فتوحات اسلامية ام غزوات اعرابية همجية لبلاد الامازيغ - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الأنساب ، القبائل و البطون > منتدى القبائل العربية و البربرية

منتدى القبائل العربية و البربرية دردشة حول أنساب، فروع، و مشجرات قبائل المغرب الأقصى، تونس، ليبيا، مصر، موريتانيا و كذا باقي الدول العربية

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

فتوحات اسلامية ام غزوات اعرابية همجية لبلاد الامازيغ

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2017-04-17, 21:13   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
امير حريش
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي فتوحات اسلامية ام غزوات اعرابية همجية لبلاد الامازيغ

الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

فتوحات اسلامية ام غزو اعرابي لبلاد الامازيغ:
توطئة
أثارني في العديد من المرات قول بعض الأعراب العنصريين أن العرب لهم فضل على الامازيغ أنهم أدخلوهم للإسلام وان العرب فتحوا بلاد الامازيغ بالحلم والعلم والدين بينما الحقيقة التي امتلأت بها كتب العرب أنفسهم تقول غير ذلك لهذا ارتأيت أن أوصل حقيقة ما يسمى الفتوحات الاموية لبلاد الامازيغ للامازيغ وللعرب ردا على تزوير تاريخ بلادنا الامازيغية.
لكل عربي مؤمن مسالم سيقرأ مقالاتي ،نقول نحن لا نحملكم أوزار طاغوت الحكم الأموي الذي غزى بلاد الامازيغ " حيث لا تزر وازرة وزر أخرى " ولكن لنقل بأنها شهادة للتاريخ ، شهادة سيأتي يوم القيامة فيها طواغيت بني أمية وأجدادنا الامازيغ بصفائح كتبهم وأعمالهم أمام البارئ وهو العلي القدير أعلم بمن اتقى وستجادل يومها كل نفس عن نفسها ومظلوميتها.
إن الحقائق التي سنطرحها في الموضوع قد تصل ببعض المتعصبين للقومية العربية إلى دلائل مستفزة ، قد لا يقبلها بعضنا لانغراس قناعات وقدسية شخصيلت عربية في وجدانه يصعب انمحاؤها أو التنكر لها، ولو هي من سقيم الفكر ، ونحن لسنا هنا للانتقاص من عظمة الإسلام ولا من تعاليمه المتسامحة الرحيمة ، فنحن مسلمون ونشهد ان لا الاه الا الله وان محمد رسول الله ولسنا ضد بني امية لاننا شيعة او روافض فهؤلاء ابعد ما يكون عن الدين الاسلامي القيم وعلي رضي الله عنه بريء منهم براءة الذئب من دم يوسف عليه السلام.
إنما الغرض من الموضوع تبيان الخطأ البشري الاموي في حق اجدادنا الامازيغ تبيان خطا العنصرية الأموية الأعرابية وسعيها الدؤووب لجعل الدين خاضعا لها ، خادما طيعا طائعا لمساعيه الدنيوية ولو هي دنيئة ،
وقراءتُنا للفعل لن تقبل من الكثيرين من المتعصبين لبني أمية ولمن يسمي غزواتهم فتوحات اسلامية لأنها شذت عن قراءات سابقة مطبلة ومؤيدة ، اغلبها قراءات اعرابية جعلت من المدنس مقدسا ، ومن المقدس مدنسا ، فكل من خالف منهج هؤلاء الاعراب المزورين ولو بالدليل والبرهان يعد شاذا وناقص دين ، كما أن أقوالنا لا يجب أن تحسب بأنها ضد الأجناس ،وإنما هي موجهة للأفعال التي قام بها البشر الذي لا عصمة له ، وكثيرا ما أحاط الناس أنفسهم بسياج قدسي كاذب لحماية أنفسهم من زلات الزمان ، وهو ما سنستخلصه في هذا الموضوع.
من حق أبنائنا وأحفادنا الامازيغ وكل من سيأتون بعدنا أن يعرفوا بأننا الامازيغ لم نسلم ولم نفرط في هويتنا وتاريخنا! ولا نقبل بان يشوه التاريخ الامازيغي بالقول بان بني امية فتحوا بلاد الامازيغ بالحكمة والموعظة الحسنة وان لهم فضل على الامازيغ
قرأنا كل اللغات والكتب العربية والعجمية وهي تأكد جرائم بني أمية في الامازيغ قرانا ولم ننسى ! قُتّـلنا وهُجِّرنا ولم ننسى ، ولن ننسى ! هويتنا تجري مع الدم في عروقنا ، نحن الامازيغ مسلمون لله ، وأمازيغ للوطن الوطن الواحد ، هو شمال إفريقية من واحة سيوى إلى المحيط ومن الشمال حتى مالي ، لا تفرقنا الحدود بل تجمعنا الإنسانية ومظلومية عانى منها أجدادنا الأمرين ، من طرف بني أمية وبني العباس حينا ، والأتراك والمستعمر الأوروبي أحيانا ! هو هولوكوست على مر التاريخ والأزمان ودونه العرب بأنفسهم في كتبهم! دونته جداتنا في خضاب الحناء ، في أغاني الأطفال ومواويل ومراثي الكبار .

نحن الامازيغ نعلم ما وقع في تاريخنا وبالتفصيل ولسنا بحاجة لمن يثرثر علينا من القوميين العروبيين بالأكاذيب والطمس او يلون لنا التاريخ الأسود للمحتلين الذين مروا على أرضنا العزيزة ولا نقبل أن يقال عن سفاح أجرم في حق أجدادنا بطلا سواء كان عربي او أوروبي وخاصة السفاح الأعرابي الأموي الذي جاء باسم الدين و فعل في الامازيغ ما لم يفعله الرومان والبيزنطيين والفرنسيين والايطاليين والاسبان كان ابشع احتلال في تاريخ بلاد الامازيغ.
ذلك السفاح الأموي الذي حكم بلاد الامازيغ بالحديد والسبي والنار ذلك الأجير عند أسياده الذين يعيشون على الأخماس من النهب والسلب ! أخماس استحلوها باسم الدين والدين منهم براء ! مرتزقة استحلوا أموال وأعراض الغير وعاثوا في الأرض فسادا ! اغتصبوا النساء وأحلو لأنفسهم الزنى باسم ملكات الأيمان ، واستعبدوا الولدان لتتحقق لهم جنة الخلد بغلمان يطوفون عليهم بأكواب وأباريق في قصور في الشام لن تنقذهم ولم تنقذهم من الاندثار ! فالجنة الأرضية تفنى وماعند الله أبقى وأجل والحساب عند الله يوم القيامة عسير . !
نحن في هذا البحث لسنا نهدف للحكم على الاشخاص بالكفر او الفسق فهذا امر نتركه لله تعالى ونقول كما قال تعالى:
(تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ غ– لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ غ– وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُون)
هي اذن تحليل لقصة الأعراب الأمويين الذين غزو بلاد الامازيغ، وسموا غزوهم الاجرامي فتوحات إسلامية.
مقدمة :

(حديث مرفوع) حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَرْوَانَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَوَّارٍ ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْوَلِيدِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " وَيْلٌ لأُمَّتِي مِنَ الشِّيعَتَيْنِ : شِيعَةِ بَنِي أُمَيَّةَ ، وَشِيعَةِ بَنِي الْعَبَّاسِ ، وَرَايَةِ الضَّلالَةِ "
الاعتقاد الذي رسخه العربان ، ومن سايرهم من ذوي العرفان ، أن ما يسمى عندهم الفتح الإسلامي لبلاد المغرب تم سلما وبضربة واحدة قاصمة حاسمة،وبكل حنان ومارسوا الطمس والإخفاء قدر الإمكان عن الحقيقة أن ذلك لم يكن سوى غزو أعرابي طمسوا الحقيقة قصد التمكين لأنفسهم وذويهم، شرفا وفضلا على الامازيغ وكثيرا ما قالوا بأن الإسلام نشروه سلما بين الأمازيغ ، وما جاءوا إلا محررين وناشرين لديانة رحيمة تدعوا للإخاء والتسامح والمحبة ، وأثبت التاريخ ومجريات الأحداث عكس ذلك كله .
لم تحدث فتوحات إسلامية في المغرب الكبير وإنما هي غزوات إجرامية واحتلال أعرابي أموي
استمرت عملية غزو إفريقية مدة طويلة قدرها المؤرخون بأزيد من سبعين سنة ( 70 سنة ) أي من 25 هجرية إلى غاية نهاية ولاية موسى بن نصير عام 95 للهجرة ،اين تمكن الحكم الاموي من السيطرة على بلاد الامازيغ
في حين أن الفتوحات الأخرى لم يزد مثلا غزو مصر عن عامين ، والشام عن سبع سنين ، فالغزو العربي للشام ومصر كان فاصلا في سنواته الأولى في حين تأخر عندنا لأسباب مختلفة سنتعرض لبعضها خلال معالجة الغزوات الثمانية المرصدة .
مفهوم الفتح والغزو:
الفتح الإسلامي هو ما حصل في شرق ايران و تركيا و ماليزيا و اندنوسيا و باكيستان و افغانستان... حيث انتشر الاسلام من خلال العلماء المخلصين في الدعوة الى دين الله ومن خلال التجار والمسافرين إلى تلك الأقطار البعيدة نسمي ذلك الانتشار للإسلام بالفتوحات الإسلامية لأنها فتحت قلوب الناس على التوحيد ولم تفتح أعراض الناس وتقتل آبائهم وتسبي نسائهم وتسترق أطفالهم في تلك الأقطار تلك هي الفتوحات التي جاء بها علماء دين وتجار الى تلك الشعوب في سبيل نشر الدين وليس في سبيل احتلال الأراضي هناك انتشر الإسلام و لم ينتشر العرب كجنس.
أما ما حصل في شمال إفريقيا فهو غزو أموي أعرابي من اجل الغنائم والسبي واحتلال الأراضي واستعباد الامازيغ غزو واحتلال تعدى الاحتلال الروماني والبيزنطي والفرنسي من حيث الظلم والشئم.
قبل الغزو الاموي بدا الدين الاسلامي يدخل عن طريق بعض الافراد الذين كانوا يسافرون الى بلاد العرب من اجل التجارة و حدث انتشار الاسلام خلال خلافة عمر وعثمان رضي الله عنهما خاصة بعد ان وصل الاسلام الى قبائل امازيغية في شرق مصر وفي ليبيا كقبيلة لواتة الامازيغية خلال تلك سنوات الاولى, حيث انتشر الاسلام و حده في البداية دون ان ينتشر معه العرب...
ودخل الالاف من الامازيغ في نواحي ليبيا وتأثر بالاسلام بعض امازيغ جنوب تونس دخل الاسلام بسهولة واعتنقوا فكرة التوحيد ورسالة محمدعليه الصلاة والسلام بسهولة ويرجع سبب ذلك كون اغلب القبائل الامازيغية وأقباط مصر كانت تعتنق عند بداية انتشار الإسلام المذهب المسيحي الاريوسي آو الدوناتي وهو مذهب توحيدي وهو يسمى كذلك بالعقيدة الاريسسية وهذه العقيدة المسيحية التي أسسها وناضل عنها ونشرها في العالم القس الامازيغي اريوس حيث يعتبر هذا المذهب أن لا اله الا الله (وحدانية الرب) وكانت تعتبر ان عيسى عليه السلام هو بشر ورسول الله .
منهجية البحث في وقائع التاريخ:
كثيرا ماتناغمنا بعقولنا الصغيرة مع (النقل) دون (العقل) وأنتجنا عقلا خرافيا ساذجا ، على شاكلة عقل من كتب على قبر الصحابي (حجر بن عدي ) المقتول هدرا: هذا قبر سيدنا حجر بن عدي رضي الله عنه ، الذي قتلهُ سيدنا معاوية رضي الله عنه ، لأنه رفض البراءة من سيدنا علي رضي الله عنه ، هذا الكاتب يناصر من ؟ ، أهو مع القاتل أم المقتول ؟
على هذا النسق نسير ، نستقبل المعرفة دون وزنها وتقدير ثمنها ، ونرددها تباعا ونؤمن بمضمونها دون أدنى استفسار أوشك فيها ، والشك غالبا ما يكون ممدوحا و بداية لليقين ، فتغيب عن فكرنا تساؤلات ضرورية لتخليص المعرفة من شوائبها ، فباختفاء ( كيف؟، ولماذا؟ ومتى ؟ ،وما الفائدة ؟ ) نترك العقل ميدانا خصبا لزرع كل مفسدة شاردة وواردة .


القوميون العرب يمارسون طمس الحقائق المتعلق بتاريخ الغزواة الاموية الاعرابية:
قرأنا التاريخ او قرؤونا التاريخ، (تاريخ الامة العربية والفتوحات الأعرابية) مقلوبا انتصارات انتصارات فضائل فضائل دون كوارث ورزايا انه التاريخ الذي كتبه بني امية ومن والاهم .
تاريخ إطراء النفس وتحقير الآخر:
في عهود من الزمن ايام بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم وبداية الفتنة بين جماعة علي رضي الله عنه والأمويين بدأت حركة كتابة الإطراء بالنفس وسب الآخر بأقسى النعوت وتكفيره يقابلها الآخر بإطراء النفس وسب الآخر بأقذر النعوت، بدأت في تلك المرحلة عملية كتابة التاريخ المزور وتقديس الشخصيات وبدات عمليات وضع الأحاديث المكذوبة التي امتلأت بها كتب المسلمين لتبرير الحرام وتحليل الحرام
هذه الكتب ما تزال قائمة يقرأها الأعراب القومييون أكثر من الكتب الحديثة التي أصبحت تثور على تلك القدسية للأشخاص و لما يسمى التاريخ العربي.
تاريخ العروبيين المزور الذي شربونا إياه في الثانويات مرصعا بالفضة مكتوبا بحبر من أرجوان وموشى بالذهب، كله فخار بالانتصارات والانجازات والأمجاد الماسية ما بعدها انتصارات وانجازات وأمجاد وفتوحات في القرن السابع أروع من ما يكون وغزوات قبائل أعرابية لبلاد المغرب الإسلامي في القرن الحادي عشر في منتهى الإنسانية والحنان.
هذا التاريخ الوردي الذي افهمونا انه لا تملكه تواريخ شعوب الأرض كلها وليس فيه ما يطعن به.
درسونا (تاريخ الامة العربية والفتوحات الأموية الأعرابية) مليئا بالقداسة والنقاء، كان تاريخا ما بعده من تاريخ لا يمكننا المس او تحليل أخطائه تاريخ مقدس .
القداسة هي إحدى معوقات فهم التاريخ على الجميع أن ينزعوا قناع الخوف والحرج ويسعوا إلى تطبيق نداء د. طه حسين بالفصل بين الدين والتاريخ. وبكل صراحة فإن الأمة الإسلامية ومثقفيها مطالبون بإعادة قراءة التاريخ بنظرة موضوعية.
الادلة على الفتنة والهمجية الاموية في الحديث النبوي:
نص مسلم في صحيحه في كتاب الفتن «عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يهلك أمتي هذا الحي من قريش قال: فما تآمرنا؟ قال: لو أن الناس اعتزلوهم» .
قد كان أبو هريرة يدعو اللهم اني اعوذ بك من رأس الستين وامارة الصبيان

وفي راس الستين تولى يزيد بن معاوية الحكم الاموي ووقع الغزو الاعرابي لبلاد الامازيغ وقتل الحسين والصحابة في مكة والمدينة التي رجمت من قبل جيوش الامويين.

قال علماؤنا رحمة الله عليهم: هذا الحديث يدل على أن أبا هريرة كان عنده من علم الفتن؟ العلم الكثير، والتعيين على من يحدث عنه الشر الغزير.
يقول في الحديث: لو شئت قلت لكم هم بنو فلان وبنو فلان، لكنه سكت عن تعيينهم مخافة ما يطرأ من ذلك من المفاسد،
قال الامام البخاري في صحيحه :حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي جَدِّي، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي مَسْجِدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمَدِينَةِ، وَمَعَنَا مَرْوَانُ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: سَمِعْتُ الصَّادِقَ المَصْدُوقَ يَقُولُ: «هَلَكَةُ أُمَّتِي عَلَى يَدَيْ غِلْمَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ» فَقَالَ مَرْوَانُ: لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ غِلْمَةً. فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: لَوْ شِئْتُ أَنْ أَقُولَ: بَنِي فُلاَنٍ، وَبَنِي فُلاَنٍ، لَفَعَلْتُ. فَكُنْتُ أَخْرُجُ مَعَ جَدِّي إِلَى بَنِي مَرْوَانَ حِينَ مُلِّكُوا بِالشَّأْمِ، فَإِذَا رَآهُمْ غِلْمَانًا أَحْدَاثًا قَالَ لَنَا [ص:48]: عَسَى هَؤُلاَءِ أَنْ يَكُونُوا مِنْهُمْ؟ قُلْنَا: أَنْتَ أَعْلَمُ
وكأنهم والله أعلم بيزيد بن معاوية، وعبيد الله بن زياد ومن تنزل منزلتهم من أحداث ملوك بني أمية، فقد صدر عنهم من قتل أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وسبيهم، وقتل خيار المهاجرين والأنصار بالمدينة وبمكة وغيرها، وغير خاف ما صدر عن الحجاج الثقفي، وسليمان بن عبد الملك، وولده من سفك الدماء، وإتلاف الأموال، وإهلاك الناس بالحجاز والعراق وغير ذلك، من مفاسد في بلاد الامازيغ


