هموم تراكمت عليا طوال سنين

[مشكلتي]

السلام عليكم

اليوم حاب نحكي حكاية ما حكيتها لحتى واحد .. حاب نفرغ قلبي من هموم تراكمت عليا طوال سنين (طوال حياتي) ..

هاذ الهموم للأسف كانت جاية من طرف الناس اللي نورمالمو تحميني ..- من العائلة- .. أو على الأحرى كبار العائلة .. اللذين

أذاقوني الويل في صغري قبل كبري ..

مازلت للأن نتفكر وش كان يصرى فيا ونحير إذا كنت مع الناس اللي نورمالمو تحميني وتنعتلي طريق الصواب .. ولا كنت مع

أعدائي ..

العائلة تتكون من الأب والأم .. والأخ الأكبر بيننا .. وأربع أخوات وأنا قبل الأخير في الترتيب

الأم والأب أميان .. والأب مريض عقليا لكن بدرجة خفيفة فقط

المهم أنا كنت كسائر الأولاد في سنة 6 و 7 .. سنوات ألعب عادي .. ندير لامبيانص كيما يقولو فالعائلة ..

المشكل أن التركيز كان كله منصب علي .. دائما أنا في كل شيء .. وهاذا ما كرهته كثيرا .. لأنني دائما كنت في فم المدفع ..

أي شيء يكون إلا وأنا الاول ..و أكثر تركيز كرهته هو تركيز الأب علي .. إذ أنني كنت دائما ما أحس أنه كان يحرسني (يعس فيا ) .. وأي

شيء أفعله كان لا يتركني أفعله كان يقبل علي إما بالنهر أو التشديد ..

قد تسميه إفراطا في الحب .. والحقيقة أنني كنت دائما ما أوجهه نحو اخواتي لكي أتجنب ذلك ولو قليلا .. لكن ذلك لم يفلح أبدا ..

فماكان يهتم إلا بي .. وهذا أظنه راجعا إلا أنني الذكر الوحيد تقريبا ..

الحقيقة أنني كنت أكره هذا .. وبالوقت أصبحت أكرهه هو على هته الأفعال .. إذا أحس أنني مخنوق منه .. كان دائما ما يداعب أذني لدرجة الإحمرار و خدشهما وسيلان دماء و عندما كنت أنتفض ضد ذلك كنت أضرب ..

لم تنفع شكواي لأمي .. اللتي هي ضعيفة لأبعد الحدود فأي إعتراض منها يعرضها للضرب .. لم أجد من أشكو إليه إلا جدتي (ربي يرحمها ) اللتي كانت لا تبارح الفراش لم يكن الأب يفعل هذا فقط .. فقد كان يبزق في يديه ويمسكني وذلك أقرف شيء .. كما أنه كان يأخذني إلى العرافات والشوافات (باش يديرولي الحروز) .. المهم ..تصرفات لا أعرف إن كانت نابعة من الحب أو الكره ..

كل هذا لم يكفي .. ومن أين لا أعرف أصبح أخي الأكبر متسلطا بشكل لا يصدق .. يفعل ما يشاء ..ومتى شاء ولا أحد يوقفه ..

أخي الأكبر هذا إنسان أناني لأبعد الحدود .. متسلط و يحسب نفسه أفضل منا وأننا خلقنا لخدمته .. إنتهازي .. وبالطبع إذا فعلت فيه الخير يفعل فيك الشر دون تردد ..

في عمر صغير ..12..13...

كان دوما ما يضربني ..يشتمني .. يعرضني لأنواع العذاب .. والله كأنني دمية او كيس ملاكمة في أيديهم .. وذلك دون أي سبب .. يعني يدخل للمنزل .. متعصب كالعادة.. يهددني .. يركلني .. سواء كنت نائما أو مستيقظا... يرميني بالماء إذا كنت نائما.. يحرمني من الخروج للعب دون اي سبب يذكر ..مع العلم أن فارق العمر بيننا كان 14 عام ..

لم يكن يهمني الضرب كما كان يهمني الشتم .. والتشبيه بالحيوان و لأتفه الأسباب ..

حتى في أحيان أخرى أنني كنت أسب فقط لأنني أسأل أسئلة الأولاد الصغار

تعودت على الضرب لدرجة انني لم أعد أبكي ..أما السب فكان يأثر في كثيرا..

وحش ادمي بمعنى الكلمة .. لو كان له أن يقتلني لقتلني دون أي تراجع أو ندم ..(أنا أعرفه جيدا)

وفي الكفة الأخرى كانت أمي لا تفعل شيئا إلا لعب دور المتفرج ..وكانت في مرحلة من المراحل تدفعني إليه ليضربني على أنني رجل وأستطيع تحمل الضرب كي لا ينقلب إليهم ..

وبالطبع الأب لم يفعل شيئا يذكر .. بل بالعكس عندما كنت أشكو إليه كان مزال يفعل ماكان يفعله من قبل ..

ولم يكترث إلا ببعض الكلام و النهي الغير المجدي الممزوج بالضحك علي ..

لدرجة أنني كدت أجن وأنا صغير .. أصبحت أجلس وحيدا وأبكي... أهرب كل مرة منهما .. حتى لا أتعرض لما لا يحمد عقباه .. كنت لا أدخل إلا ليلا و أغادر صباحا ..

لم أجد من أشكو له مع صغري ... سوى إبن خالتي اللذي كان صديقا لأخي .. لكنه للأسف لم يكن قادرا على فعل أي شيء ..

ذهبت مرة مع أحدى أخواتي إلى الشرطة ولم يفعلوا أي شيء أيضا ..

بقيت في في ذلك العذاب لسنين طويلة لغاية ما كبرت وأصبحوا لا يقدرون علي ..

لقد محو شخصيتي في المنزل محو إبتسامتي .. أصبحت لا أتكلم معهم .. ولا أبتسم إطلاقا لهم ..الحقيقة أنني لم أبتسم لسنين في المنزل .. قد تقولون أن ذلك قاس و أنك يجب أن تحترمهم مهما فعلوا بك .. لكن يا إخوتي ما يحس بالجمرة غير اللي كواتو ..

ليس سهلا أبدا أن تكبر في وسط الإحتقار .. وليس سهلا أبدا أن لا يدافع عنك أبواك ضد من ؟ ضد أخوك ..

أصحبت الأن لا أحتمل حتى سماع أصواتهم .. ودائما ما أتجنب الحديث معهم .. رغم أننا في منزل واحد ..

أصبحت دائما أفكر لماذا صارلي كل هذا

الشيء الوحيد الذي أعاد إلي بعضا من الإبتسامة هو أبناء أخي هذا ..

الحقيقة أنني لا أجلس في المنزل إلا معهم .. (نعمة الأولاد الصغار) ...

رغم أنني أخاف من أن يصير معهم ما صار معي من قبل ..

القصة أطول من هذا بأشواط و هي كما تقدمت من قبل هي قصة حياتي .. ولم أذكر منها إلا القليل ..

فأرجوا أن تسامحوني على الإطالة والسلام