امكانية الفصل بين الاحساس والادراك - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات التعليم الثانوي > منتدى تحضير شهادة البكالوريا 2024 > منتدى تحضير شهادة البكالوريا 2024 - لشعب آداب و فلسفة، و اللغات الأجنبية > قسم الفلسفة

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

امكانية الفصل بين الاحساس والادراك

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2017-11-13, 06:59   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
احمد معمري
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










Hot News1 امكانية الفصل بين الاحساس والادراك

هل يمكن الفصل بين الاحساس والإدراك ؟
المقدمة : طرح المشكلة : اذا اردنا ان نبحث عن حقيقة الانسان وعن طبيعة مدركاته ، او حاولنا البحث عن حقيقة المعرفة فإننا لا نستطيع ان نكشف عن ذلك إلا بواسطة الادراك ، وهذا لان الادراك هو من يحدد علاقتنا مع عالم الاشياء ، لان الادراك عملية ذهنية يتدخل فيها الحاضر بالمعطيات الحسية والماضي بصوره وذكرياته وبهذين النوعين من التداخل تكسب المعطيات الحسية معنى خارج الذات من حيث هي اساس مقابلة الذات ،وفي المقابل فان الاحساس عملية فيزيولوجية اساسا تجري على مستوى الاعصاب التي وقعت عليها المثيرات الخارجية . ومن هذا الاساس المحوري لظاهرة الاحساس والإدراك ، كان لا بد على الباحث والمتعلم ان يحددا طبيعة وبيان كل من الاحساس والإدراك ،والكشف عن اهميتهما ، لذا فقد اختلف جمهرة الفلاسفة حول ما اذا كان من الممكن القيام بالفصل بين المفهومين ام لا. فكان التساؤل كالتالي:هل يمكننا الفصل بين الاحساس والإدراك ؟ وهل كل معرفة ينطوي عليها الادراك مصدرها الإحساس ؟ بعبارة ادق. هل نستطيع ان نفصل بينما نحس به وبين ما ندركه ؟ .
محاولة حل المشكلة :
الموقف الاول :" الاتجاه الكلاسيكي" "يمكن الفصل بين الاحساس والإدراك كمفهومين" . يرى انصار الاتجاه الكلاسيكي بضرورة الفصل والتمييز بين الاحساس من جهة والإدراك من جهة اخرى . فالإدراك عندهم ما هو إلا ظاهرة مستقلة عن الاحساس وهذا الطرح هو ما تبناه الفلاسفة العقلانيون والحسيون على حد سواء . من رواد المدرسة الكلاسيكية العقلية نجد : ديكارت ،الان وغيرهم ، اما في الجانب الحسي التجريبي فنجد : جون لوك وجون استوارت مل ، وغيرهم ومن مبررات هؤلاء نجد مبررات منهجية وأخرى مذهبية . اما المبررات المنهجية تتمثل في الطابع الاولي البسيط بعمل الاحساس فهو لا يحتاج الى وساطة بين المؤثر والعضوية " اي بين الصوت وانفعال حاسة الاذن ". بل يتم بطريقة اولية ومباشرة . لان الية الاحساس ثلاثية التركيب . كما ان هناك اختلاف في طبيعة كل منهما فأنصار المذهب العقلي ارجعوا الادراك الى عوامل ذهنية ذاتية كالتذكر والتأويل والتخيل ،اذ ادراك المكان فعل عقلي وليس معطى حسي موجود مع الاشياء المدركة ،واهم من يميز بين الافكار التي هي احوال نفسية ذاتية غير ممتدة ، وبين الاشياء المادية التي هي امتدادات خارجية . هو روني ديكارت ، وما دام الاحساس حالة غير ممتدة فهو لا يستطيع ان يعرفنا بالممتد ، وان ادراك الاشياء الممتدة يكون بواسطة حكم عقلي يعطي للأشياء صفاتها وكيفياتها والدليل على ذلك ان الموجات الضوئية تصطدم بالعين اثناء الاحساس البصري ، فالمفروض ان اندرك الاشياء امام اعيننا او داخلها لكننا ندركها بعيدة . اذن ادراك البعد فعل عقلي وحكم نصدره على الاشياء عن طريق المقابلة بين ابعادها الظاهرية . يرى بركلي : ان ادراك المسافات ليس فطريا بل هو راجع للتجربة يقول :" ان الاعمى اذا استرجع بصره بعد عملية فسيرى الاشياء لاصقة بعينه لذا فيخطئ في تقدير المسافات والأبعاد لأنه لا يملك تجربة سابقة عن المسافة وقال ايضا :" ان تقدير مسافة الاشياء البعيدة جدا ليس احساسا ، بل حكم يستند الى التجربة ". كما اكد الان بأننا لا ندرك الاشياء كما تعطيها لنا حواسنا بل كما يؤلها لنا العقل ، كما ذكر ذلك في مثال المكعب اذ يقول :" فالمكعب الحقيقي يمتلك ستة اجه واثني عشر ضلع لكن عندما نراه لا نبصر سوى ثلاثة اوجه وتسعة اضلاع ، فكيف نحكم عليه بأنه مكعب؟".لا شك اننا اذا استندنا الى الحكم العقلي نستنج بأنه مكعب لأننا نرى الاوجه والأضلاع التي لا نراها الان ، وقال ايضا :" الشيء يدرك ولا يحس به ". وهو ما يجعلنا ندرك بان ثمة فرق بين الاحساس والإدراك ،لان ا ادراك وظيفة معقدة تنطوي على احساسات مختلفة وعمليات عقلية معقدة ، وفي المقابل ذهب اصحاب النظرية الحسية الذين هم بدورهم يميزون بين الاحساس والإدراك حيث ينطلقون من مبدأ الاستعداد الفطري لدى الانسان اي ان كل معرفة مكتسبة من التجربة كما انها تعتمد على طرقة التحليل فنفسر الادراك بإرجاعه الى ترابط عدة احساسات اولية ولهذا سميت كذلك بالنظرية الترابطية ، فإدراك طعم الشيء والتعرف عليه انما ينشا من ترابط واتحاد عدة احساسات "ذوق رائحة ، بصر كما يعتقدون بان الاحساس ظاهرة نفسية والظواهر النفسية عارية من كل امتداد ولا تشغل المكان كما ان الاحساس بجسم من الاجسام ليس دخول هذا الجسم في النفس وبالتالي فالنفس لا تشعر بالتبدل والمؤثر الخارجي بل بالتبدل العصبي ، ذلك ان اثار الاحساس يدل على الشيء الخارجي وقد ذهب ريبو الى ان معنى الطول في المكان تولد عن معنى الطول في الزمان وهكذا فأصحاب النظرية التجريبية يرون ان الادراك يختلف عن الاحساس إلا انه ينشا من ترابط الاحساسات واتحادها على مستوى المراكز العصبية
النقد والمناقشة : لكن نلاحظ ان هؤلاء تعرضوا الى جملة من الانتقادات من قبل بعض المدارس الحديثة منها المدرسة الالمانية الشكلية والتي ترى بان الادراك ليس مجموعة احساسات جزئية ولا تأليفا بينهما لأنه كامل منذ الوهلة الاولى ، ذلك لان الشيء المدرك هو ذاته مقدم الينا في اعماقه الخاصة . وبالتالي فالعقل لا يصنف اي شيء . كما يدعي الذهنيون ، وإلا فكيف نفسر صغار الدجاج الذين يحسنون تقدير البعد بينهم وبين حبة القمح التي يلتقطونها ومع ذلك فهم لا يملكون عقلا . وكذلك التجربة الحسية التي ترى ان ادراك الاشياء الممتدة في المكان ناتج عن تفاعل الاحساسات البصرية واللمسية ، ومن هذا التفاعل ينشا ادراك امتداد الاشياء في المكان ولكن هذه التفاعلات الحسية العامة توجد حتى لدى الحيوانات والصبي ،فلماذا لا يدركان الامتداد اذن؟ معنى هذا ان هناك عوامل اخرى تتدخل.
الموقف الثاني : نقيض القضية: " وجوب ارتباط الاحساس بالإدراك " . يرى انصار علم النفس الحديث انه من غير المتوقع ان نميز بين الاحساس والإدراك لأنهما يمثلان وجهين مختلفين لظاهرة واحدة ، يعتقد اصحاب المدرسة الجيشطالتية ان الادراك ليس عملا ذهنيا يعتمد على التفسير والتأليف والذاكرة . كما يدعون ، بل ان العناصر معطاة لحواسنا على صيغة شكل وهذا مستوحى من كلمة جيشطالت ومن زعماء هذه النظرية (فيرتهايمر، كوفكا ، كوهلر ، بول غيوم ) . اذ يقرون بان لا يوجد اي فرق بين الاحساس والإدراك ( الادراك ليس مجموعة احساسات بل كل احساس من الوهلة الاولى ادراك كلي) . ومن افكارهم ان ادراك المسافات ليس فعلا عقليا ، بل يتوقف على الشيء الذي يقدم لنا في اعماقه الخاصة وان رؤية العمق هو فعل بيولوجي يتوقف على اتحاد الصورتين المقدمتين من طرف العينين ،كما ان ادراك المكان ليس ناتجا عن الخبرة السابقة او نشاك العقل بل هو مُعطى من بنية الاشياء المدركة وبالتالي فالإدراك تابع للعوامل الموضوعية الخارجية ضف الى ذلك ان