لماذا لا...نؤمن بالوطن...

[Su2013]

نحن في الجزائر نملك كل شيء ولاشيء في المقابل,نمنح لصندوق النقد لكن لماذا لا نطلب منح من صندوق النقد الدولي,نحن شعب متنوع دينيا و رمز التسامح و التعايش الديني لكن لماذا لا نأخذ الفتاوى إلا من قنوات خليجية أو ملحق ثقافي إيراني أو عماني..لماذا لا يفتينا جزائري..وحتى الصوفية التي هي خصوصية من خصائص مجتمعنا و شعبنا أصبحنا نستورد طرائقها و لباساتها...لماذا نقبل مؤسسات البناء التركية و نأتي بكل الألبسة و الحلويات التركية و نصطاف في أنطاليا و اسطنبول ولا أحد يسأل عن البند الثاني في الشراكة لماذا لا نفتح مقرات شركاتنا هناك ولماذا لا يرى المستثمر الجزائري الضرائب المنخفضة هناك..نحن نستورد من ماليزيا و سنغافورة و السودان لكن لماذا لا نلزمها بأن تستقبل وارداتنا بموجب الاتفاقيات...نحن من يمسح ديون البنين و اليمن لكن لماذا لا نلزم تلك الدول بأن تتبعنا دبلوماسيا...نحن غنمنا من الاستعمار مكاسب ثقافية وهي اللغة لكن لماذا لا نرغم الرئيس الوسطي ماكرون على احترام عهوده و نجبرهم على تطهير رقان و دفع تعويضات و الاعتراف بكل ما حصل من 1830 الى 1963...ونحن نحج كل عام بعدد أكبر لكن لماذا لا نطالبهم بخفض تكاليف التصريحات وتوسيع أماكن اقامتنا في مخيم منى,نحن ننتظر آيسلندا و النرويج و فرنسا و هولندا ليتدخلوا عسكريا و يكافحوا الإرهاب في مالي على حدودنا ولماذا لا نلتزم باتفاقية الدفاع العسكري المشترك لدول الساحل التي نحن من أسسها و كتب بنودها,نحن نرى التوغل الخليجي في تونس و الضغط الممارس على الشقيقة تونس لثني مواقفها و المس بسيادتها لماذا لا نرى حجمنا الحقيقي بمثابة الحامي لهذه الجارة الشقيقة,نحن نرى كل أنواع السلاح تنشر في ليبيا و نشهد ميليشيات بعدد نجوم السماء تتاجر علنا جهارا نهارا (السوق السوداء للسلاح) لماذا لا نتدخل عسكريا نطهر المناطق المحاذية لنا..لماذا لا يفهم القياديين بأن الإرهاب في القرن الواحد و العشرين يكافح بضربات استباقية....نحن نحتقر جزائريتنا و لا نفتخر بمشاعر القومية...و لا نستحضر تلك المشاعر القومية الا في ملاعب كرة الهواء الفارغة.......الطبيعة أيها المواطن الجزائري لا تقبل الفراغ و لا تطاوع الضعف...العالم اليوم لا يحترم دولة متقوقعة دبلوماسيا,العالم اليوم لا يطاوع دولة تخاف أن تشن ضربات عسكرية خارج بلدها,العالم اليوم لا يسمع لدولة تدلي مواقف حيادية خجولة ضعيفة و لا تشارك وتقف في المحافل الدولية,لماذا لا نعتز بحدودنا التي قاتلنا من أجلها الجار و العدو..حدودنا لم يرسمها سايكس بيكو بل رسمتها دمائنا الطاهرة وكسرتها أجساد المجاهدين على خطي شال و موريس..ومذاهبنا لم تنشأ بالغدر و الدم و التحالف مع مخابرات بريطانية ولا تغذيها مشاعر كراهية....وحدها القومية و الاعتزاز بجزائريتنا وحدها تلك المشاعر قد تثمر لنا جيل منتج في العقود المقبلة,وحدها هذه المشاعر قد تجعل منا أمة قوية قادرة على المواجهة والتحدي و الصمود...وان واصلنا الاحتقار و الاستهزاء بالتاريخ و الوطن لن يكون لجيلنا غير الاستعباد من الطرف الأقوى..هذا هو الواقع المجرد البسيط حاول أن تتعايش معه.فالعالم لا يتغير وفقا لأهوائنا ولا ينظر لنا بعين الشفقة بل نحن من يتغير للأحسن...ومن قال بأننا لا نملك ما نستقوي به جوابي بسيط واقع من التاريخ قد أرسل طوماس جيفرسون (ثالث رؤساء و.م.أ) أرسل كل ما يملك (بضع ألالاف من الجنود و عشرات السفن) لاسترجاع ولايات أمريكية و سفن أمريكية من أمم قوية على غرار بريطانيا و فرنسا و نجح برغم الخسائر..حتما كان الأباء الروحيين لدولتنا و ثورتنا التحريرية يحلمون حلما بسيطا في نظرنا هو الاستقلال..لكننا لم نثابر على تكملة الحلم و على فهم فهما صحيحا وراء كلمة الاستقلال الكامل يوجد معنى للريادة و القيادة لا التبعية و الخنوع..وان أرغموا و أجبروا على ايفيان نحن لا يوجد ما يرغمنا عليها و على احترام بنودها المجحفة..