الإشارة النبوية إلى إمارة الصبيان ، وسنة ستين :
عن أبي هريرة قال : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ : تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ رَأْسِ السَّبْعِينَ وَإِمَارَةِ الصِّبْيَانِ .
وفي رواية عند ابن أبي شيبة : أن أبا هريرة كان يمشي في الأسواق ويقول : » اللهم لا تدركني سنة ستين ولا إمارة الصبيان .
عن أبي هريرة يرويه قال : » ويل للعرب من شر قد اقترب على رأس الستين تصير الأمانة غنيمة ، والصدقة غرامة ، والشهادة بالمعرفة ، والحكم بالهوى . «
عن أبي سعيد الخدري قال سمعت رسول الله يقول : يَكُونُ خَلْفٌ بَعْدَ سِتِّينَ سَنَةً أَضَاعُوا الصَّلاَةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا ، ثُمَّ يَكُونُ خَلْفٌ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لاَ يَعْدُو تَرَاقِيَهُمْ
أقول :
هذه الآثار يعضد بعضهما البعض ، بعضها موقوف ، ولكنه يأخذ حكم المرفوع ، وفيها إشارة إلى أحداث ما بعد الستين ، وهي مما كان يتعوذ منها أبو هريرة ، ويدعو الله سبحانه وتعالى أن يقبضه قبل شهودها ، ويظهر من السياق أن أبا هريرة قد علم من رسول الله أنه يحدث عظائم بعد سنة ستين هجري وهذا ما وقع بالفعل ؛ حيث تولى الأمارة يزيد بن معاوية ، وكان في عهده مقتل الحسين في كربلاء ، وكثير من أهل البيت الكرام ، وأيضاً كان في عهده استباحة المدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة وأتم التسليم ؛ وانتهاك حرمتها ، واستباحة دماء أهلها الأطهار على يد مسلم بن عقبة ثلاثة أيام ، الذي نعته المسلمون بعد ذلك باسم مسرف بن عقبة لشدة ما أسرف عند استباحته للحرم المدني ؛ وتروي الأخبار أنه ارتكب فظائع كثيرة في الحرم المدني .
كذلك كان استباحة الحرم المكي ، ونصب المنجنيق على أطرافه ، لولا أن عاجلت المنية يزيد ، وانتهى حصار مكة .
و أي عظائم أشد من انتهاك حرمة الحرمين على يد أهله .
في الأثر إشارة إلى إمارة الصبيان ، وهذا ما وقع في عهد يزيد الذي كان يعزل الكبار ، ويجعل مكانهم صغار السن من بني أمية ، واستمر هذا الحال في بني أمية ، وهذا الأثر يشهد له الأثر التالي الذي يشير إلى أن هلاك أمة محمد على يد غلمة من قريش .
يلحظ في الأثر عن أبي هريرة أنه كان يدعو الله سبحانه وتعالى ألا يدرك سنة ستين ، وقد استجاب الله دعائه فمات قبل الستين باتفاق العلماء .
أما الأثر الأخير ففيه توصيف لتغير الحال إلى النقيض بعد سنة ستين ، وقد بين الحديث أخص الأمور كالأمانة التي تتحول إلى غنيمة يغتنمها المؤتمنون عليها ، والصدقة التي هي طهرة وتقرب لله سبحانه وتعالى ، والأصل أن تخرج بطيب نفس تتحول إلى عبء وغرامة يتغرمها أهلها مما يشير إلى فساد حال الناس وتغير توجهاتهم الإيمانية ، وطريقة نظرتهم للتكاليف ، وطمعهم في الدنيا ، وتشوفهم للاستزادة منها على حساب الآخرة ، أما قوله الشهادة بالمعرفة ففيه إشارة إلى فساد حال أكثر الناس بحيث لا يؤتمن على صدق شهادته إلا من يعرف بذلك ، وأما الحكم بالهوى فهو الطامة الكبرى التي يغيب معها معالم الحق في رسالة الإسلام .
عن سَعِيدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ قَالَ : كُنْتُ جَالِسًا مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي مَسْجِدِ النَّبِيِّ بِالْمَدِينَةِ وَمَعَنَا مَرْوَانُ ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ سَمِعْتُ الصَّادِقَ الْمَصْدُوقَ يَقُولُ : هَلَكَةُ أُمَّتِي عَلَى يَدَيْ غِلْمَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ فَقَالَ مَرْوَانُ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ غِلْمَةً فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ لَوْ شِئْتُ أَنْ أَقُولَ بَنِي فُلَانٍ وَبَنِي فُلَانٍ لَفَعَلْتُ فَكُنْتُ أَخْرُجُ مَعَ جَدِّي إِلَى بَنِي مَرْوَانَ حِينَ مُلِّكُوا بِالشَّأْمِ فَإِذَا رَآهُمْ غِلْمَانًا أَحْدَاثًا قَالَ لَنَا عَسَى هَؤُلَاءِ أَنْ يَكُونُوا مِنْهُمْ قُلْنَا أَنْتَ أَعْلَمُ


أقول :
هذا الحديث المرفوع واضح الدلالة في سبب تمني أبي هريرة الموت قبل سنة ستين ، حيث كان يعلم من رسول الله ، سواء هذا الحديث أو غيره ما سيقع بيد الأمويين من أمور مخالفة لدين الله سبحانه وتعالى بسبب الملك ، وهذا الحديث يشير إلى أن هلاك الأمة على يد غلمة ، أي على يد الصبيان الذين يتولون أمر الأمة ويتصرفون بطيش الشباب واندفاعه بما لا يليق بملك أمة صاحبة رسالة ، ولعل أولهم هو يزيد الذي كان يولي الصغار من أهل بيته وينزع الكبار ، ويعزز ذلك أن راوي الحديث عن أبي هريرة قد رأى تولي الغلمان مما يشـير إلى أن ذلك كان منذ عهد يزيد .
الملاحظ من هذا الحديث وغيره من مجموع أحاديث واردة عن أبي هريرة أن أبا هريرة كان يعلم بتفاصيل فتنة إمارة الصبيان كاملة ، ويعرف أسماء أصحابها كما بين في الحديث ، لكنه لم يصرح بها واكتفى بالكناية دون التصريح خوف الفتنة ، واختياراً لأهون الشرين في المسالة ، ولعل هذه الأسماء ومعالم الفتنة القريبة من عهده هي مما أشار إليه أبو هريرة بأنه الجراب الذي حفظه عن رسول الله ولم يبثه بين الناس ، واكتفى فقط بالتلميح والكناية دون التصريح يعزز ذلك هذا الأثر الضعيف عنه « في كيسي هذا حديث لو حدثتكموه لرجمتموني ثم قال اللهم لا أبلغن رأس الستين قالوا : وما رأس الستين ؟ قال : إمارة الصبيان.
ففي الأثر جمع بين إمارة الصبيان وبين ما يحمله في كيسه وجرابه من آثار مما يدل على أن ما في جرابه تعيين للفتن بعد الستين وأسماء أصحابها .
هلاك الأمة هنا يخص بطائفة من أهل قريش وهم الأحداث الذين يتولون زمام أمر الأمة ، ووجه الهلاك المقصود يكون بسبب طلبهم الملك والقتال لأجله فتفسد أحوال الناس وتتوالى الفتن عليهم ، وهذا واضح جلي بعد هجوم مسلم بن عقبة على المدينة ، وقتل خيارها ، وكذلك تقتيل وتشريد وإذلال أهل بيت رسول الله الكرام .
عن أَبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ قال : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ : يَكُونُ خَلْفٌ بَعْدَ سِتِّينَ سَنَةً أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا ثُمَّ يَكُونُ خَلْفٌ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يَعْدُو تَرَاقِيَهُمْ وَيَقْرَأُ الْقُرْآنَ ثَلَاثَةٌ مُؤْمِنٌ وَمُنَافِقٌ وَفَاجِرٌ قَالَ بَشِيرٌ فَقُلْتُ لِلْوَلِيدِ مَا هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَةُ فَقَالَ الْمُنَافِقُ كَافِرٌ بِهِ وَالْفَاجِرُ يَتَأَكَّلُ بِهِ وَالْمُؤْمِنُ يُؤْمِنُ بِهِ
أقول :
هذا الحديث يشير إلى بداية تغير المسلمين بعد ستين سنة ، ولو افترضنا أن النبي ïپ² قال ذلك سنة عشر أو ما دونها في العهد المدني ؛ فيكون المراد بهذا الحديث ما بين سنة ستين إلى سنة سبعين ؛ وهو يعضد الآثار السابقة ، وفيه إضافة هامة ، وهي طروء الخلل على الجانب التعبدي عند البعض ، وهذا واضح في تضييع الصلاة واستخدام القرآن لنيل المآرب الدنيوية ، والانتباه إلى شهوات الدنيا واتباعها ، ولعل المراد هنا من تضييع الصلاة تضييع روحها وهو الخشوع ، فهو أول ما تفقده الأمة من عرى الإسلام كما سيتضح بعد ؛ وهذا الحديث يشير إلى فئة جديدة من قراء القرآن غير المنافق والمؤمن ، وهي فئة الفجار الذين يتخذون القرآن سلعة يتحصلون بها على مآربهم ومصالحهم .

فبنو أمية الذين غزو بلاد الامازيغ ضلموا قبل ذلك العرب المسالمين وقابلوا وصية النبي صلى الله عليه وسلم في أهل بيته وأمته بالمخالفة والعقوق، فسفكوا دماءهم وسبوا نساءهم وأسروا صغارهم وخربوا ديارهم وجحدوا فضلهم وشرفهم واستباحوا لعنهم وشتمهم، فخالفوا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(حديث مرفوع) حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَرْوَانَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَوَّارٍ ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْوَلِيدِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " وَيْلٌ لأُمَّتِي مِنَ الشِّيعَتَيْنِ : شِيعَةِ بَنِي أُمَيَّةَ ، وَشِيعَةِ بَنِي الْعَبَّاسِ ، وَرَايَةِ الضَّلالَةِ "
حالة السياسية في شبه الجزيرة العربية قبل غزو الامويين للمغرب الكبير:
هناك ضجة عالمية وعربية حول أعمال جماعة بوكو حرام النيجيرية و داعش أو ما يسمى الدولة الإسلامية في العراق والشام تلك الدولة الهمجية التي خرجت أعمالها عن كل مفاهيم الإسلام ومفاهيم الإنسانية والإسلام منهم براء .
تلك الأفعال التي أثارت غضبا عالميا على تلك التصرفات الهمجية من أفعال السبي للمسلمات ولغير المسلمات واسترقاق الأطفال والنساء وتحليل الزنى تحت اسم ما ملكت ايمانهم وتفجير الكنائس والمساجد والأسواق بمن فيها من أطفال ونساء وشيوخ وتفجير الطائرات بمن فيها مسلمهم وكافرهم تلك الأفعال التي تعدت وصف القبح والشنائة لم تأتي من الفراغ إنها موروث آخذه هؤلاء الدواعش من مدرسة بني أمية في قتالهم للعرب الآمنين ولأحفاد الرسول الكريم و بطشهم للاما زيغ وللزنوج وغيرهم.
انتهت الصراعات بين الأمويين وأتباع أهل البيت وبني هاشم لا حقا بقتل أحفاد الرسول وبني هاشم وعائلاتهم وسبي نسائهم وأطفالهم.
استغل أعراب بني أمية الدين وكيفوه حتى يخدم مصالحهم الدنيوية ولاستعادة الزعامة على العرب حتى اذا نظرنا إلى التاريخ من جانبه الذهبي لبني أمية الذين سبوا وغزوا المغرب الامازيغي الكبير فإنهم قبل ذلك أبادوا أبناء أعمامهم من بني هاشم ولم يبقوا واحدا منهم تحت شعار ديني ابتدعه لهم أصحاب العمائم بادعائهم أنهم من (المرجئة) ويعني ذلك أن ما فعلوه من إثم يترك ليوم الحساب أمام الله.
قتل بنوا أمية ومن والاهم من العرب بني هاشم وأحفاد علي و الحسين وراحوا يلطمون عليه وأغلبهم شارك في الجريمة من اجل دينار او قطعة خبز
حفيدة الرسول الكريم سُكينة بنت الحسين قتلوا أبيها الحسين وزوجها مُصْعَب بن الزبير قالت (يا أهل الكوفة! أيتمتموني صغيرة، ورملتموني كبيرة).
دموية الحكم الأموي في احفاد الرسول والعرب الامنين :

من لا يؤمن بهذه الحقائق الدامغة التي سنطرحها وتأخذه العزة بالإثم في خضم انحيازه الأعمى لملوك الدولة الأموية لن يكون بحاجة إلى الوقوف على مصداقية هذه المجازر والفواجع الموثقة، التي ارتكبها الأمويون مع سبق الإصرار والترصد، وقتلوا فيها مئات الصحابة من دون ذنب، ثم سفكوا دماء مئات التابعين، حتى قيل أنهم لم يبقوا مرشحا من قريش ينافسهم على الزعامة ويقف في وجههم إلا وكان مصيره الموت بيد عمالهم وولاتهم، وهكذا انفرد الأمويون وحدهم بالحكم من دون منافس قرشي.
. وفيما يلي استعراض مختصر وموثق بالأدلة التاريخية التي لا تُدحض عن الانتهاكات المتكررة التي استهدفت الإطاحة برموز الإسلام، والتي راح ضحيتها الأنصار والمهاجرين والصحابة والتابعين.

•1: اغتيال الصحابي الجليل حجر بن عدي الكندي. وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بقتله مظلوماً: ففي تاريخ دمشق:12/226: عن أبي الأسود قال: دخل معاوية على عائشة فقالت: ما حملك على قتل حجر وأصحابه ؟ فقال: يا أم المؤمنين أني رأيت قتلهم صلاحاً للأمة، وأن بقاءهم فساد للأمة، فقالت سمعت الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: سيقتل بعذراء ناس يغضب الله لهم أهل السماء.
• 2: اغتيال سبط رسول الله (الحسن بن علي) بالسم الذي دسته له زوجته (جعدة بنت الأشعث).

• 3: مجزرة واقعة الطف التي استشهد فيها سيد الشهداء )الحسين بن علي( وأنصاره من الصحابة والتابعين يوم عاشوراء، في معركة غير متكافئة انتهت بمذبحة عظيمة استشهد فيها سادة قريش، وسُبيت فيها عيال رسول الله وبناته. ثم طافوا برأس الحسين في المدن والأمصار.
4:اما كبارالصحابة الذين قتلهم الأمويون في ذلك اليوم، فهم: عقبة بن الصلت الجهني وعمّار بن أبي سلامة الدالاني ،
وقُرة بن أبي قرّة الغفاري ، وكنانة بن عتيق، ومجمع بن زياد الجهني ، ومسلم بن عوسجة الأسدي ،
ومسلم بن كثير الأزدي، وهاني بن عروة المرادي ، ونعيم بن عجلان الأنصاري، ويزيد بن مغفل الجعف.

•5: مجزرة حصار مكة وتهديم الكعبة:
كان عبد الله بن الزبير يظن أن حرمة مكة ستمنع الأمويين من اقتحامها وتخريبها مثلما فعلت بالمدينة المنورة، لكنه كان واهماً فيما ذهب إليه، فقد صوب الأمويون المجانيق نحو الكعبة، وضربوا بيت الله الحرام بعنف، حتى تهدمت واحترقت في الثالث من ربيع الأول عام 64 للهجرة.
انتهى القتال بمصرع عبد الله بن الزبير وهو حفيد الخليفة الثاني.
من المفيد أن نذكر هنا أن يزيد بن معاوية حكم ثلاثة سنوات فقط، ففي السنة الأُولى قتل الحسين وأصحابه، وفي السنة الثانية هجم على المدينة المنورة وسبى أهلها، وفي السنة الثالثة وجّه جيشاً بقيادة الحصين بن النمير لقتال عبد الله بن الزبير الذي تحصّن في الكعبة المشرّفة، فرماها الأمويون بالنار فاحترقت ، وحاصروها عدّة شهور حتّى وصلهم خبر هلاك يزيد.
فانفكوا عنها راجعين إلى الشام مغلوبين. وفي عام 73هـ توجّه الحجّاج بن يوسف الثقفي إلى الحجاز في زمن عبد الملك بن مروان، فكرروا ضرب مكّة، ثم علقوا (عبد الله بن الزبير) على أعواد المشانق .
وهو القائل:
ولسنا على الأعقاب تدمى كلومنا ولكن على أقدامنا تقطر الدما
• مصرع مصعب بن الزبير وإبراهيم الأشتر على يد الأمويين، فقال شاعرهم متباهياً بمصرعهما:
نحن قتلنا ابن الحواري مصعباً أخا أسد والمذحجي اليمانـيا

•6: مجزرة المدينة المنورة (يوم الحرة):
قال المدائني، عن شيخ من أهل المدينة ، قال: سألت الزهري كم قتل الأمويون يوم الحرة. قال: سبعمائة من وجوه الناس من المهاجرين والأنصار، ووجوه الموالي وممن لا أعرف من حر وعبد وغيرهم عشرة آلاف.

• اغتيال الصحابي النعمان بن بشير الأنصاري على يد الأمويين في حمص بالشام سنة خمسة وستين للهجرة.

• مصرع الشيخ الجليل سعيد بن جبير، الذي جد الأمويون في البحث عنه، حتى وجدوه ساجداً يناجي ربه بأعلى صوته، فاقتادوه مكبلاً إلى واسط.
قال لهم الحجاج: اذهبوا به فاقتلوه، فلما خرج من الباب ضحك فأخبروا الحجاج بذلك فأمر برده. فقال: ما أضحكك ؟. قال: عجبت من جرأتك على الله، وحلمه عنك، فأمر بالنطع فبسط، فقال: اقتلوه. فقال: وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض. قال: شدوا به لغير القبلة. قال: فأينما تولوا فثم وجه الله. منها خلقناكم وفيها نعيدكم. قال الحجاج: اذبحوه. قال: إني أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، خذها مني حتى تلقاني يوم القيامة، ثم دعا الله سعيد، وقال: اللهم لا تسلطه على أحد يقتله بعدي، فذبحوه على النطع سنة أربع وتسعين من الهجرة.

• مقتل محمد بن أبي بكر الصديق. قتله الأموي معاوية بن حديج. قال له : والله لإقتلنك يا بن أبى بكر وأنت ظمآن، ويسقيك الله من الحميم والغسلين، فقال له محمد: يا بن اليهودية النساجة، ليس ذلك اليوم إليك، إنما ذلك إلى الله يسقى أولياءه ويظمئ أعداءه، وهم أنت وقرناؤك ومن تولاك وتوليته، والله لو كان سيفي في يدي ما بلغتم منى ما بلغتم. فقال له معاوية بن حديج: أتدرى ما أصنع بك ؟. أدخلك جوف هذا الحمار الميت ثم أحرقه عليك بالنار. قال : إن فعلتم ذاك بي فطالما فعلتم ذاك بأولياء الله، وأيم الله إني لأرجو أن يجعل الله هذه النار التي تخوفني بها برداً وسلاماً، كما جعلها الله على إبراهيم خليله، وأن يجعلها عليك وعلى أوليائك، كما جعلها على نمرود وأوليائه، وإني لأرجو أن يحرقك الله وهذا، وأشار إلى عمرو بن العاص، بنار تلظى، كلما خبت زادها الله عليكم سعيراً، فغضب معاوية بن حديج ، فقدمه فضرب عنقه، ثم ألقاه في جوف حمار وأحرقه بالنار،
فلما بلغ عائشة ام المؤمنين خبر مقتل اخوها محمد بن ابي بكر الصديق جزعت عليه جزعاً شديداً، وقنتت في دبر كل صلاة تدعو على معاوية بن أبى سفيان وعمرو بن العاص ومعاوية بن حديج، وقبضت عيال محمد أخيها وولده إليها.

