شعاع أمل - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الثّقافة والأدب > ممّا راقـــنـي

ممّا راقـــنـي هذا المنتدى خاصٌ بمنقولات الأعضاء مما يـنـتـقـونه من عذب الكلام.

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

شعاع أمل

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2017-07-02, 20:58   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
زهرة المسيلة
جَامِـعَـةُ الزُّهُـورْ
 
الصورة الرمزية زهرة المسيلة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي شعاع أمل

بنبرتها المترددة الخائفة كعادتها عندما تقف أمامه، قالت له: أأنت ذاهب؟ ألن تشرب قهوتك؟

رد عليها وهو يلبس معطفه ودون النظر إليها: لا لن أشرب.

بقيت واقفة تنظر وتنتظر لعله يطلب شيئا وهي تلعب بطرف فستانها.

ما إن أكمل لبس حذاءه حتى فتح الباب وخرج ولم ينطق بكلمة...أغلق الباب بقوة وذهب وتركها واقفة .

مـــــا إن رحل...
حتى تغيّرت نبرة صوتها من الخافتة الخائفة إلى العالية المتسلطة ونادت بصوت عالِ: ماجدة تعالي إلى هنا بسرعة.

جاءت ماجدة مسرعة وهي تقول: نعم ماذا تريدين؟

فردت عليها غاضبة: قولي لي ماذا تريدين يا سيدتي، أفهمتي؟

طلبت منها أن تحضر لها الحمام وذهبت إلى غرفتها، واستلقت على فراشها وبقيت تقلب في صفحات إحدى مجلات الأزياء....لكنها سرعان ما ملت منها ورمتها جانبا.. وأمسكت بهاتفها النقّال وطلبت رقما وبدأت حديثا طويلا مع إحدى صديقاتها تدخله ضحكات عالية من حين لآخر ..

أكملت حديثها الطويل مع صديقتها بعد ما لا يقل عن ساعة، واتجهت نحو الحمام لتجده باردا، فصرخت بأعلى صوتها على ماجدة وطلبت منها إعادة تحضيره حالا.

حضرته ماجدة وخرجت وتركتها في حمامها...

دخلت المطبخ وجلست على الكرسي واستغفرت ربها، فقال لها عمي دحمان الذي كان يجلس بالكرسي المقابل والذي يعمل في حديقة الفيلا كجنايني... : إيه يا ابنتي إصبري فدوام الحال من المحال.

فقالت ماجدة والدمعة تكاد تسقط من عينها: لكنها تمادت كثيرا يا عمي دحمان...لم أعد أطيق، ربما أستقيل من هذا العمل الشاق.

فأجابها : تستقلين؟ وهل ستتركين لها كل شيء وترحلي؟ سيكون هذا خطأ فادح منك...عليك بالتريث وستتغير الأحوال أؤكد لك ذلك.

وضعت ماجدة يدها على خدها وبقيت تفكر في كلام عمي دحمان وتقلبه في رأسها.
رنّ الهاتف الثابت، أسرعت ماجدة لترد عليه وإذا به السيد عبد الجليل، طلب منها أن تحضر وليمة عشاء لأربعة أشخاص لهذه الليلة، وسألها إن كان ينقص شيء فأخبرته بأن كل ما تحتاجه موجود...شكرها وأغلق سماعة الهاتف.

أسرعت ماجدة إلى المطبخ وأخذت ورقة وقلم وبدأت بتدوين أنواع الأطباق التي عليها تحضيرها لأمسية اليوم.

ما إن أكملت الكتابة حتى انطلقت مباشرة في إخراج المواد اللازمة من الثلاجة... فوليمة العشاء لم يبقى عليها سوى ثلاث ساعات وعليها أن تجهّز كل شيء في وقته حتى لا يجد السيد عبد الجليل أي نقص.

بدأت روائح شهية تنبعث من المطبخ، فجذبت عمي دحمان الذي أطل برأسه من باب المطبخ الذي يطل على الحديقة وقال لماجدة: مممممممم روائح شهية، يبدو أنها عزيمة أخرى من عزائم السيد عبد الجليل؟

فنظرت إليه ماجدة وهي منهمكة في تحضير الطبق الثاني وهزت رأسها بالإيجاب، واكملت عملها.

ها هي ساعة الصالون العتيقة تعلن بدقتها المتتالية الثامنة مساءا...وها هو السيد عبد الجليل يدخل ومعه ثلاثة رجال.

جلس الجميع في الصالون ...