النظرية الذهنية تشوه الاحساس لأنها تجعله ميتا وخاليا من كل معنى وهذا خطا ، لان الاحساس كامل منذ الوهلة الاولى مادام يعطي للأشياء قيمة ومعنى ، وبالتالي فالإحساس والإدراك شيء واحد والحقيقة عند الظواهريين ان الادراك شعور ذاتي ، اما الشيء المدرك فهو خارجي عنا ، كما يرون ان الاحساس شعور والشعور هو دائما شعور بشيء ما . انه نزوعي وقصدي وواعي واتصالي بالعالم الخارجي ، فلا وجود لاحسا سخا من المعنى اي لا وجود لإحساس خالص . يقول مير لوبونتي الاحساس الخالص غير محسوس فالإحساس هو ان نعرف بأننا نحس ومعرفتنا للإحساس هي نفسها الادراك) كما يضيف قائلا : (انني ادرك منذ الوهلة الاولى السماء والعصافير والجدران .......، انني اعطي اسماء لهذه ا اشياء ...فانا ادرك العالم بناءا على بعض المعارف والرغبات واللغة ومن هنا فكل احساس يكون مرفوقا بشعور ووعي بما احس به). هذا وقد قال توماس ريد ان الادراك ما هو إلا الاحساس مصحوب بالانتباه) كما قال هوسرل ارى بلا انقطاع هذه الطاولة سوف اخرج وأغير مكاني ويبقى عندي بلا انقطاع شعور بالوجود الحسي لهذه لطاولة ).وهذا ما يجعل الادراك تابع للإحساس ، وكذلك التفسير العقلي الذي يعتبرالادراك حكما عقليا ويؤكد ان الادراك تابع للشعور وعموما فقد اجمع هؤلاء على استحالة الفصل بين المفهومين بناء على : ان النظرية الكلاسيكية تغافلت عن ان الادراك قائم على ادراك الكل وليس الجزء ،وانه اثناء عملية الادراك يصعب الفصل بين الاحساس والإدراك لأنهما متصلان ببعضهما البعض اتصالا عضويا ، لا معنى لأحدهما في غياب الاخر. حيث ان الاحساس شيء غامض "مبهم" وما الادراك إلا تجليات لهذا الشيء المبهم ، ومنه فلا امكانية للفصل بين المفهومين .
النقد والمناقشة : لكن نلاحظ ان النظرية الجيشطالتية جعلت الشخص المدرك محايدا وسلبيا لا دور له في عملية الادراك مادامت العوامل الموضوعية هي التي تفرض نفسها عليه وتتحكم فيه ، وفي ذلك مبالغة ولهذا اثبتت تجارب التحليل النفسي ز ان تفسير الافراد للرسوم والأشكال التي تعرض عليهم حسب انفعالاتهم وقيمهم الخاصة وليس على حسب ما تبدو عليه الاشكال ولقد دلت التجارب نظرية التحليل النفسي ان كثيرا من الادراكات تابع لتأثير عوامل لا نعيها اي عوامل لا شعورية ، غير ان ما يؤخذ على الفلسفة الظواهرية هو كونها لا تعترف بوجود الحالات اللاشعورية مادامت تعتبر الشعور هو وعي .
التركيب : ومن خلال هذا التحليل يمكننا ان نتوصل الى ان كل المعارف ا انسانية محصلة و ناتجة عن تكامل بين العوامل الذاتية والعوامل الموضوعية ، حيث ان العقل يتكامل مع التجربة الحسية في قول كانط المقولات العقلية دون معطيات حسية جوفاء والمعطيات الحسية دون مقولات عقلية عمياء). ومن جهة اخرى فقد يتفاعل ويتكامل الشعور مع بنية ا اشياء وهو ما يتيح لنا ان نرتقي من عالم الصور الحسية الى عالم الصور العقلية مما يعني ان الحواس هي النافذة والممولة الاولى للإدراك ، فلولا وجود الاحساس لما كان الادراك والعكس صحيح ومنه نستنتج ان الادراك ناتج عن تفاعل بين الجانب الحسي المرتبط بالمادة وبين الشرط الصوري الذي يتمثل في مفهوم العقل .
حل المشكلة :
الخاتمة : وفي الاخير وكحوصلة نصل الى ان الاحساس والإدراك عمليتان مختلفتان من حيث الطبيعة متلازمتان ومتكاملتان من حيث الوظيفة ، لان الادراك لا يعود الى الحواس فقط او الى الذات فحسب ، انما هو يعود الى تكاملهما معا ، لان الاحساس هو النافذة التي نطل بها على العالم الخارجي ، والإدراك هو تفسير وتأويل لتلك المعارف التي تصلنا عن طريق الاحساس .








 


رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 15:36

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc