الملف القطري..أثقل طاولات المفاوضات

[Su2013]

أعلنت اليوم جهات غير رسمية و أخرى إعلامية اليوم قائمة للشروط التي وضعتها البلدان المقاطعة لقطر,وعلى رأس هذه الشروط مجمع الجزيرة الإعلامي (قناة الجزيرة الإخبارية, و قناة الجزيرة الدولية إضافة إلى المواقع الإخبارية التابعة لها).كما تضمنت الشروط قطع العلاقات الدبلوماسية مع الجارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية,إلى جانب مطالب بتسليم مطلوبين أمنيين إلى كل من البحرين و السعودية و مصر,وردت قطر من جانبها بشكل غير رسمي أن المطالب تعد مستحيلة إن لم نقل تعجيزية.....

بين الدوحة و واشنطن

إن إدارة الجمهوري المتطرف دونالد ترامب بكل تأكيد لا تقل شجع و طمع مقارنة مع سابق الإدارات الجمهورية,وبل تسلك نفس الطريق التي سلكها أسلافها من الجمهوريين من جورج بوش الابن,وبوش الأب..اذ يشتد التقارب بين كل الإدارات الجمهورية و قسم من عرب الخليج,في تحالف تحكمه الضروريات الإستراتيجية كمواجهة الإرهاب أو كسر محاولات تمديد و تصدير ''الخمينية"...وقد سارع دونالد ترامب مع بداية الأزمة إلى ذم قطر و التكتل لجانب الدول المقاطعة,ليتغير ويلين موقفه مع مرور الأيام إذ لاقى معارضة شديدة من داخل السلطة التنفذية في حد ذاتها,إلى جانب ضغط رهيب من قبل مجتمع التصنيع العسكري إلى جانب جزء كبير من أعضاء مجلس الشيوخ,هذا الانقسام الحاد أصله أن بعض من صانعي القرار الأمريكيين يرفضون التخلي بأي شكل من الأشكال عن أي شبر من قاعدة 'العديد' و كبار المستثمرين الذين يرفضون الخسارة أو المساومة على أي صفقة في قطر لغاية إرضاء دول المقاطعة..خاصة و أن الكثير منهم قد ضخ مبالغ خيالية في الإمارة.

الكويت...ساعي خير

إن دولة الكويت أكثر دول الخليج استقرارا من حيث الواقع السياسي,صاحبة الدستور العريق و النمط الفريد من نوعه في الحكم و التسيير,إن هذه الدولة تحضى بموافقة مبدئية من قبل جميع الأطراف,موافقة وان كانت ذات صيت إعلامي إلا أنها مجرد إجراء بروتوكولي لا أكثر و لا أقل..من باب المجاملة و حسن معاملة الجوار,و لم تتردد الدوحة في قبول أول موفود صلح..لكنها تعامل هذا الموفود كساعي لا أكثر و لا أقل لا يؤخذ برأيه و لا يعاتب على أفعاله,من الجانب الأخر تتعامل الدول المقاطعة مع دولة الكويت كأنها ساعي بريد لا وبل تسعى للضغط على وفود المفاوضين الكويتيين منذ البداية بطرق ملتوية,كل هذا يشير إلى أمر واحد لا غيره...الكويت لا تحضى بموافقة فعلية من قبل أطراف النزاع و لا يزيد دورها عن دور ساعي.

وساطة عمانية... مسلك إجباري

جنوبا الى سلطنة عمان,التي لها تاريخ طويل جدا من الصمت و الحياد حيال الكثير من القضايا التي تمس الإقليم الخليجي و العربي ككل,سلطنة عمان و سلطانها العجوز قابوس قد تمكن على طول السنين من ممارسة سياسة المشي على وتر الحياد,مع الخروج بأكبر منفعة و أقل ضرر ممكن,إذ قامت هذه السلطنة بدور الوسيط في أكثر من مرة بين دولة الإمارات وجمهورية إيران الإسلامية,وان لم تكن الوسيط المفضل للقائمين على سياسة المملكة العربية السعودية إلا أنها البلد الوحيد من الخليج القادر بحكم الامتياز الدبلوماسي (الجمع بين طهران و واشنطن),هذا إن كانت الشقيقة الكبرى تريد وسيطا خليجيا حصرا كما جاء على لسان وزير الخارجية عادل الجبير.وإلا لن يتبقى إلا خيار وساطة مغاربية.

بوتين,فرصة ذهبية

روسيا اختارت إبقاء مسافة الأمان بينها و بين أزمة الخليج,حياد أو ابتعاد عنوانه كسب الوقت لصالح الحلفاء في دمشق,إذ قد يترتب عن الأزمة الخليجية أثر مباشر على الأزمة السورية,حيث من المنتظر أن تتغير المواقف لمرة..أو أكثر,وتخفيف قطر من الدعم للمعارضة السورية يصب في مصلحة موسكو,و ركز بوتين على سد بعض الثغرات بفتح مجال التنسيق مع أردوغان,وتدعيم مواقع الجيش السوري النظامي بينما ينشغل الخليج بأزمته الدبلوماسية التي ستولد أزمة اقتصادية بالطبيعة,والتي ينوي كذلك بوتين استغلالها لتعزيز مكاسب إمبراطورية الغاز الروسية "غازبروم" ولما لا الدخول في شراكة طويلة الأمد مع ''راس غاز'' القطرية..بهذا يسجل الكرملين هدفا ذهبيا في مرمى واشنطن.