كانت ماجدة تضع لمساتها الأخيرة على طاولة العشاء، رمت بعينيها على الضيوف، فكان أول من لفت إنتباهها ذلك الرجل المسن الذي تبدو عليه الهبة والفخامة، كان يرتدي سترة سوداء وله شاربين رماديين يبدو من مظهره أنه شخصية مرموقة...ويبدو أن السيد عبد الجليل والرجلين الأخرين كانوا مهتمين جدا به.

أما الرجل الثاني فقد كان شابا وسيما أشقر الشعر، يحمل نظرتان خفيفتان، يلمسهما من حين لآخر. وكان كثير الضحك.

أما الرجل الثالث فقد كان أكثرهم هدوءا وسكوتا، لكنه يحمل نظرة ثاقبة ويراقب كل ما حوله، حتى أنه نظر إلى ماجدة فارتبكت واكملت عملها على الطاولة وذهبت مسرعة إلى المطبخ.

جلس الجميع على طاولة الطعام المملؤوة بأشهى وأطيب المأكولات، وهم يتبادلون أطراف الحديث تتوسطها ضحكات من حين لآخر كانت أكثرها من ذلك الشاب الأشقر .

كانت ماجدة في مطبخها كالعادة ترتبه، حتى تفاجأت بمن يجذبها من يدها ، وإذ بها زوجة عبد الجليل، سهام وهي تقول لها: من أولئك الجالسون مع عبد الجليل ومتى حضروا؟ ومتى حضرتي أنت كل ذلك الأكل؟؟ ولماذا لم تخبريني؟ ألم أقل لك بأنه عليّ معرفة كل شيئ في هذا البيت؟

ثم دفعتها بقوة وبقيت تنتظر الإجابة.

نظرت ماجدة إليها مستغربة ثم بلعت ريقها وقالت: لقد إتصل السيد عبد الجليل وطلب مني تحضير العشاء لأربعة أشخاص، وهذا ما فعلته.


فقال سهام: ولماذا لم تعلميني؟ هل أنا كرسي في هذا البيت؟ أنا هي السيدة هنا فلا تنسي ذلك أبدا.

نظرت ماجدة إليها وابتسمت بإستهزاء وقالت : طبعا ومن قال غير ذلك.

فجأة دخل السيد عبد الجليل المطبخ وطلب من ماجدة إعطاءه قارورة ماء باردة، فاقتربت منه سهام بكل رقة وهدوء، وقالت له: مرحبا عزيزي كيف حالك؟

قال لها وهو يأخذ قارورة الماء من يد ماجدة: بخير بخير الحمد لله.

وخرج..

ونظرت هي نظرة خبث كلها شر إلى ماجدة وقالت لها: أحضري لي العشاء إلى غرفتي حالا...

وخرجت .

جهزت ماجدة سينية بها بعض من كل ما حضرته للضيوف وصعدت به إلى الطابق الأول، دقت الباب ودخلت غرفة سهام ووضعت لها السينية على طاولة صغيرة كانت بجانب السرير وهمّت بالإنصراف، لولا تلفظ سهام بكلام قاسي كعادتها وهي تقول: أحسنتِ، هكذا كوني خادمة مطيعة وإلا.....؟؟

إحمّر وجه ماجدة وكاد ينفجر غضبا، ثم قالت لها: وإلا ماذا يا سيدة سهام؟

فأطلقت هذه الأخيرة إبتسامة خبيثة وهي تمسك بسكين كان على السينية وقالت: أنت تعرفين أنني قادرة على فعل الكثير فلا تستهيني بي أبدا.

خرجت ماجدة من الغرفة وأغلقت الباب وراءها ثم أمسكت برأسها بين يديها وضغطت عليه بقوة وقالت: يا ألله.

نزلت من الدرج وأطلت على الضيوف فرأتهم قد نهضوا من على طاولة الطعام وجلسوا في قاعة الجلوس، لكن السيد عبد الجليل لم يكن معهم.

دخلت المطبخ وإذ بها تجده يحضر القهوة، فأسرعت إليه وقالت له: آسفة يا سيدي لقد أخذت الأكل إلى السيدة سهام، دعني أكمل عنك تحضير القهوة؟

فقال لها وهو مبتسم: لا لا دعيني أحضرها ، فقد مر زمن طويل على آخر مرة حضرتها فيها.... إيه رحمك الله يا أمي.

وذهب بخاطره بعيدا..

إمتلئت عيناي ماجدة بالدموع، وقالت: نعم رحم الله خالتي حنيفة.

أراد السيد عبد الجليل تغيير الحديث، فسألها عن عمي دحمان الذي لم يراه منذ الصباح.. فقالت : لقد كان هنا، سأناديه حتى يتعشى معي...



يتبع









 


رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 22:13

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc