ليت الشباب لا يعود أبدا

[⋟صقر☬الأندلس⋞]

سنشيب شباباً و نعيش خمسين سنة شيخوخة مبكّرة إن قدّرت لنا الحياة ، و بالرّمادي سنكتب و الأسود ، سطوراً تروي المشهد ، سنكتب بلون الدّخان المتصاعد من كل مكان ، و البارود المزلزل الذي هزّ جميع الأركان ، سنكتب بدماء من استشهد من الإخوة و الأهل و الرّفاق ، سنكتب بلون الجحيم ، جحيم الحرب و الدّمار الذي اتّخذ الرّبيع ذريعة و ستار .

ما من شيخ أو كهل إلاّ تجده يحنُّ إلى أيّام شبابه و صباه و ذكريات الزّمن الجميل ، و يتمنّى أن يعود به الزّمن إلى الوراء و لو قليلا ، لينعم و يتمتّع بالصحّة و القوّة و الفتوّة التي عاش بها ربيع عمره ، غير أنّ هناك من الشّباب من شاب و شاخ قبل أوان شيخوخته ، لما عاصره من حروب و ويلات ، و مشاكل و هموم و أزمات .


جلّكم - إن لم أقل كلّكم – يحفظ القصيدة التي نظمها الشّاعر أبو العتاهيّة قائلا :

بكيْتُ على الشّبابِ بدمعِ عـينــي * * * * فلم يُغنِ البُكاءُ ولا النّحيــــبُ
فَيا أسَفــاً أسِفْتُ على شَبـــــــابٍ * * * * نَعاهُ الشّيبُ والرّأسُ الخَضِيبُ
عريتُ منَ الشّبابِ وكنتُ غضاً * * * * كمَا يَعرَى منَ الوَرَقِ القَضيبُ
فيَا لَيتَ الشّبابَ يَعُـــودُ يَـوْمــــاً * * * * فأُخـبـرَهُ بمَا فَـعَـلَ المَشيـــــبُ

غير أنّه و باختصار هناك جيل من الشّبابِ لا يتمنّى أن يعود الشّبابُ ثانيةً .