عاقبة الطمع (مايو الخيال ) - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الثّقافة والأدب > قسم الإبداع > قسم القصة ، الرّواية والمقامات الأدبية

قسم القصة ، الرّواية والمقامات الأدبية قسمٌ مُخصّصٌ لإبداعات الأعضاء في كتابة القصص والرّوايات والمقامات الأدبية.

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

عاقبة الطمع (مايو الخيال )

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2017-05-25, 15:56   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
warrior1
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية warrior1
 

 

 
إحصائية العضو










A7 عاقبة الطمع (مايو الخيال )

بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين أما بعد

مرحبا جميعا أتمنى أنكم بخير دون اطالة هاهي لكم قصتي المتواضعة

تحت عنوان



القصة :

كان يا مكان في قديم الزمان رجل في الثلاثينيات من عمره يدعى "محمد" يعيش مع زوجته في منطقة ليست بالبعيدة عن المدينة التي يحكمها الحاكم العجوز سريع الغضب الملقب بشعلة لسرعة اشتعاله غضبا من أي صغيرة و كبيرة .
كان "محمد" يمضي نهاره في بيع جرار تصنعها له زوجته و يجني منها ما يكفيه لطعام شخص واحد ليوم واحد فيأكل هو يوما و زوجته اليوم الذي يليه و يبقى أحدهما جائعا بلا طعام تلك الليلة و إلا يأكل كلاهما لكن لا يشبع الاثنان وهكذا تمضي الأيام الواحدة تلو الأخرى ...الا أن دق باب منزل "محمد" مساء يوم من الأيام بعد أن أنهى بيع الجرار و اتكأ ليرتاح قليلا فذهبت زوجته السيدة "منيرة" لتعرف من الطارق
- من الطارق ؟؟؟
-يا بنيتي هذا أنا عابر سبيل قد حل الليل و لن أقدر على الوصول لمنزلي الذي يبعد حوالي كيلومتر من هنا و....
عندما سمع "محمد" كلام الرجل ذهب إليه مسرعا و فتح له الباب قبل أن ينهي الشيخ كلامه و قال له :
-تفضل نم عندنا الليلة و غدا الصباح رباح تابع طريقك
فرح الطارق الذي كان شيخا طاعنا في السن يتكأ على بقرة كانت بجانبه و شكر "محمد" كثيرا على حسن نيته و ضيافته
ضيف محمد الشيخ أحسن ضيافة فقد قدم له كل ما طبخته زوجته دون أن يوفر حبة خردل حارما نفسه و" منيرة " من عشاء الليلة
كما فرشت له زوجته أحسن الأفرشة التي لديهم و نام الشيخ و بقرته مرتاحي البال
في صباح الغد شكر الشيخ "محمد" و "منيرة" جدا ثم انطلق في رحلته عودة إلى منزله .....و بعد ثلاثة أيام دق باب منزل "محمد" مرة أخرى ليجد رجلا كهلا معه بقرة الشيخ قال ل" محمد" أن هذا الأخير قدمها له كهدية على حسن ضيافته الرائعة و كانت هذه البقرة مميزة فلم تكن مثل غيرها من الأبقار كانت تعطي حليبا حلوا كالعسل يشفي كل مريضا من دائه.
فرح "محمد" فرحا شديدا و لم يعرف كيف يرد هذا الجميل الكبير فقاطع الرجل تفكيره قائلا :
-هذا جزاء من يحسن لغيره لكن تذكر يا أخي أن تطعمها ثلاث مرات يوميا أو ماتت
-بالطبع سأفعل و كيف لي أن أنسى إطعام هذه النعمة التي أنقذني بها ربي بعد سنين من الشقاء.
ذهب الرجل و هو يودع "محمد" و هذا الأخير يفعل بالمثل .
أصبح "محمد" و "منيرة "يطعمان هذه البقرة ثلاث مرات يوميا بالتداول و هي بالمقابل تعطيهما حليبها العجيب الذي يضعه "محمد" في جرار زوجته و يبيعه بسعر يكفي إطعام كليهما لتلك الليلة و يبقى القليل منه يدخره , إلى أن جمع مالا وفيرا اشترى به منزلا متوسط الحجم يعيشان به في سعادة و هدوء .
لكن بمرور الأيام و مع زيادة زبائن "محمد" و انتشار خبر بقرته عبر كل أنحاء المدينة زاد مدخوله و لكن في نفس الوقت زاد طمعه أكثر فأكثر فلم يكن يرضى بما يكسبه و يتعب زوجته بالإلحاح عليها في تزيين الجرار أكثر فأكثر كي يكسب مالا أوفر و أصبح يصرف ماله فيما لا ينفعهما
و في يوم من الأيام عاد "محمد" مسرعا لبيته بخبر يفرح سامعه ...
-انه الملك قادم نهاية هذا الأسبوع ليأخذ حصته من حليب بقرتنا العزيزة
-هذا خبر رائع !! يفرح بالفعل
-نعم إن بعنا له حليبنا يقدم لنا مالا وفيرا يكفينا لسنوات أخرى قادمة ..... و لكن خطرت ببالي فكرة ممتازة ستجعله يدفع ضعف الأضعاف.
-و ما هي هذه الفكرة يا "محمد" إن شاء الله لا تقل لي أن أزين الجرار أفضل مما هي عليها الآن فقد تورمت يداي و أنا أفعل ذلك كما أن جمال الأمور في بساطتها.
-تورمت يداك؟؟ كوني طموحة قليلا يا "منيرة" و كفي عن التذمر لأنك ستعيشين كالأميرة الأيام المقبلة بعد قدوم الملك ....اسمعي يا عزيزتي سأبيع المنزل القديم و أجمع ماله مع كل ما ادخرناه و أشتري به جرة مطلية بالذهب أضع فيها حليب بقرتنا العزيزة وأبيعها لشعلة فيعطينا ضعف بل أضعاف أضعاف المبلغ ااا و بالمناسبة غدا دوري أطعم البقرة كي تعطيني حليبا أفضل فهي تفضل أن أطعمها أنا بنفسي .
-ماذا ؟؟؟ ما هذا التفكير الطائش يا "محمد" لا تتسرع فقد نخسر أهم ما عندنا سعيا لوصول القمة كما و أن ما لدينا يكفينا و ما سنكسبه من الملك سيكفينا كذلك لسنوات كما قلت فلما الرغبة في ربح المزيد .....احمد الله يا "محمد" على النعمة التي نحن عليها و لا تبع المنزل .
ذهب "محمد" دون أن يقول أي كلمة غير مكترث بكلام "منيرة" يفكر في كمية المال الذي سيجنيه و في صباح الغد استيقظت "منيرة" على صياح زوجها في الخارج
-"منزل ما شاء الله بسعر زهيد تقدموا يا إخواني فرصة تأتي مرة واحدة في العمر نعم... فرصة تأتي مرة واحدة في العمر تقدموا !! تقدموا !! "
و بدأ الناس ينطقون بأسعار و كل يزيد عن الآخر
تنهدت منيرة و استغفرت الله و قالت:
- أعلم أن هذا لن يفوت على خير يا الله يا عظيم كن في عوننا و لا تحملنا مالا طاقة لنا به بسبب أفعال "محمد " الطائشة الغارقة في نهر الطمع
في ذلك الوقت كان "محمد" قد أنهى بيع منزله القديم و اتجه صوب السوق لشراء جرته المطلية بالذهب المنشودة التي قد رآها البارحة حين كان عائدا لبيته.
بعد مدة ليست بالكثيرة خرج "محمد" من متجر بائع الجرار يحمل جرة مطلية بالذهب و يقول :
-اليوم أنام في سرير من الخشب و غدا أنام في سرير من الذهب و يكررها و يكررها