• مقتل الصحابي عبد الله بن عفيف الأزدي: وقف عبيد الله بن زياد الاموي خطيباً متفاخراً بمقتل سيد الشهداء، الحسين فقال :الحمد لله الذي أظهر الحق وأهله، ونصر أمير المؤمنين يزيد وحزبه، وقتل الكذاب بن الكذاب الحسين بن علي وشيعته ، فنهض عبد الله بن عفيف من بين الناس وصاح: يا ابن زياد، إن الكذاب ابن الكذاب. أنت وأبوك ومن ولاك وأبوه، يا عدو الله، أتقتلون أبناء النبيين وتتكلمون بهذا الكلام على منابر المؤمنين ؟.
فغضب ابن زياد حتى انتفخت أوداجه، وانتفض من كان بالمسجد يقاتلون الشرطة ويمنعون اعتقال عبد الله بن عفيف، لكنهم اعتقلوه وقتلوا ابنته وزوجها، وجيء به إلى أمير الكوفة عبيد الله بن زياد، الذي أمر بقطع رأسه وصلبه.

•7: مجزرة (دير الجماجم):
كانت ضاحية (دير الجماجم) قرب الكوفة مسرحاً لمجزرة مرعبة ارتكبتها الجيوش الأموية ضد أنصار التابعي الفقيه عبد الرحمن بن الأشعث بتوجيه مباشر من عبد الملك بن مروان. وكان ابن الأشعث قد خرج ومعه عدد كبير من الفقهاء والتابعين، منهم عامر الشعبي، وأبو البختري الطائي، وعبد الرحمن ابن أبي ليلى، وعبد الله بن رزام الحارثي، وكانوا ناقمين على ولاة الدولة الأموية لظلمهم وتجبرهم.

•8: مجازر الحجاج بسيوف الدولة الأموية:
قال هشام بن حسان: أحصوا ما قتل الحجاج صبرا فبلغ مائة وعشرين ألف قتيل.
قال عمر بن عبد العزيز: لو جاءت كل أمة بخبيثها وجئنا بالحجاج لغلبناهم، وقال عنه الإمام العلم: طاووس بن كيسان: عجبت لمن يسميه مؤمنا.
وهو أبشع حاكم عرفته العرب في العصر الأموي بارتكابه أبشع الجرائم بحق المعارضين للأمويين.
عرفت فترة حكمة بأنها الفترة الإرهابية والدموية الأقسى في تاريخ العراق، وكان هذا المجرم هو من قام بضرب مكة المكرمة وقذفها بالمنجنيق، وقتل داخل الحرم عبد الله ابن الزبير، وصلبة داخل المسجد الحرام منتهكا بذلك حرمة البيت والمكان المقدس الآمن، وقد ختم هذا المجرم سلسلة جرائمه بقتل الولي الصالح والتابعي الجليل سعيد ابن جبير، العابد الزاهد والعالم المتصوف المعروف.
الحكم الاموي يعود بالعرب الى عصر الجاهلية:
• لقد أسرفت الدولة الأموية في القتل منذ ارتكابها فاجعة الطف التي اهتز لها الكون كله، وعاد فيها الأمويون إلى العصور الجاهلية، بقصيدة انقلب فيها (يزيد) على دين الإسلام، بقوله:
ليت أشياخي ببدر شهدوا جزع الخزرج من وقع الأسل
لأهلـوا واستهلوا فرحاً ثم قالوا يا يزيـد لا تشل
قد قتلنا القرم من ساداتهم وعدلنـا ميل بدر فاعتدل
قال ابن أعثم : ثم زاد فيها هذا البيت من نفسه :
لست من عتبة إن لم أنتقم من بني أحمد ما كان فعل

وفي تذكرة خواص الأمة :
المشهور عن يزيد في جميع الروايات أنه لما حضر الرأس (رأس الحسين) بين يديه جمع أهل الشام وجعل ينكت عليه بالخيزران ويقول أبيات ابن الزبعري :
ليت أشياخي ببدر شهدوا وقعة الخزرج من وقع الأسل
قد قتلنا القرن من ساداتهم وعـدلنا ميل بدر فاعتدل
وقال : قال الشعبي : وزاد عليها يزيد فقال :
لعبت هاشـم بالملك فلا خبر جاء ولا وحي نزل
لست من خندف إن لم أنتقم من بني أحمد ما كان فعل
قال الامام الطبري:
هذا هو المروق من الدين، وقول من لا يرجع إلى الله، ولا إلى دينه، ولا إلى كتابه، ولا إلى رسوله ولا يؤمن بالله، ولا بما جاء من عند الله.
، وفي بطون كتب التاريخ العربية صفحات أموية ملطخة بدماء الأبرياء من الصحابة والتابعين والأنصار والمهاجرين، قُتلوا جميعهم ظلما وعدوانا، بينما يظهر علينا اليوم من يحاول تجميل صورة الدولة الدموية ويقحم نفسه في مغالطات عقيمة تقبح وجه التاريخ، متجاهلاً هذه الأعداد الغفيرة من الصحابة وأبناء الخلفاء ومن المهاجرين والأنصار الذين كان مصيرهم الموت بسيوف الأمويين لأسباب سياسية وقبلية وعدوانية.
زيادة على تفننهم في انواع العقاب لمن خالفهم فكل مؤرخ او امام ينطق بكلمة واحدة تخالف الحكم الاموي الا وقطع لسانه كان الحكم الاموي هو اول من اخترع عقوبة قطع اللسان ولم تلغى حتى جاء عهد عمر بن عبد العزيز.
اما حرق الكتب فأمر معروف في التاريخ، كافة القادة الأعراب الأمويين سألوا فقهائهم ماذا نصنع بكتب المكتبات في الأقطار المفتوحة كان جوابهم احرقوها (لا كتاب غير كتاب الله)،
مثلا ا مكتبة الاسكندرية فيقول التاريخ بناء على ما جاء في بعض المصادر التاريخية العربية انه بعد غزوها والتهافت على محتوياتها فان جلودها صنع منها النعل والأحذية وورقها كان شعيلا في الحمامات في مصر لفترة أربع سنوات.
بعد ابادة احفاد الرسول واتباع الحسين وعائلاتهم هدد بني امية ما بقي من المسلمين المقاومين للظلم القبلي الاموي الذي اراد ان يستاثر بالحكم وبالاموال وكلنا نذكر قول السفاح الاموي الحجاج ابن يوسف الثقفي (اني ارى رؤوسا قد اينعت وحان وقت قطافها...واني لأرى الدماء بين العمائم واللحى) ونعلم قصة غزوهت للمدينة المنورة وللكعبة المشرفة وقتله اغلب الصحابة البدريين وفيهم الكثير من المبشرين بالجنة
كان ذلك باسم فتاوى علماء السلطان الاموي وباسم النزعة القبلية وحب زعامة العرب التي بقيت في أولئك العرب الأمويين والتي تمتد جدورها إلى ما قبل الإسلام حيث كان العربي يغزو العربي من اجل سرقة ماله وسبي نسائه ويبدو واضحا أن العقلية الهمجية والجاهلية رجعت من جديد بعد وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام وزادت بعد وفاة الخلفاء الراشدين ابو بكر وعمر وعثمان
ثم توسعت العقلية الأعرابية العنصرية والهمجية بين العرب نفسهم كانوا يتقاتلون من اجل السلطة والجاه وكلا الطرفين بقول الله اكبر على الطرف الأخر (قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار) كان ذلك في أيام الفتنة بين العرب وهو نفس ما كان يحدث بين العرب في الجاهلية قبل الإسلام لكن هذه المرة تحت فتاوي علماء السلطان والأحاديث الموضوعة.
لقد احل الأعراب الأمويين القتل والسبي والسرقة في بني جلدتهم العرب من أتباع بني هاشم ثم جرى تدوين التراث في عهدهم علي أساس تشريع ذلك القتل والسبي وتسويغه بأدلة مصنوعة.
أراد العرب الأمويين العودة إلى الجاهلية باسم الدين واستحلال أموال ونساء الغير عربا وعجما لم يكن لهم ذلك أيام أبي بكر الصديق ووزيره عمر بن الخطاب.
تبرم العرب بحزم عمر إذ كانوا يريدون الانطلاق بالتمتع فيما امتلكوه من خزائن الدنيا وكنوزها،التي ذاقوا حلاوتها بعد غزوهم بلاد فارس والروم وأحس عمر بذلك اللهف على الدنيا من العرب فكان في أواخر أيامه يدعو الله (كبرت سني واتسعت رعيتي فقبضني إليك) كان عمر بن الخطاب لا يقبل النقد وكان حاسما وقيل عنه (جعل عمر ينفخ ويفتل شاربه) كان يفعل ذلك اذا حمي غضبه لقد كان عمر حصنا حصينا ضد عودة الجاهلية ..
وجاء عثمان رضي الله عنه بعده لينا هينا مع أقاربه قليل الشدة والحسم، فاتسعت عليه المشاكل وجرفته الأحداث فقتله العرب واقتتلوا فيما بينهم، وكانت الأموال المكتنزة وكيفية تقسيمها هي أساس الخلاف.
بعد أن انتهى الأعراب الأمويين من الاستيلاء على الحكم وجعله وراثة لأبنائهم وبعد أن قتلوا وابادوا خيرة صحابة رسول الله والمبشرين بالجنة اتجهت أنظارهم إلى بلاد المغرب الكبير بلاد الامازيغ طمعا في خيراتهم وتفعيلا لعقلية النهب والسلب ولطباع الجاهلية واخذ أموال الآخرين تلك الطباع التي جبلوا عليها من وقت الجاهلية.

