، ما قال له مستحب ومشروع كلام هكذا موجز مختصر لكنه أجابه بجواب تضمن الجواب الذي هو يسأل عنه ، وزيادة ، الجواب والعلة أو الحكمة فقال جواب على سؤال - ( ما تقول في صوم يوم الاثنين ، قال : ذاك يوم ولدت فيه ، وأنزل القرآن عليّ فيه) ، إيش معنى هذا الكلام ؟ كأنه يقول ، كيف تسألني عن صوم هذا اليوم ،والله قد خلقني فيه ، وأنزل الوحي عليّ فيه ، فينبغي أن تصوموا يوم الاثنين شكرا لله عز وجل ، على أن خلقني فيه وخلقني من جديد حين أنزل عليّ الوحي فيه ، فينبغي أن تصوموا يوم الاثنين وهذا على وزان صوم اليهود يوم عاشوراء ولعلكم تعلمون جميعا أن صوم عاشوراء ، قبل نزول فرض شهر رمضان كان هو المفروض على المسلمين فرض الله على المسلمين صوم يوم عاشوراء قبل أن ينزل فرض صوم رمضان وجاء في بعض الأحاديث ، ( أن النبي صلى الله عليه وسلم لما هاجر من مكة إلى المدينة رأى اليهود هناك سكان المدينة يصومون يوم عاشوراء فسألهم عن ذلك قال اليهود : هذا يوم نجا الله فيه موسى وقومه من فرعون وجنده ، فصمناه شكرا لله أن أنقذ الله موسى وقومه من فرعون وجنده ، فقال عليه السلام نحن أحق بموسى منكم ) فصامه وأمر بصيامه فصار فرضا ، إلى أن نزل شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن ، ثم (( فمن شهد منكم الشهر فليصمه )) ، تقول السيدة عائشة: ( فلما نزل فرض رمضان كان من شاء أن يصوم يوم عاشوراء صام ومن شاء ترك ) ، لأنه نسخ فرضية صوم يوم عاشوراء ، بفرضية صوم شهر رمضان وبقي الاستحباب ، الشاهد رسول الله صلى الله عليه وسلم شارك اليهود قبل فرض شهر رمضان في صوم يوم عاشوراء لماذا ؟ شكرا لله أن أنقذ الله بموسى وقومه من فرعون وجنده فنحن أيضا فتح لنا باب الشكر لله ، أن خلق محمدا صلى الله عليه وسلم في يوم الاثنين وأنزل الوحي في يوم الاثنين"
مقتبس من مناظرة في حكم الاحتفال بالمولد