خصائص فن المقال :
فن المقال من فنون التعبير في اللغة العربية، وهو لون من ألوان الأدب العربي، يتناول فيه الكاتب قضايا متعددة قد تكون أمورا ذاتية، أو اجتماعية، أو سياسية، وبطريقة تضع القارئ في تصور ما يرمي إليه الكاتب، وما يقصده بسهولة ويسر ودون عناء في التفكير والتحليل والاستنتاج، لسهولة لغة المقالة، وتختلف خصائصها بحسب نوعها، وكل مقالة لا بد أثناء كتابتها من مراعاة الكاتب لأقسامها المكونة لها.
مكونات المقال المقدمة :
، وفيها يقدم الكاتب تصورا كليا لما سيتناوله، ويبرز فيه بعض العناوين التي سيتناولها، وقد يكون تعريفا بالموضوع الذي يتناوله، وعرض لأهميته والحاجة إليه، بعيدا عن ذكر التفاصيل. العرض، حيث يشرع الكاتب فيه بتفصيل الأفكار التي أشار إليها في المقدمة بشيء من التفصيل، ودقة العرض. الخاتمة، وهي إطلالة نهائية على المقال، وتكون بحسب الموضوع الذي يتناوله، وتتعدد طرق ووسائل الكتاب في ختم مواضيعهم، فقد تكون الخاتمة توصيات بشأن الموضوع الذي تناوله، وقد تكون تلخيص موجز لبعض عناوينه، أو أي شيء آخر يريد الكاتب أن يختم به موضوعه، بشرط أن يكون متعلقا به.
أنواع المقالات :
تتعدد أنواع المقالات، لتشمل المقالات الاجتماعية، والمقالات الأدبية، والمقالات التربوية، والمقالات العلمية، فكلها تنبثق من نوعين رئيسيين هما: المقالات العلمية، والمقالات الأدبية، ولكل منهما خصائص.
خصائص المقالات العلمية :
الموضوعية، والعلمية في الطرح، بعيدا عن الصور الأدبية، والمجاز، وغير ذلك من محسنات لفظية أو بديعية. اعتمادها على الدليل العلمي، بعيدا عن الاجتهاد والارتجالية. تسلسل فقراتها، وحسن ارتباطها ببعض. وضوح الموضوع المطروح، ووضوح الأفكار المطروحة فيه. الإيجاز والبعد عن التكرار في عرض الأفكار.
خصائص المقال الأدبي :
حسن التقديم، حيث يتسم بميزة التشويق للموضوع. براعة العرض، وذلك بتسلسل الأفكار، وترابط العبارات، ومتانة الصياغة. سلاسة وسهولة الانتقال بين الأفكار والفقرات دون حواجز فاصلة. فيها متسع لا بأس به للتعبير عن وجهة نظر الكاتب الشخصية أو الذاتية. فيها متسع للبلاغة في التعبير، والمحسنات اللفظية والبديعة، كالجناس والطباق، والتشبيه بأنواعه وغير ذلك. الاختصار والبعد عن التكرار، فهذه تكاد تكون صفة في معظم أنواع المقالات؛ لأن التكرار والحشو يضعف من قيمة المقال، ويعبر عن ضعف الكاتب في تناول أفكار جديدة فيعمد إلى تكرار أفكاره بألوان جديدة، بغرض الوصول إلى الحجم المناسب لمقالته.
رغم هذه الخصائص والسمات العامة، فتبقى للكاتب لمساته الخاصة في الإبداع في الكتابة والطرح، وقد يبدع في مجالات نادرة يتميز بها عن غيره، وما ذلك إلا لاختلاف طرائق التفكير، واختلاف الخيال، وما ينجم عنه من تصورات، واختلاف في الذوق أيضا، فلكل كاتب شخصيته الخاصة، وزاوية نظره الخاصة التي ينظر من خلالها إلى الأمور، ولكن مع الحفاظ على سلامة اللغة، وحسن التعبير.
منقووووووووووووووول