يَغيب الإعلام العربي بشقّيه الرسمي والخاص، عن تغطية ما يتعرّض له المسلمون على يد سلطات بورما، وإزهاق أرواح الأبرياء منهم، وتعرّضهم لظروفٍ غير إنسانية، وانتشار موجة التشريد، والقتل، وإزهاق النفس، وذلك كونهم الأقليّة المُسلمة المعروفة باسم “الروهينغا” الأكثر اضطهاداً في العالم، والتي لا تعترف السلطات البورمية بهم كمُواطنين بورميين.
لا نعلم، لماذا تتّجه أنظار الحكومات العربية، و”الإسلامية”، تُجاه مُعاقبة، ومُحاصرة دولٍ عربيةٍ إسلامية بعينها، لا بل تتّهمها بدعم الإرهاب، وهناك من “يُرهب” أتباع الدين الإسلامي، أليس من الأولى أن تُسارع تلك الدول “الإسلامية”، إلى فرض عُقوبات، وحِصار سلطات بورما، والتي تُهين المُسلمين، ودعم جيش “آركان” والذي تأسس العام الماضي على خلفية الانتهاكات التي تتعرّّض لها أقليّة “الروهينغا” المُسلمة، وللدفاع عنهم، أم أن تلك الدول لا تبرع إلا باستعراض عَضلاتها على العرب والمُسلمين حَصراً!
كان لافتاً، موقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية، في ذلك الشأن، حيث عبّر المُتحدّث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، عن قَلق بلاده الشديد، ممّا يتعرّض له المسلمون على يَد سُلطات بورما التي تنفي تلك الاتهامات بدورها، ودعاها للكَف عن الاستمرار بانتهاك حُقوقهم، ومَنع مأسسة هذه الظروف اللاإنسانية والعنيفة.
صحيح أن مَوقف الجمهورية الإسلامية، لا يُعد كافياً، أو بالأحرى لا يمنع تلك الانتهاكات ضد المسلمين، كونه يتضمّن دعوة، لا تهديداً صريحاً للكَف عن انتهاكاتها، ولكن يأتي أضعف الإيمان، أمام صمت مُطبق، تُمارسه دول إسلامية أُخرى، تُنصّب نفسها قائدةً للعالم الإسلامي، وراعيةً لمَصالحه، لا بل تُحارب حتى تُحافظ على تلك المكانة!
كاتب فلسطيني