ﻗﺼﻪ ﺍﻟﻤﻠﻴﻮﻧﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻭﺩﻉ ﻓﻲ ﺳﺠﻦ ﻋﻠﻰ ﺟﺰﻳﺮﺓ ﻧﺎﺋﻴﺔ
ﻹﻋﺪﺍﻣﺔ ﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ﻗﺘﻞ ﻗﺎﻡ ﺑﻬﺎ . . ﻓﻘﺪ ﻗﺮﺭ ﺍﻟﻤﻠﻴﻮﻧﻴﺮ ﺭﺷﻮﺓ
ﺣﺎﺭﺱ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻟﻴﺘﻢ ﺗﻬﺮﻳﺒﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﻩ ﺑﺄﻱ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻭﺃﻱ
ﺛﻤﻦ . . ﺃﺧﺒﺮﻩ ﺍﻟﺤﺎﺭﺱ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺮﺍﺳﺔ ﻣﺸﺪﺩﺓ ﺟﺪﺍً ﻭﺃﻧﻪ ﻻ
ﻳﻐﺎﺩﺭ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﺃﺣﺪ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻤﻮﺕ . . ﻭﻟﻜﻦ ﺇﻏﺮﺍﺀ
ﺍﻟﻤﻼﻳﻴﻦ ﺍﻟﻤﻮﻋﻮﺩﺓ ﺟﻌﻞ ﺣﺎﺭﺱ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻳﺒﺘﺪﻉ ﻃﺮﻳﻘﺔ
ﻏﺮﻳﺒﺔ ﻟﻜﻦ ﻻﺑﺄﺱ ﺑﻬﺎ ﻟﻠﻬﺮﺏ . . ﺍﻟﺤﺎﺭﺱ ﻟﻠﻤﻠﻴﻮﻧﻴﺮ : ﺇﺳﻤﻊ
ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﺟﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﺑﻼ ﺣﺮﺍﺳﺔ
ﻫﻲ ﺗﻮﺍﺑﻴﺖ ﺍﻟﻤﻮﺗﻰ ﻭﺗﻨﻘﻞ ﻣﻊ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺤﺮﺍﺱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻴﺎﺑﺴﺔ
ﻟﻴﺘﻢ ﺩﻓﻨﻬﺎ ﺑﺎﻟﻤﻘﺎﺑﺮ ﺗﻨﻘﻞ ﻳﻮﻣﻴﺎً ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮﺓ ﺻﺒﺎﺣﺎً ﻓﻲ
ﺣﺎﻟﺔ ﻭﺟﻮﺩ ﻣﻮﺗﻰ . . ﺍﻟﺤﻞ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﻫﻮ ﺃﻥ ﺗﻠﻘﻲ ﺑﻨﻔﺴﻚ ﻓﻲ
ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺘﻮﺍﺑﻴﺖ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﻴﺖ ﻭﺣﻴﻦ ﺗﺼﻞ ﺍﻟﻴﺎﺑﺴﺔ ﻭﻳﺘﻢ ﺩﻓﻦ
ﺍﻟﺘﺎﺑﻮﺕ ﺳﺂﺧﺬ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺇﺟﺎﺯﺓ ﻃﺎﺭﺋﺔ ﻭﺁﺗﻲ ﺑﻌﺪ ﻧﺼﻒ
ﺳﺎﻋﺔ ﻹﺧﺮﺍﺟﻚ . . ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺗﻌﻄﻴﻨﻲ ﻣﺎ ﺍﺗﻔﻘﻨﺎ ﻋﻠﻴﺔ ﻭﺃﺭﺟﻊ ﺃﻧﺎ
ﻟﻠﺴﺠﻦ ﻭﺗﺨﺘﻔﻲ ﺃﻧﺖ ﻣﺎ ﺭﺃﻳﻚ . . ﻭﺍﻓﻖ ﺍﻟﻤﻠﻴﻮﻧﻴﺮ ﻻﻧﻬﺎ ﺗﻈﻞ
ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺍﻹﻋﺪﺍﻡ ﺑﺎﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺋﻲ ﻭﺍﺗﻔﻘﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ
ﻳﺘﺴﻠﻞ ﻟﺪﺍﺭ ﺍﻟﺘﻮﺍﺑﻴﺖ ﻭﻳﺮﻣﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺄﻭﻝ ﺗﺎﺑﻮﺕ ﻣﻦ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻴﺴﺎﺭ ﻏﺪﺍ ﻫﺬﺍ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﺤﻈﻮﻇﺎ ﻭﺣﺪﺛﺖ ﺣﺎﻟﺔ ﻭﻓﺎﺓ . .
ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ ﺗﻮﺟﻪ ﺻﺎﺣﺒﻨﺎ ﻟﺪﺍﺭ ﺍﻟﺘﻮﺍﺑﻴﺖ ﻭ ﻭﺟﺪ
ﺗﺎﺑﻮﺗﻴﻦ ﻣﻦ ﺣﺴﻦ ﺣﻈﺔ ﺃﺻﺎﺑﺔ ﺍﻟﻬﻠﻊ ﻣﻦ ﻓﻜﺮﺓ ﺍﻟﺮﻗﻮﺩ ﻓﻮﻕ
ﻣﻴﺖ ﻭﻟﻜﻦ ﻫﻲ ﻏﺮﻳﺰﺓ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ . . ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﺘﺎﺑﻮﺕ ﻭﺭﻣﻰ
ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻐﻤﻀﺎ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﺣﺘﻰ ﻻﻳﺼﺎﺏ ﺑﺎﻟﺮﻋﺐ ﺃﻏﻠﻖ ﺍﻟﺘﺎﺑﻮﺕ
ﺑﺈﺣﻜﺎﻡ ﻭﺍﻧﺘﻈﺮ ﺣﺘﻰ ﺳﻤﻊ ﺻﻮﺕ ﺍﻟﺤﺮﺍﺱ ﻳﻬﻤﻮﻥ ﺑﻨﻘﻞ
ﺍﻟﺘﻮﺍﺑﻴﺖ ﺣﺘﻰ ﻭﺻﻠﻮﺍ ﺍﻟﻴﺎﺑﺴﺔ . . ﺛﻢ ﺷﻌﺮ ﺑﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﺘﺎﺑﻮﺕ
ﻭﺗﻌﻠﻴﻖ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺤﺮﺍﺱ ﻋﻦ ﺛﻘﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻴﺖ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ! ﺷﻌﺮ
ﺑﺘﻮﺗﺮ ﻭﺍﻟﺨﻮﻑ . . ﻭﻫﺎﻫﻮ ﺍﻵﻥ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﻨﺰﻭﻝ ﺍﻟﺘﺎﺑﻮﺕ ﻭﺻﻮﺕ
ﺍﻟﺮﻣﺎﻝ ﺗﺘﺒﻌﺜﺮ ﻋﻠﻰ ﻏﻄﺎﺋﺔ ﻭﺛﺮﺛﺮﺓ ﺍﻟﺤﺮﺍﺱ ﺑﺪﺃﺕ ﺗﺨﻔﺖ
ﺷﻴﺌﺎ ﻓﺸﻴﺌﺎً ﻫﻮ ﺍﻵﻥ ﻭﺣﻴﺪ ﻣﺪﻓﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻖ ٣ ﺃﻣﺘﺎﺭ ﻣﻊ
ﺟﺜﺔ ﺭﺟﻞ ﻏﺮﻳﺐ ﻭﻇﻼﻡ ﺣﺎﻟﻚ ﻭﺗﻨﻔﺲ ﻳﺼﺒﺢ ﺻﻌﺒﺎً ﺃﻛﺜﺮ
ﻣﻊ ﻛﻞ ﺩﻗﻴﻘﺔ ﺗﻤﺮ . . ﻻﺑﺄﺱ ﻫﻮ ﻻﻳﺜﻖ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﺤﺎﺭﺱ ﻭﻟﻜﻦ
ﻳﺜﻖ ﺑﺤﺒﺔ ﻟﻠﻤﻼﻳﻴﻦ ﺍﻟﻤﻮﻋﻮﺩﺓ ﻫﺬﺍ ﻣﺆﻛﺪ . . ﻭﺑﻌﺪ ٢٠ﺩﻗﻴﻘﺔ
ﺗﻘﺮﻳﺒﺎً ﺑﺪﺃ ﺍﻟﺘﻨﻔﺲ ﻳﺘﺴﺎﺭﻉ ﻭﻳﻀﻴﻖ ﺑﻌﺪ ﻟﺤﻈﺎﺕ ﺑﺪﺃ ﻳﺴﻌﻞ
ﻭﻣﺮﺕ ١٠ﺩﻗﺎﺋﻖ ﺍﻷﻭﻛﺴﺠﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻭﺷﻚ ﺍﻹﻧﺘﻬﺎﺀ ﻭﺫﻟﻚ
ﺍﻟﻐﺒﻲ ﻟﻢ ﻳﺄﺕ ﺑﻌﺪ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻬﺴﺘﻴﺮﻳﺎ ﺗﺠﺘﺎﺣﺔ ﺗﺮﻯ ﻫﻞ ﺗﺤﺮﻛﺖ
ﺍﻟﺠﺜﺔ ﺻﻮﺭ ﻟﻪ ﺧﻴﺎﻟﻪ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻴﺖ ﻳﺒﺘﺴﻢ ﺑﺴﺨﺮﻳﺔ . . ﺗﺬﻛﺮ ﺃﻧﻪ
ﻳﻤﺘﻠﻚ ﻭﻻﻋﺔ ﻓﻲ ﺟﻴﺒﺔ ﺃﺧﺮﺝ ﺍﻟﻮﻻﻋﺔ ﻟﻴﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ ﺳﺎﻋﺔ
ﻳﺪﺓ ﻻﺑﺪ ﺃﻧﻪ ﻻﺯﺍﻝ ﻫﻨﺎﻙ ﻭﻗﺖ . ﻗﺪﺡ ﺍﻟﻮﻻﻋﺔ ﻭﻗﺮﺏ ﻣﻦ
ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﻟﻘﺪ ﻣﺮﺕ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ٤٥ ﺩﻗﻴﻘﺔ . . ﻭﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻄﻔﻰﺀ
ﺍﻟﻮﻻﻋﺔ ﺧﻄﺮ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﺮﻯ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻤﻴﺖ ﺇﻟﺘﻔﺖ ﺑﺮﻋﺐ ﻭﻗﺮﺏ
ﺍﻟﻘﺪﺍﺣﺔ ﻟﻴﺮﻯ ﺁﺧﺮ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﻮﻗﻌﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺤﺎﺭﺱ
ﺫﺍﺗﻪ . . ﻭﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻧﻪُ ﻫﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺑﻮﺕ . . ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ . .
ﻻ ﺗﻌﻠﻖ ﻗﻠﺒﻚ ﺑﻐﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻬﻮ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ . . .