الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وبعد .
بين الفينةِ والأخرى يخرج لنا بعض أهل البدع من الرافضة وأذنابهم بأمور يُثيرون بها الفتنة، ويخالفون بها الحقائق، ويغالطون الوقائع، ومن تلك الترهات الطعن في بني أميَّة ملوك الإسلام العظام وسبِّهم
كانت دولة إسلاميةً أصيلةً، وإن حدث فيها بعض التجاوزات، التي لا تعيبها حقيقةً كدولة، وإنما تؤخذ على بعض الخلفاء الذين حصل منهم هذه التجاوزات.
وإذا أخذنا بعين الاعتبار أن هؤلاء المتجاوزين بشرٌ يَقَعُ منهم الخطأ، كما يقع من غيرهم، لارتفع هذا اللَّوْمُ العنيفُ، الذي يُوَجَّهُ إليهم.
يقول الإمام ابن القيِّم (ت: 751ه) في «المنار المنيف» (117): (وكلُّ حديث في ذمِّ بني أُميَّةَ فهو كذِبٌ، وكلُّ حديث في مَدْحِ المنصور والسفَّاح فهو كذِبٌ).
يقول الحافظ "ابن كثير" – عليه الرحمة – : ( كانت سوق الجهاد قائمة في بني أمية ، ليس لهم شغل الا ذلك ، وقد اذلوا الكفر وأهله ، وامتلأت قلوب المشركين من المسلمين رعباً ، لا يتوجه المسلمون الى قطرٌ من الأقطار الا اخذوه ) أ هــ .
ولا يُعلم لعائلة حكمت كان لها فضل على بني الإنسان مثل عائلة بني أمية ! فلبني أمية أيادٍ بيضاء على أمة الإسلام منذ فجر الدعوة وحتى يوم القيامة ، فعثمان بن عفان الأموي هو الذي جمع القرآن ، وام المؤمنين الأموية " ام حبيبة بنت ابي سفيان " – رضى الله عنها - يكفيها ما نقلت لنا من سنن المصطفى صلى الله عليه وسلم ، ومعاوية بن ابي سفيان الأموي هو الذي كتب الوحي من صدر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعبد الله بن سعيد بن العاص بن أمية كان احد شهداء بدر الثلاثة عشر ، ويزيد بن ابي سفيان الأموي هو فاتح لبنان وقائد جيوش الشام ، ويزيد بن معاوية الأموي هو قائد اول جيش يغزو القسطنطينية ( مدينة قيصر ) ،وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( اول جيش يغزو القسطنطينية مغفور له ) ، وبني أمية فيهم خالد بن يزيد الأموي مكتشف علم الكيمياء ، وبني أمية فيهم فاتح الشمال الإفريقي عقبة بن نافع الأموي - رحمه الله - ، وبني أمية فيهم عمر بن عبد العزيز الأموي ، وقبة الصخرة بناها عبد الملك بن مروان الأموي ، والأندلس فتحها الأمويون ، وأرمينيا ، وأذربيجان ، وجورجيا فُتحت على ايدٍ أموية ، وتركيا فتحها الأمويون ، وأفغانستان ، وباكستان ، والهند ، وأوزرباكستان ، وتركمانستان ، و كازخستان كلها دخلت في الإسلام على ظهور خيول أموية ، وحمل بنو أمية الإسلام الى اوربا ، فالأندلس فتحها الأمويون ، وجنوب فرنسا اصبحت ارضاً إسلامية فقط في زمن مجاهدي بني أمية ، وأنقذ عبد الرحمن الداخل الأموي الأندلس من الدمار وكان عبد الرحمن الناصر الأموي من اعظم ملوك الأرض ، ونشر بنو أمية رسلهم في أصقاع الأرض يدعون الناس الى دين الله ، فوصلت رسل الأمويين الى الصينيين الذين اسموهم بـ ( أصحاب الملابس البيضاء ) ، وفي عهد بني أمية إنتشر العلم وساد العدل أرجاء الخلافة ، وبدأ جمع الحديث النبوي في حكم بني أمية ، وبنو أمية هم الذين عربوا الدواوين ، وهم الذين صكوا العملة الإسلامية ، وهم أول من بنى أسطول إسلامي في التاريخ ، و وصلت الخلافة الإسلامية في عهد الوليد بن عبد الملك الأموي الى اكبر إتساع لها في تاريخ الإسلام ، فكان الآذان في عهد بني أمية يرفع في جبال الهملايا في الصين ، وفي أدغال افريقيا السوداء ، وفي أحراش الهند ، وعند حصون القسطنطينية ، وعند أبواب باريس ، وفي مرتفعات البرتغال ، وعلى شواطئ بحر الظلمات ، وعند سهول جورجبا ، وعند سواحل قبرص ، ترفف على قلاع تلك البلدان رايات بيضاء مكتوبٌ عليها ( لا اله الا الله ، محمدٌ رسول الله ) ، هي رايات بني أمية ، فجزاهم الله خيراً لما قدموه للإسلام والمسلمين .
وأظن الان اصبحت الصورة واضحة لماذا الطعن في بني أمية خاصة ،جهاد الترباني
واقول لكل من يتجراء على إرثنا وتاريخنا وأمجاد امتنا مــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـوتوا بغيظكم ولتحرقكم نار حقدكم وغلكم.
الجلد لمن يتطاول على بني امية
وسحقاً لهم الا يعلمون الاجرام الذين يقعون فيه وكما قال الشاعر:
فِعال يستحي الشيطان منها ***** ويبرأ من سفالتها الخليعُ
هل
التاريخ أنصف بني أمية أصلا وهم الفاتحون ؟؟؟ الروايات التاريخية لو محصناها لوجدنا أن بني أمية ظلموا
التاريخ ملوث بروايات بني رافض (الشيعة) ويحتاج الى تمحيص وتطهير
إنَّ الدَّولةَ الأُموية التي فتحت بلاد الهند والسند، حتى وصلت حدود الصين شرقاً ، وواصلت فتوحاتها في المغرب العربي ، بل وجاوزته إلى أوروبا ، حتى فتحت الأندلس ، ووصلت جنوب فرنسا ، هذه الدولة ، لا يُمْكِن أن تَسْلَمَ مِن ألسنة المستشرقين والمستغربين على حَدٍّ سواء ؛ لأن هذه الفتوحات المُذْهِلَة ، أَوْرَثَتِ الأعداءَ حِقْداً لم يستطيعوا إخفاءَهُ ، ولم يقدروا على تجاوزه ، بل ظلُّوا يجترُّونه قروناً طويلة
ويشهد لِفضلِهم – على الجُملة – قوله صلى الله عليه وسلم : «خيرُ القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم» رواه البخاري ومسلم .
وأن الرسولَ صلى الله عليه وسلم كان كثيرٌ مِنْ عُمَّالِهِ في البلدان من بني أميَّة ، وكذا عمالُ أبي بكر وعمال عمر وعثمان وماتوا وهم عنهُمْ راضونْ .
بل هم بنو عمومة النبي صلى الله عليه وسلم ، ويجتَمِعُون مع النبي صلى الله عليه وسلم في نسب واحد وجدٍّ واحد فكلهم من قريش وفضل قريش على غيرهم ظاهر
كثرةُ أعداء بني أُمَيَّة، من الخوارج ، ومن الحاقدين عليهم
والموالي مِن الفُرس ، الذين لم ينسوا زوال دولتهم على أيدي العرب ، فصبوا جام غضبهم على الأمويين
قال الدكتور عبد الشافي في كتابه السابق (12-13): (لَحِقَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بالرفيق الأعلى بعد أن بَلَّغ الرسالة، وأدى الأمانة، وبويع أبو بكر الصديق رضي الله عنه بالخلافة، فسار على نَهْج الرَّسول صلى الله عليه وسلم، في استعمالِ بني أُمَيَّة، والاستعانة بهم في جلائل الأعمال.
وقد استجابوا للصدِّيق، ولكنهم فضَّلُوا الجهاد في سبيل الله على الأعمال الإدارية، فاشتركوا في معارك الإسلام الكبرى، في عَهْدَي الصديق والفاروق، سواءٌ في حروبِ الرِّدةِ، أو في معارك الفتوح في الشام وفارس..).
بعد أن تَمَّ الصُّلح بين الحسن بن علي، وبين معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهم، وبايع الحسن معاوية وذلك عام (41هـ)، فكان لأهل السنة عام الجماعة، وكان لآخرين عام الفرقة: انطلقت جيوش الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها، غازية في سبيل الله، ففتحت «سوسة» و«جلولا» و«فزان» و«قصوركوار» و«خاور» و«غبرامس» و«ميلة» و«تلمسان» في بلاد المغرب الإسلامي، وغيرها