السلام عليكم،
في الوقت الذي تتنافس فيه النخب في دول العالم على الإبتكارات والإختراعات وتتسابق فيما بينها لإيجاد حلول لكبرى المشاكل التقنية والعلمية والاجتماعية والإقتصادية العالقة وغيرها، وكذا تأسيس مجموعات علمية مختصة عبر مواقع التواصل والشبكات المهنية عبر الإنترنت، وهذا بهدف تبادل الخبرات ونقل المعارف بأنجع الطرق، لا تزال النخبة في الجزائر للأسف الشديد تتخبط في شبح البطالة، وتتصارع بل وتتقاتل من أجل الظفر بمنصب عمل، وصارت مواقع التواصل والإنترنت فضاءا للبكاء على الأطلال، وساحة للعراك وتبادل التهم بين الأنظمة التعليمية الفاشلة بدون استثناء، ... كم هي مؤسفة حالنا اليوم وكم هو مؤسف حالنا غدا.
إخوتي، أخواتي لقد أصبح الحصول على المنصب حلم كل حامل لشهادة عليا، بل وصار كل شيء مباح من أجل الفوز بوظيفة العمر التي تحفظ ماء الوجه في مجتمع "بهائمي" (إلا ما رحم ربي!) لا يؤمن إلا بالمصلحة الفردية عنوانا لهذه الغوغائية والبهائمية. ثم كيف نرجو الصلاح والخير لهذه الأمة، ونخبة المجتمع هم عنوان التهديم وأداته -من حيث درو أو من حيث لم يدرو- "والفاهم يفهم" كما يقال بالدارجة.
والمؤلم أكثر، هو وصول بعض أشباه النخبة والغير أكفاء إلى مصاف الأستاذية بطرق ملتوية، إنهم سرطان الأمة القاتل الذي ينخر جسد الجامعة الجزائرية المريضة أصلا!. إن الاستمرار في السماح لهذه الأورام بالنمو وتقلد أعلى مراتب الأستاذية والبحث، هو بمثابة تعجيل لزوال الأمة واندثارها. وإن لم تتحرك الجهات المسؤولة لوقف هذه المهازل وهذه المجازر فستحل بنا الكارثة لا محالة، وعندها سيكون من الصعب تدارك الأمر، بل سيكون ذلك ضربا من المستحيل!
للكلام بقية ....
في الأخير لا يسعنا إلا أن نحمد الله سبحانه على كل حال، لأنه كتب الأرزاق وقدرها، فلا خوف ولا حزن. وما هو مكتوب ومقدر في اللوح المحفوظ، هو الذي ستصير إليه الأمور في النهاية شئنا أم أبينا.
أما هؤلاء الذين استعملوا الأسلحة المحضورة دينا وعرفا، من أجل الحصول على منصب أستاذ في الجامعة، فأقول لهم بكل أسف خبتم وخسئتم وخسرتم، وأنه لا فرق بينكم وبين مجرمي الحرب الذين لا زال التاريخ يلعنهم ليوم الناس هذا.
و صلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.