و في المساء عاد إلى منزله منهكا.... لكن سعيدا بجرته يحلم بقصره المطلي من الذهب ....أكل عشائه و نام بسرعة كي يستيقظ غدا في أحسن أحواله عند قدوم الملك .
في صباح الغد استيقظ "محمد " ,أخذ جرته و ذهب لبقرته ليجدها ميتة مطروحة على الأرض
-يا الهي يا الهي "منيرة " ... "منيرة " استيقظي لقد ماتت
-من ؟؟ من ؟؟ من ماتت ؟؟
-بقرتنا التي أهملتها البارحة و لم أطعمها ...كيف كيف نسيتها ؟؟؟
-نسيتها لأنك كنت تجري وراء طمعك بحثا عن المزيد من المال يا "محمد " و الآن ماذا ؟؟ سيصل الملك عما قريب و...
و بينما هي تتكلم سمعا صوت النفخ على الأبواق دليل على وصول الملك
-يا الهي ما الذي فعلته هذا كله حصل بسبب عدم حمدي لله على النعمة التي كنت فيها و طمعي في المزيد ....الآن قد صرت في موقف لا يحمد عقباه يا الهي سامحني و اغفر لي كل ذنب اقترفته بداية بإهمال بقرتي المسكينة و تفضيل المال عليها ...حسنا يا "منيرة" أنا سأخرج لأواجه الملك بالحقيقة الصادمة و أنت لا تخرجي لأنني المسؤول عن الكارثة التي نحن فيها و لن أسمح أن تعاقبي معي .
فتح "محمد " الباب و كله ندم و حسرة و تأسف ليجد شعلة أمامه مباشرة فارتعب و تملكه الخوف لكنه استجمع نفسه و قال :
-أنا أسف يا ملكي أنك تكبدت عناء كل هذه المسافة و لكن ....
-توقف عندك !!قاطعه الملك , عندما اقتربت من منزلك لأدق الباب سمعت بالصدفة كلامك المؤثر عن كون الطمع أعماك عن النعمة التي أنت عليها و طلبك الغفران من الله و كونك فعلا متأسف حقا ارتأيت أن أسامحك ..... ولكن هذه المرة فقط لأنني لست مشهورا بالطيبة بين الناس و أنت أدرى بذلك كما أنك استقبلت أخي ذات يوم في منزلك و أكرمته و ضيفته أحسن ضيافة.
-يا الهي الحمد لله !!الحمد لله !! شكرا جزيلا لك على تفهم موقفي يا ملكي ....لكن هل يمكنني أن أسألك سؤالا إن لم تمانع ؟؟
-ممممم حسنا اسأل
-هل أخوك الشيخ صاحب البقرة الذي مر علي ذات ليلة ؟؟
-أجل انه هو ...حسنا أنت تتساءل لماذا هو يلبس ملابس عادية ولا يسير مع حاشية خاصة به رغم أنه أخ الملك ......حسنا لأنه دائما ما يقول أن الشخص غني بأفعاله لا بأمواله و علو شأنه و أظن أن هذا درس مناسب لك لتتعلمه...و الآن أنا ذاهب و لا أتمنى أن أسمع خبر أخر مزعجا عنك لأنني سآتي بنفسي و .... أظن أنك فهمت
-شكرا شكرا لك
غادر الملك و حاشيته و "محمد" يودعه بكل فرح و سرور ثم دخل البيت مسرعا ليطمئن "منيرة "التي كانت على أعصابها و أخبرها بكل ما حصل شبرا بشبر.
فرح "محمد " و منيرة فرحا كبيرا و باعا الجرة المطلية بالذهب اشتريا بها بقرتان عاديتان ليكسبا قوت عيشهما من حليبهما و ما بقي من المال تصدقا به للفقراء المساكين الذين كانوا يعيشون نفس الحالة التي كان عليها "محمد"و "منيرة " و عاشا بسعادة و هناء.... و تعلم "محمد" ( أن الطمع لا يؤدي إلا لسوء الحال و حمد الله على النعمة و الرضا بها يزيد النعمة و يباركها )
النهاية.








 


رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 19:04

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc