|
قسم فن الرّسائل والمقالات الأدبية قسمٌ مُخصّصٌ لإبداعات الأعضاء في فــنّ كتابة الرّسائـل والمقالات الأدبـيّــة. |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
باقــة العيد التي تنقصها النكهـة !!
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
2018-08-17, 16:52 | رقم المشاركة : 1 | ||||
|
باقــة العيد التي تنقصها النكهـة !!
بسم الله الرحمن الرحيم باقــة العيد التي تنقصها النكهـة !! يقال في مثل نوبي شمالي : ( دعوا الحوار حتى يصل المركب لبر الأمــان ! ) .. والمغذى أن الظروف الآنية لا تسمح بالشجار .. وأن مغبة الحوار قد تهلك الجميع حين تشتعل سخطاً .. والالتزام بالصمت يمثل الأمل والأمان للجميع .. ولكن الملاحظ أن النوايا ما زالت مبيته ومؤجلة !.. والكل يرى صواب أن كل حديث يليق في وقته .. ولكل حديث حدث وليس لكل حدث حديث !.. فلسفة بيزنطية لا تطاق !.. وذلك المثل النوبي يقال حين يراد تأجيل الكلام للوقت المناسب .. والوقت المناسب لأهل النوبة هو أن تبلغ المركب مراسي السلام .. ولكن يبدو أن أحداً قد أدرك بحكمته أن البر هو للاحتدام والاصطدام وليس للوئام .. وعليه فقد بالغ في إحداث ما لم يكن في الحسبان .. وما لم يخطر في الأذهان !.. حيث تمكن من الاستيلاء على كامل البر والرصيف !.. وبذلك قد أفشل الآمال والوعيد بالقدر الذي يمنع الحدث كما يمنع الحديث !.. فأضحت الظروف حائرة مربكة !.. لا مراسي تتوفر ولا أرصفة تمكن الثبات والاستقرار .. ومركب المشاق تفتقد الوجهة !.. كما تفتقد السواحل التي تبشر بالتهاني .. وعليه لا فائدة إطلاقاً من ذلك التأجيل والوعد والوعيد والتهديد !.. وقد يكون الصمت هو المفيد للجميع !.. في هذه الأيام تفرح النفوس بتباشير العيد الكبير بعد أيام .. فرحة وسعادة تغمر القلوب والوجدان .. وهو عيد كالعادة يمثل البهجة حين يقترن بالأضحية .. ذلك الحلم الذي أصبح عصياً مع مرور السنوات .. والظروف الحالية تبكي .. ولسان حال السواد الأعظم من الناس يقول : عيد بأي حال عائد يا عيد ؟.. وذاك خروف الأضحية يتحدى الناسك الراغب الناحر بجرأة ويقول : ( إياك أن تتجرأ فصاحةً هذه المرة !! ) .. ( تشاهدني أقف أمامك ثم تتصرف وكأنك لا تراني ! ) .. فإذا بالناحر يميل رأسه تواضعاً نحو الأرض ويقول : ( للضرورة أحكام ! ).. ( وللجيوب أحجام !) .. ( وللمقادير كتب وأقلام ! ) .. ( وللأحلام نهايات وأختـام ! ) .. ( وللأحوال ظروف تمثل اللجام ! ) .. وفي هذا العام فإن الأمور قد خرجت عن المقدرات والإمكانيات !.. وأصبحت كالحج لمن استطاع إليه سبيلاً !.. ويجرى مشيئة عمرو في الخلائق دون جريرة تقال !.. وذلك رغم الكم الهائل من بوادر الطاعة والإذعان .. ورغم الكم الهائل من ألوان الخضوع والاستسلام !.. ولكن دوام الأحوال من المحال !.. يقف العاجزون فوق منابر الأحلام والأكف تقبض قرون الاكباش والأضحيات في الخيال .. وعند أرض الواقع يقولون للخرفان أذهبوا فأنتم الطلقاء هذا العام ورب ذلك القادم من العام !.. كما يشيرون بالأنامل للخرفان ويقولون أنتم في حل من الابتلاء والامتحان .. وتلك مكرمة منا حيث عفونا عنكم لو تعلمون معاني الإكرام !.. وقد كسبتم الرهان هذه المرة لكرم وطيبة في قلوبنا الرحيمة !.. فإذا بالخرفان يسخرون من قول القائلين ويقولون : ( تلك مكرمة العاجزين الفاقدين للحيلة ) ،، ( وليست مكرمة الكرماء من بني البشر ) !.. فصاحة وقلة احترام ترد من الخرفان لأول مرة !.. وخروج عن المألوف ما كان يرد في الحسبان !.. ولكن هي تلك الدنيا كالعادة والتي تقول : ( يوم لك ويوم عليك يا هذا ! ) .. لا تدور بوتيرة ترضي الوجدان إلى الأبد !.. وللأحوال والأزمان فلتات وأعاجيب قد تمخول الألباب !.. تلك الفلتات التي ترفع الشأن حيناً وتحط الشأن حيناً آخر .. ولا تكتفي عيون الخرفان بالشماتة فقط .. بل نلاحظ أن كتائب الخرفان ترقص أمام الخلائق رقصة القدلة والأرداف .. وحينها تبكي النفوس حسرة وألماً على الماضي .. وتقول : وا أسفاه على أضلاع كانت تشوى فوق النار وتسمى ( كباب الشيشة ) ،، وقد أصبحت اليوم تلك المستحيلة المحظورة ،، وغدت تملك الحصانة الدبلوماسية !.. ووا أسفاه على خلط من محتويات الأحشاء كانت تسمى ( المرارة ) .. حيث الأكباد والقلوب والكلى والفتافت !.. ووا أسفاه على لحوم وأفخاذ كانت تعطر الأجواء بروائح الشواء !.. ووا أسفاه على لحوم كانت تسبح في المرق وتتربع عرش الهناء .. لما الأيام تظلم الناس هكذا ؟؟. ولما الأحوال أصبحت غير الأحوال ؟؟. وتلك القيود بقدرة قادر قد كبلت أطماع أطفال كانوا يحلمون بمذاق اللحم ولو في العام مرة !.. وحتى تلك المرة رغم ندرتها قد تلاشت !! .. عجبا ويا عجباً فتلك الأسواق والطرقات والميادين في هذه اللحظات تعج بالكتائب المتبخترة من الخرفان والأنعام !.. وعيون المارة تغازلها شهيةً بينما أن عيون الخرفان تحدق فيهم متحدية ومتعجرفةً !.. ولسان حالها يقول : ( أين أنتم يا أبناء الإسلام ؟؟ ) ،، ( ألا يوجد بينكم من يستطيع أن يضحي ؟؟ ) .. وحينها ينظر الناس لمقدرات الجيوب فإذا هي بعيدة بعد السماء عن الأرض .. وعند ذلك يهرب العاجزون وعيونهم تميل تخاذلاً نحو الأرض !.. ومن سخرية الأحوال في هذا العصر أن الإنسان يفتقد حقوق الإنسان مع مرور الأزمان !.. بينما أن الخرفان يمتلك حقوق الخرفان مع مرور السنوات !!
ـــــــــــ الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد احمد
|
||||
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc