الحديث وعلومه - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الكتاب و السنة

قسم الكتاب و السنة تعرض فيه جميع ما يتعلق بعلوم الوحيين من أصول التفسير و مصطلح الحديث ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الحديث وعلومه

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2018-07-01, 17:24   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

هل لا يزال إلى الآن هناك أحاديث مكذوبة وضعيفة إلى الآن لم يكتشف صحتها ؟

السؤال :

هل لا يزال هناك أحاديث مكذوبة وضعيفة إلي الآن لم يُكتشف صحتها؟

الجواب :

الحمد لله


فبداية يجب أن نعتقد أن الله قد تكفل بحفظ دينه ، وحفظ كتابه ، حيث قال سبحانه :( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) الحجر/9.

ومن تمام حفظ الله لكتابه حفظ سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، حيث قال الله تعالى :( وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ) النحل/44.

ففي الآية وصف الله السنة بأنها من الذكر الذي أنزله الله على نبيه صلى الله عليه وسلم تبيانا للقرآن الكريم ، ولذا فإن حفظ السنة من حفظ القرآن .

وقد هيأ الله الأسباب التي بها حفظت السنة من الكذب والغلط ، وأقام الأدلة على ذلك ، وغرس في الأمة الحفاظ والمحدثين الذين نذروا حياتهم لذلك .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في "الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح" (3/38) :

" وَلَكِنَّ هَذِهِ الْأُمَّةَ حَفِظَ اللَّهُ لَهَا مَا أَنْزَلَهُ كَمَا قَالَ - تَعَالَى : ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) الحجر/9 .

فَمَا فِي تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ ، أَوْ نَقْلِ الْحَدِيثِ ، أَوْ تَفْسِيرِهِ ، مِنْ غَلَطٍ ؛ فَإِنَّ اللَّهَ يُقِيمُ لَهُ مِنَ الْأُمَّةِ مَنْ يُبَيِّنُهُ ، وَيَذْكُرُ الدَّلِيلَ عَلَى غَلَطِ الْغَالِطِ وَكَذِبِ الْكَاذِبِ .

فَإِنَّ هَذِهِ الْأُمَّةَ لَا تَجْتَمِعُ عَلَى ضَلَالَةٍ ، وَلَا يَزَالُ فِيهَا طَائِفَةٌ ظَاهِرَةٌ عَلَى الْحَقِّ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ، إِذْ كَانُوا آخِرَ الْأُمَمِ ، فَلَا نَبِيَّ بَعْدَ نَبِيِّهِمْ بَعْدَهُمْ ، وَلَا كِتَابَ بَعْدَ كِتَابِهِمْ.

وَكَانَتِ الْأُمَمُ قَبْلَهُمْ إِذَا بَدَّلُوا وَغَيَّرُوا : بَعَثَ اللَّهُ نَبِيًّا يُبَيِّنُ لَهُمْ وَيَأْمُرُهُمْ وَيَنْهَاهُمْ ، وَلَمْ يَكُنْ بَعْدَ مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – نَبِيٌّ ، وَقَدْ ضَمِنَ اللَّهُ أَنْ يَحْفَظَ مَا أَنْزَلَهُ مِنَ الذِّكْرِ ، وَأَنَّ هَذِهِ الْأُمَّةَ لَا تَجْتَمِعُ عَلَى ضَلَالَةٍ ، بَلْ أَقَامَ اللَّهُ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ فِي كُلِّ عَصْرٍ مَنْ يَحْفَظُ بِهِ دِينَهُ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ وَالْقُرْآنِ ، وَيَنْفِي بِهِ تَحْرِيفَ الْغَالِينَ وَانْتِحَالَ الْمُضِلِّينَ وَتَأْوِيلَ الْجَاهِلِينَ ". انتهى

وقال ابن القيم كما في "مختصر الصواعق المرسلة" (581) :

" كل مَا حَكَمَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَهُوَ مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ ، وَهُوَ ذِكْرٌ مِنَ اللَّهِ أَنْزَلَهُ عَلَى رَسُولِهِ ، وَقَدْ تَكَفَّلَ سُبْحَانَهُ بِحِفْظِهِ ، فَلَوْ جَازَ عَلَى حُكْمِهِ الْكَذِبُ وَالْغَلَطُ وَالسَّهْوُ مِنَ الرُّوَاةِ ، وَلَمْ يَقُمْ دَلِيلٌ عَلَى غَلَطِهِ وَسَهْوِ نَاقِلِهِ : لَسَقَطَ حُكْمُ ضَمَانِ اللَّهِ وَكَفَالَتِهِ لِحِفْظِهِ؛ وَهَذَا مِنْ أَعْظَمِ الْبَاطِلِ! وَنَحْنُ لَا نَدَّعِي عِصْمَةَ الرُّوَاةِ ، بَلْ نَقُولُ: إِنَّ الرَّاوِيَ إِذَا كَذَبَ أَوْ غَلِطَ أَوْ سَهَا ، فَلَا بُدَّ أَنْ يَقُومَ دَلِيلٌ عَلَى ذَلِكَ ، وَلَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ فِي الْأُمَّةِ مَنْ يَعْرِفُ كَذِبَهُ وَغَلَطَهُ ، لِيَتِمَّ حِفْظُهُ لِحُجَجِهِ وَأَدِلَّتِهِ ، وَلَا تَلْتَبِسَ بِمَا لَيْسَ مِنْهَا ، فَإِنَّهُ مِنْ حُكْمِ الْجَاهِلِيَّةِ ". انتهى

ولذا فمن القواعد المقررة : أنه ما من حديث ، قاله النبي صلى الله عليه وسلم ، فيه حكم للشريعة تحتاجه الأمة في دينها : إلا وقد نقل صحيحا مقبولا ، وتلقته الأمة جيلا بعد جيل ، ولم يلتبس على الأمة بأسرها ، قط ، في أي زمان أمر دينها لأجل كذب الكاذبين ، وغلط الغالطين .

قال الإمام أبو محمد بن حزم رحمه الله في "الإحكام في أصول الأحكام" (8/137)

:" وقد علمنا أنه لا يمكن أن يخفى الحق في الدين على جميع المسلمين ، بل لا بد أن تقع طائفة من العلماء على صحة حكمه بيقين ، لما قدمنا في كتابنا هذا من أن الدين مضمون بيانه ورفع الإشكال عنه ، بقول الله تعال :" تبيانا لكل شيء " ، وبقوله تعالى :" لتبين للناس ما نزل إليهم ". انتهى .

وقد قيض الله أهل العلم يكشفون كذب الكاذبين ، وغلط الرواة المخطئين ، حتى عرف الصحيح من الضعيف ، والباطل والمكذوب ، فلم يلتبس الحق بالباطل بفضل الله عز وجل .

وفي "الكفاية في علم الرواية" (ص36) للخطيب البغدادي :" قِيلَ لِابْنِ الْمُبَارَكِ: هَذِهِ الْأَحَادِيثُ الْمَصْنُوعَةُ؟ قَالَ: « يَعِيشُ لَهَا الْجَهَابِذَةُ ». انتهى

هذا ولم يخل زمان قط من حراس الدين والسنة ، ممن يكشفون كذب الكاذبين ، وغلط الغالطين ، وهم أهل الحديث المتحققون به .

قال ابن الجوزي في "الموضوعات" (1/31) :

" ولما لم يمكن أحدا أن يُدخل في القرآن شيئا ليس منه ، أخذ أقوام يزيدون في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وينقصون ، ويبدلون ، ويضعون عليه ما لم يقل، فأنشأ الله عز وجل علماء يذبون عن النقل ، ويوضحون الصحيح ، ويفضحون القبيح ، وما يخلي الله عز وجل منهم عصرا من العصور ... ". انتهى

وحينئذ ، فلم ينسب حديث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويعرف في الأمة نسبته : إلا وعلم هذا الحديث ثابت في هذه الأمة ، علم هل هو صحيح النسبة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، أو باطل النسبة ؟ صحيح ، أو ضعيف ؟ مقبول أو مردود ؟

كل ذلك معلوم في الأمة ، محفوظ فيها .

ومعلوم أيضا : ما لهذا الحديث من معنى ، وما تضمنه من حكم تحتاجه الأمة ، لم يذهب علم ذلك عن الأمة ، قط .

وإن كان قد يخفى على بعض الناس منهم ، دون بعض ، وفي بعض الأماكن دون بعض ؛ لكن علمه موجود في عموم الأمة ، يبلغه من طلبه من بابه ، بإذن الله .

وأما إن كان مراد السائل أنه هل هناك أحاديث لا يمكن معرفة صحتها من ضعفها أو بيان كذبها من صدقها ؟

فجواب ذلك :

أنه لا يوجد حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا أثر عن صحابي أو غيره ، إلا ويمكن معرفة صحته من ضعفه ، فإن علماء الحديث وضعوا القواعد والضوابط التي يتمكن المحدث العالم بها من التمييز بين الأحاديث والآثار الصحيحة من الضعيفة والمكذوبة ، ومتى ما استعمل طالب العلم بالحديث المتمكن من قواعده ، ومعرفة علله ، هذه القواعد إلا وتمكن من الحكم على أي حديث كان .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
سلسله الحديث و علومه


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 02:53

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc