" الصفعة والقرط الطائر " ذكرياتي

[أثر]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



كنت في أدرس في الصف السادس ابتدائي ( النظام القديم )

لم أكن اخالط أحدا ولا اضحك الا نادرا واكتفي بالتبسم متى احتاج الامر لذلك

كان كل همي حضور الحصص يوميا فحرصي على دراستي ورضى معلمتي كان غاية تواجدي ف المدرسة
وقبلهما كنت أعمل جاهدة ألا أقع في المشاكل خشية أن يذكر أحد والديّ بسوء وخاصة والدتي المتوفية


فتاة تدرس معي قالت لي ذات يوم : متكبرة ...... لماذا لا تلعبين معنا ؟
حملت محفظتي وغادرتُ مكان جلوسي وأنا أردد بيني وبين نفسي لاضير يا أثر في وصفها لك ليست أول واحدة ولا آخرها
لا حاجة عندي أن أقنعها أني لا أهوى ألعابهم وسخافاتهم فذاك يقيني وليسوا ملزمين

تكرر المشهد مرارا

اخر مرة كررتْها .... مجددا صممتُ أذناي غادرتُ

أردفتْ قائلة لماذا تهربين ؟ توقفتُ (لست أهرب لكني لا أحب المشاكل )

صمتََت ْ

فأكملتُ طريقي


ثم قالت بصوت مسموع : ما رباتكش أمك



بلعت ريقي بصعوبة بالغة تركت محفظتي من يدي


استدرت نحوها وشرارة الغضب تتطاير من عيناي صرت لا أرى شيئا غير تلك البنت وكلامها يتردد بمسامعي

لا أذكر تفاصيل ما حصل لكن أذكر أني وجهت لها صفعة قوية أصبتُ أذنها فتطايرت أحدى قرطيها وسال الدم كثيرا وهي تتالم وتبكي

أمسكتها من ذراعها أمعنت النظر في عينيها وقلت : لو تذكري والدتي مرة أخرى بسوء سأمسحك من على وجه الكرة الأرضية



تجمعت البنات من حولنا أمسكتني بعضهن
والبعض الاخر توجه لتلك البنت حملوها لبيتهم وهي تنزف



في البيت لم احدث احدا وبقيت صامتة حتى أخبرت البنات أهلي بما حصل



وفي الغد استدعتني المعلمة وكانت تحبني حبا جما وتعرف ان والدتي متوفية وأكيد تفهمت تصرفي

طاطأتُ رأسي خجلا
قالت إرفعيه يا أثر يحق لوالدتك أن تفخر بك لكن لاتضربي أحدا مرة أخرى



غلبتني دموعي أجبت نعم بتحريك رأسي لها


مسحت لي دموعي وأمسكت يدي وأخذتني لتلك البنت فتصالحت معها وطلبت منها السماح



كانت أول وآخر شخص رفعت عليه يدي في حياتي

رحم الله والدتي وكل موتى المسلمين