المصادر :

(1) فيض القدير:4/166، والغارات:2/812 .
(2) ابن كثير: البداية والنهاية (8/38)، وينظر مقاتل الطالبيين ص 50، والمسعودي: مروج الذهب (3/6).
(3) مسند أحمد 1 / 242 و 282 ، وفضائل أحمد الحديث 20 و 22 و 26 ، والمعجم للطبراني ح - 56 ، ومستدرك الحاكم 4 / 398 ، وقال : صحيح على شرط مسلم وسير النبلاء 3 / 323 ، والرياض النضرة 148 ، ومجمع الزوائد 9 / 193 و 194 ، وتذكرة سبط ابن الجوزي ص 152 ، وتاريخ ابن الأثير 3 / 38 ، وابن كثير 6 / 231 و 8 / 200 ، وقال إسناده قوى ، وتاريخ الخميس 2 / 300 ، والإصابة 1 / 334 ، وتاريخ السيوطي ص 208 ، وأمالي الشجرى ص 160 .
(4) تنقيح المقال: 2/254.
(5) الإصابة في تمييز الصحابة: 3/111.
(6) راجع الإصابة في تمييز الصحابة: 3/334.
(7) تنقيح المقال: 2/53.
(8) إبصار العين: 170.
(9) الإصابة في تمييز الصحابة: 3/616.
(10) تنقيح المقال : 2/72 .
(11) الإصابة في تمييز الصحابة: 3/677.
(12) سيد أمير علي , مختصر تاريخ العرب , ص 81 .
(13) ابن الأثير , الكامل في التاريخ , المجلد الرابع , ص 309 .
(14) ابن كثير، البداية والنهاية. 11 / 623.
(15) تاريخ الطبري 3/351.
(16) الشعراني في الطبقات الكبرى 1|36.
(17) ابن أبي الحديد – شرح نهج البلاغة – (6/86).
(18) معالي السبطين 2/108.
(19) اللهوف/ابن طاووس / 71 - 73. الإرشاد / للشيخ المفيد/الجزء الثاني/116-117.
(20) انظر الطبري، والكامل، والبداية والنهاية - حوادث سنة (82) للهجرة.
(21) السنن للترمذي 4: 433.
(22) تهذيب التهذيب 1/ 364.
(23) ابن عبد ربه. العقد الفريد.
(24) السيد العسكري ج 2. روى ابن أعثم والخوارزمي وابن كثير وغيرهم.
(25) سيرة ابن هشام : 3/ 97 . وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : 2/ 382. اللهوف – 96. مثير الأحزان – 80. وفي تاريخ ابن كثير: 8/ 204
(26) تاريخ الطبري : 8/187 ـ 188 ، مقتل الحسين ( عليه السلام ) ، الخوارزمي : 2/58 ، الفتوح ابن الأعثم :
همجية ودموية الغزو الاعرابي الأموي لبلاد الامازيغ :
لمن لا يعلم بعد، كان الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه ثاني الخلفاء الراشدين و أحد العشر المبشرين بالجنة، ضد أي تدخل عسكري للمسلمين في شمال أفريقية بل و حذر من ذلك لأنه كان متأكد من حدوث فتنة كبرى ستفرق المسلمين و لا خير في ذلك سواء للعرب أو الأمازيغ لأن أغلب شمال أفريقية في يد الأمازيغ و ليس الروم أعداء المسلمين و الأمازيغ في نفس الوقت، و أن أي حملة عسكرية للعرب على شمال أفريقية ستفتن أولا العرب و هذا ما حدث فعلا للعرب في شمال أفريقية ، فهؤلاء العرب عوض أن يكونوا حملة رسالة يوصلونها للأمازيغ كما امرهم الله و رسوله تحولوا لمستدمر مستنزف دموي إرهابي همه الوحيد هو السبي و الغنائم و ظلم الناس ، و من جهة أخرى و بسبب التاريخ الحربي العريق للأمازيغ ضد الرومان والبزنطيين أدرك سيدنا عمر ابن الخطاب أن العرب سيهزمون أمام قوة الأمازيغ بسبب تشتت رقعة المواجهة مع الامم الاخرى في الشرق والشمال والغرب و هذا ما شهد عليه التاريخ و حدث فعلا من خلال ثورات الامازيغ ضد الحكم الاموي العنصري و الذي انتهى بابادة الحكم الاموي واتباعه بلاد الامازيغ وهو الموضوع التي سنتطرق اليها لاحقا بالتفصيل.
مفهوم السبي والنهب والغزو :
يتذكر تاريخنا بحسرة جرائم الاحتلال المغولى لبغداد وكيف سبيت نساء وأطفال بغداد وقتل أزواجهن وآبائهن وصور المؤرخ القومي العروبي تلك الأحداث على أنها همجية ليس بعدها همجية لكن القارئ للتاريخ بموضوعية يجد أن تلك الجرائم التي قام بها المغول عند غزوهم بغداد وما يقوم به الدواعش في العراق وفي سوريا وفي ليبيا في الوقت الحالي هي نفسها ما قامت به الجيوش الأعرابية الأموية عند غزوها بلاد المغرب الامازيغي تهافت على اختطاف الأموال والنساء والأطفال .
نعم هذا حال ما يسمى الفاتحين العرب ( الغزاة) لبلاد الامازيغ في عهد الأمويين و بكل موضوعية إجرامهم في حق شعوب المغرب الامازيغي تعدى كل الحدود ويحق القول انه لم تكن هناك فتوحات إسلامية وإنما هي غزوات أعرابية عبارة عن نهب وسلب وسبي من اجل الدنيا لا غير وحق تسميتها بالفسوخات العربية لأنها فسخت عن امر الله كانت غزوات من اجل الدرهم والدينار.
قال الامام البكري رحمه الله:كنا-نحن معشر العرب-إذا اندلعت المعركة نقاتل من أجل الدرهم والدينار.أما البربر فكانوا يقاتلون ﻹعلاء كلمة الله في اï»·رض.
يتضح جليا من قول البكري ان النزعة المادية والدنيوية هي الغالبة على غزوات أعراب بني أمية الذين لم يتعاملوا بالحكمة والموعظة الحسنة والدعوة إلى دين الله بالتي هي أحسن كما أوجب ذلك الله تعالى:
قال تعالى وادع والى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة
إن بعض القوميين العروبيين يجعلون من المغول برابرة لا يعرفون الشرف، بسبب سبيهم للنساء والأطفال العرب خلال غزوهم ويصفونهم بالهمج بسبب احراق الكتب والمساجد في وقت نجد تاريخ العرب الأمويين المعطر بمياه الورد والزبرجد مليئا بالإجرام من هذا النوع وأكثر في حق الإنسان والإنسانية وخاصة في حق الأمة الامازيغية.
حنط القوميون العروبيون عقول الناس في المدارس بالكتب المزيفة والروايات الملونة بالوردي وعلموهم السكوت على تلك الجوانب المظلمة من تاريخ الإجرام الاعرابي الذي كان يتغطى وراء ستار الإسلام والإسلام منهم براء فلا يستطيع مؤرخ التحدث عنه ولا يجوز لأحد النقد فهو تاريخ مقدس وإلا أصابه قطع الرأس والتكفير والتحقير.
الاجرام الأموي تعدى على شعوب إفريقيا :
الغزوات الأعرابية الأموية لبلاد الامازيغ سبقها غزوات لبلدان وشعوب مجاورة (افريقية) مثل شعب النوبة والشعب السودان والاقباط وغيرهم كلهم تعرضوا للظلم الأموي الأعرابي.
ساق أعراب بني أمية الزنوج وأهل النوبة في جنوب مصر وواهل السودان بالآلاف بالسلاسل إلى العراق والشام كعبيد واستخدموهم في الفلاحة كالحيوان مقابل الطعام وفقط لم يتذكر أعراب بني أمية في غزواتهم وجمعم للعبيد وصايا الرسول الكريم (عتق الرقاب ) ولا قول عمر بن الخطاب (متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرار) كانوا يدعون الاسلام ويعملون بما يخالفه.
الإيمان بقدسيات السبي والنهب والقتل الواردة أصبحت عقيدة لجيوش بني أمية اعتبروها على أنها هبة من الله، وتشريع رباني أخذوها من أحاديث مكذوبة على الرسول صلى الله عليه وسلم.
ذلك الكذب على الرسول الكريم سبب بلاء الأمة الإسلامية تلك الأحاديث المنسوبة كذبا للرسول صلى الله عليه وسلم والتي شرع من خلالها الأعراب العودة إلى ممارسة عقلية الغزو والسبي ونهب أموال الغير تلك العقلية التي كانت قبل الجاهلية والتي عادت مرة أخرى في القرن 21 تمارسها الدواعش و مارستها الجماعات التكفيرية في الجزائر وفي نيجيريا .
لهذا يبدو التاريخ تعبا منهارا قلقا فاقدا أعصابه لان الذي أدرج في الكتب وما يدرج في الكتب حتى هذه اللحظة قائم على الفبركة والتزييف والكذب على رسول الله الذي بعثه الله رحمة للعالمين ذلك الكذب هدفه تحليل الحرام وتحريم الحلال.
ما الذي فعلة أولئك الأعراب الأمويين الذين خرجوا من الجزيرة العربية حفاة شبه عراة، ما الذي فعلوه في الأقطار التي سبوها ثم أعطوا خمسها لأميرهم الأموي
مثلا شعب الأكراد لم تكن له دولة أو مملكة خاصة وكانوا تابعين لإمبراطورية الفرس، ولم تكن لهم علاقة بالعرب من أي نوع. وكل ما هنالك إنهم فوجئوا بجيش لا يعرفون لغته يقتحم عليهم ديارهم، فدافعوا عن وطنهم واموالهم واعراضهم، فانهزموا، وبعد ان قتل العرب مقاتليهم اخذوا النساء والأولاد والبنات سبيا، واخذوا الأموال،وهدموا البيوت .
وتخيل نفسك تعيش في قرية ثم فوجئتم بجيش يهزم المدافعين عن القرية، ثم يستبيح بيوت القرية ويستحل الدماء والأعراض والأموال ويصل إلي بيتك، يأخذ أموالك، ويأخذ أمك وزوجتك وأختك وبناتك وأولادك لسبيهم وبيعهم في اسواق النخاسة)
والله لن يقبل بذلك إي إنسان كافر أو مسلم بل الحيوان لا يقبل بذلك يدافع عن أولاده ويموت من اجل حمايتهم من القتل والاختطاف فما بالك الانسان.
أرسل الأعراب الأمويين إلي شعوب إفريقيا السوداء والى الامازيغ جيوشا همجية لا تفكر إلا في السبي والنهب ،والقتل حيث كان منظر الأطفال من السبي وهم يملئون طرقات ومدن الشام والعراق في العهد الاموي يفوق البشاعة والخيال حسب ما ورد في كتب العرب، وتصوروا معي ملامح الأطفال المسبيين ونفسيتهم ،ونعتبرهم اولادنا من دمنا ولنطوف بخيالنا بينهم ذلك الزمان ونستمع إلي بكائهم وصراخهم ونتخيل معاناتهم حين كانوا يساقون ويحشرون علي طول الطريق من بلادهم البعيدة إلي الشام والعراق والى صحراء الجزيرة العربية انه مشهد والله تطير منه العقول.
هذه المعاناة والبشاعة ضمن المسكوت عنه في تاريخ الأعراب. والمسكوت عنهم هم هؤلاء الألوف من الصبية والأطفال أو الذراري الذين سباهم الاعراب الاميون من أهاليهم من الامازيغ وأهل السودان وشعب النوبة،والاقباط والاكراد وغيرهم.
تخيلوا حجم الإجرام الأعرابي الأموي الذين فرقوا بين الأطفال وبين أهاليهم وجعلوهم رقيقا بدون ذنب جنوه هم وأهاليهم ..
تخيلوا حجم الإجرام الأعرابي الأموي الذين فرقوا بين النساء وأطفالهم تخيلوا معانات تلك المرأة التي اخذ منها أولادها وقتل زوجها وبيعت في النهاية لسوق النخاسة في بغداد وفي أماكن أخري
وهل يصح هذا في عدالة الإسلام هل هذا هو الإسلام هل هذه هي الرحمة التي أمر بها الله ورسوله الكريم.
إذا تحدثت في هذا الموضوع الحساس والمخفي من تاريخ الأعراب وتطلب المزيد من المعلومات، ولم تجد شيئا عنهم وعن آلامهم قيل لك .. اسكت .. هس !!
لم يذكر لنا المؤرخ القومي الأعرابي الذي يفتخر على العجم انه بفضله دخلوا الإسلام ذلك المؤرخ الأعرابي الذي يهوى تلوين التاريخ لم يذكر أحوال الأسرى والسبايا، ولم يورد لنا ولو إشارة صغيرة عن الأسرى الأطفال والأمهات المسببات اللواتي تبادلهن الرجال الاعراب واللواتي بعن في أسواق النخاسة، لم يذكر ذلك لان ذلك يضع البقع السوداء في كتاب تاريخ الاعراب الملون بالوردي لكن إليكم ما جاء في بعض مكتوبات ذاك الزمان المخفي من فتاوى:
فتوى جمهور العلماء في العهد الأموي :
(الأسري هم الرجال الذين يظفر بهم المسلمون في ساحة القتال أحياء، ولولي الأمر أن يفعل في الأسري ما يراه الأصلح لمصلحة المسلمين، ويري الجمهور أن الإمام مخير بين أمور خمسة: القتل، والاسترقاق، والمن،( أو أن يتركهم أحرارًا ذمة للمسلمين) والفداء، وضرب الجزية عليهم حتى يدخلوا الاسلام
إلا أن الطمع في الدنيا وحب النساء والأموال غلب على الغزاة الأعراب الأمويين والذين أباحوا لأنفسهم السبي والاسترقاق دون الوسائل الأخرى ونسوا سنه الرسول صلى الله عليه وسلم وأحاديثه التي تنص على تحرير الرق ومحو العبودية ونسوا قول عمر بن الخطاب (متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرار ).
القاموس الضريبي لبني أمية:
مثال للتجبرفمجرد مراجعة القاموس الضريبي لبني أمية على الشعوب المحتلة يتضح لك جليا عدلهم. المزعوم.

أما الضرائب الباهظة: فحدث ولا حرج! وهي متعددة، أخذ فيها بنو أمية أساليب شتىى وفرضوها على عدة أمور كثيرة غريبة قد لا تخطر على بال مثل:

1. الضريبة على الأرض (الخراج)
2. ضرائب الزواج
3. أجور الضرابين
4. أجور البيوت
5. رسوم العرائض
6. هدايا النيروز والمهرجان للخليفة ، بلغت عشرة ملايين درهم أيام معاوية
7. الصوافي (الأراضي المصادرة) للخليفة
8. استخلاص الصفراء والبيضاء للخليفة
9. الضرائب على التجار
10. ضرائب على المهن والصناعات
11. أجور أرزاق العمال
12. أجور الصحف والقراطيس
13. أجور طعام السلاطين والولاة
14. أجور الكيالي/ 25- أجور الأتبان
15. أخذ الجزية عمن أسلم ومن لم يسلم
16. الزيادة في مقادير الجزية
17. ضرب الكسور في الفروق بين العملة الجيدة والرديئة والأموال المتخلفة وأداء الأعلى
18. منع أهل الزكاة الحقيقيين من حقهم وإعطائها الموالين والشعراء
19. ولم يكن للموالي -المجندين قهراً- عطاء ولا رزق وهو سبب ثورة البربر
20. مصادرة الأملاك كما حصل لأهل اليمن في عهد محمد بن يوسف وفرض عليهم ضريبة جديدة سماها : وظيفة!
21. وفرض جزية على البربر سموها: جزية الأبناء.. ومن قصر في الجزية عليه تسليم أبنائه ونسائه للبيع! أسقطها عمر بن عبد العزيز
22. نقل خراج الأراضي البعيدة إلى غير أهلها كخراج عمان إلى البصرة
23. تعذيب أهل الضرائب والخراج شتى أنواع التعذيب حتى يؤدوا فوق الطاقة
24. بالإضافة لابتزازات العمال فخالد القسري مثلاً -حبيب الغلاة- كانت غلته عشرين مليون درهم وقد ولاه الخليفة وليس معه شيء
25. وعبد الرحمن بن أبي بكرة أرسله معاوبة إلى سجستان فوصلها من أصبهان وقد كسب 40 مليون درهم! من إمارته على أصبهان فقط وكانت لسنة أو سنتين!

أما البيعة و شروطها

ذكرسمط النجوم العوالي (ج 2 / ص 93) : "ثم دعا مسلم الناس إلى بيعة يزيد على أنهم خَوَل (عبيد) له، يحكم في دمائهم وأموالهم وأهليهم بما شاء، ومن امتنع قتله، وجيء بعد يوم بيزيد بن عبد اللّه بن زمعة بن الأسود، ومحمد بن أبي الجهم بن حذيفة، فقالا: لا نبايع إلا على الكتاب والسنة، فقتلهما) !!!! هذه هي الخلافة التي يأمل بعض الغلاة بإعادتها...
تعساً لهذه الخلافة وهذا سبب دعوتي على المسلمين ألا ينصرهم الله وهم في هذه الحالة حتى يستيقظوا

وتسبب تحريفهم في الإسلام إلى هجر المعرفة وشك كثير من المسلمين أنفسهم في هذا الإسلام (الأموي ثم العباسي) بسبب حصرهم الدين في الظلم والجهل...و تجد البعض يستطيع أن يجمع بين الدفاع عن الصحابة والدفاع عن قتلة الصحابة والدفاع عن لاعني الصحابة والدفاع عن مذلي الصحابة مسرحية...
فالشيطان يحب أن يضحك أيضاً. الشيطان يعرف أنه ليس له إلا الحياة الدنيا وهو حريص على استغلالها ليس بإضلال بني آدم فقط وإنما يريد إضلالهم بطريقة مضحكة أيضاً. هذه الفئة المثالية لتسلية الشيطان.. هو يفعل فيهم الأعاجيب يجعلهم مهرجين ظرفاء يجمعون (الدين وجهنم)! فهو يحب التسلي بهذا المخلوق.


لمادا كان أمراء المؤمنين رضي الله عنهم يفضلون الأمازيغيات كجواري ؟

لمحاولة الإجابة على هدا السؤال نود إلقاء نظرة على رسالة تاريخية أرسلها أمير المؤمنين هشام بن عبد الملك الاموي ) م 741-691 م) من دمشق إلى عامله على بلاد الأمازيغ. وللتذكير فهشام من ملوك أو خلفاء الأمويين ?كل حسب قراءته الدينية- الذي اشتهر باعتبار أول ملك عربي قام بتعريب الدواوين وأنهاء العمل باللغة البيزنطية كلغة دولة والعمل باللغة العربية. نص الرسالة ....

"كتب هشام إلى عامله على إفريقيا أما بعد, فان أمير المزمنين لما رأى ما كان يبعث به موسى بن نصير إلى عبد الملك بن مروان رحمه الله تعالى, أراد مثله منك و عندك من الجواري البربريات الماليات للأعين الآخذات للقلوب, ما هو معوز لنا بالشام و ما ولاه. فتلطف في الانتقاء, و توخ أنيق الجمال, و عظم الاكفال, وسعة الصدور? و لين الأجساد? و رقة الأنامل? وسبوطة العصب? و جدالة الاسوق? وجثول الفروع? و نجالة الأعين, و سهولة الخدود, وصغر الأفواه, و حسن الثغور, و شطاط الأجسام, و اعتدال القوام? و رخام الكلام? و مع دلك, فاقصد رشدة و طهارة المنشأ. فأنهن يتخذن أمهات أولاد و السلام. "
المصدر : من كتاب الدولة الأغلبية 909-800 التاريخ السياسي لصاحبه الاستاد الدكتور محمد الطالبين تعريب الدكتور المنجي الصيادي? نشر دار الغرب الإسلامي? ص 39.

لنا الملاحظات الآتية حول هده الرسالة:

1- أمير المؤمنين هنا يتحدث عن الامازيغيات? لكن كجواري.
2- أمير المؤمنين لم يطلب لعامله على شمال إفريقيا في هده الرسالة الغلمان. الم يكون سلفه يأخذ الأطفال الأمازيغ كغلمان؟
3- ادا علمنا أن أمير المؤمنين هشام بن عبد الملك كان حكمه من سنة 691م الى 741م? فقد طلب هدا الطلب بعد 120 سنة في عمر الإسلام. هدا يعني ان السبي والجواري حلال. خصوصا ادا علمنا أن علماء الإسلام لم يكفروا خلفاء الأمويين? بل منهم من هو مبشر بالجنة.
4- من أين ستأتي هده الجواري الأمازيغيات؟ ادا علمنا ان الأمازيغ دخلوا في الإسلام مع غزو عقبة بن نافع -الدي هو بالمناسبة من بين أمية- سنة 677م أي 64 سنة قبل رسالة هشام? فهدا يعني أن أمير المؤمنين يطلب الجواري الأمازيغيات المسلمات. وهدا يضع اكتر من علامة استفهام.

كان من الممكن ان يتجنب المسلمون كل هده الماسي لو حرمت الجواري في الديانة الاسلامية كما حرم الخمر والميسر.

التاريخ يكتبه المنتصرون و هم هنا الغزاة العرب. فقد سموا غزواتهم فتوحات استلهاما من فتح مكة. و هو كما نري اسباغ نوع من القدسية الدينية علي عمليات النهب. هذه القصة تعد من الاستثناءات التي لم تخضع للتلوين العربي لسبب نجهله ليلقي ضوءا علي جانب يخشي العرب تعريته و كشفه. لانه تعرية و كشف لتاريخهم الدموي اللاانساني في التخوم غير العربية

بداية الغزوات الاعرابية الاموية لبلاد الامازيغ:
بدأت عمليَّات فتح المغرب الامازيغي الكبير الذي تمتد رقعته من واحة سوى بمصر إلى المحيط الأطلسي وذلك في عهد الخليفة الراشد عُمر بن الخطَّاب، عندما فُتحت برقة وكانت تتبع ولاية مصر الروميَّة، وفي عهد عمر بن الخطاب فتحت طرابُلس على يد عمرو بن العاص.
ولم يأذن عُمر للمُسلمين بالتوغُّل أكثر بعد هذه النُقطة، مُعتبرًا أنَّ تلك البلاد مُفرِّقة ومُشتتة للمُسلمين، كونها مجهولة وليس لهم عهدٌ بها بعد، ودُخولها سيكون مُغامرة قد لا تكون محمودة العواقب نظرا لأخبار تصارع البربر (الامازيغ) والروم على السيطرة على تلك الأرض.
وفي عهد الخليفة عُثمان بن عفَّان سار المُسلمون أبعد من برقة وفتحوا ولاية إفريقية الروميَّة نواحي ليبية وتونس.
توقفت حركة الفُتوح على الجبهة الأفريقيَّة الشماليَّة بعد مقتل عُثمان لانشغال المُسلمين في إخماد وتهدئة الفتن التي قامت بعد ذلك وطيلة عهد الإمام عليّ بن أبي طالب، ولم تستمر الحركة العسكرية ضدَّ ما تبقَّى من مناطق في شمال أفريقيا إلَّا بعد قيام الدولة الأُمويَّة، فكانت في بدايتها حركة خجولة، عبارة عن غارات كر وفر .
ثُمَّ لمَّا ابتدأ العهد الأموي المرواني وهدأت أوضاع الخلافة الأُمويَّة نسبيًّا، بعد أن قضى الأمويون على اتباع بني هاشم واتباع الحسين بن علي وبطشوا بمن والاهم .
وجد الخليفة الأُموي عبدُ الملك بن مروان مُتسعًا من الوقت لِيقوم بأعمالٍ حربيَّة في المغرب الكبير، فتابع الأمويون الزحف غربًا طيلة عهده وعهد خلَفِه الوليد بن عبد الملك، حتَّى سقطت كامل بلاد المغرب بِيد الأعراب الأمويين ، وانطوت بعض القبائل الامازيغية تحت جناح الرَّاية الأُمويَّة.
ويعتبر غزو بلاد المغرب الكبير أطول حملة في تاريخ الغزوات العربية مقارنة بالحملات الأخرى التي استغرقت مدتها حوالي ثلاث سنوات لكل من مصر وأربع سنوات للعراق وسبع سنوات لكل من فلسطين وسوريا. وقد توحي هذه المدة بأن صمود الأمازيغ أمام الغزو الأموي الأعرابي له دلائل وأسباب سنحللها بالتفصيل خلال الموضوع.
كانت مقاومة الامازيغ للاحتلال الأموي رفضا مطلقا للتخلي عن أراضيهم والتهجير،مقابل سياسة الاستيطان الأعرابية وعقلية السبي والنهب ولسياسة الإذلال والتحقير الذي مارسه الأمويون على الامازيغ من اليوم الأول للاحتلال الأموي.
هذه الحقيقة لا يصدقها ولا يعرفها الملايين من مقدسي القومية العربية ومن حنطت عقولهم وأعينهم بغشاء وردي يرى تاريخ الأعراب والغزوات على بلاد الامازيغ كله وردي لكنها حقيقة مظلمة مطوية في بطون كتب التاريخ العربية والأعجمية .
تهافتت الأعراب في العهد الأموي برهم وفجارهم على الانضمام إلى الجيوش الغازية بعقلية اغلبها طمعا في الثراء والسبي وقليل منهم من كان يؤمن بالدعوة إلى دين الله وبعد أن هزموا الجيوش في مواقع متعددة داخل بلادها، سلبوا كنوز في كل مدينة، وقرية واسترقوا الذرية من النساء والأطفال وتقاسموهم فيما بينهم، ثم بعدها فرضوا علي المساكين أهل البلاد المفتوحة جزية علي الرءوس، ثم ضريبة علي الأرض.
واستمرت تلك الجزية والضريبة حتى بعد دخول تلك الشعوب في الإسلام لم يكن الأعرابي الأموي يقبل من الناس أن يعلنوا إسلامهم مقابل الإعفاء من الجزية لان في ذلك ضياع لمداخليهم المالية وفي تاريخ الطبري مئات الصفحات عن القتل والسلب والسبي للاما زيغ بعد أن أعلنوا إسلامهم ورفضوا دفع الجزية .
سياسة العرب الامويين تشكلت من قناعتهم بـ: "سمو العنصر العربي" المنطلقة من المفهوم العنصري "فضل العرب على العجم" وجعل النسب القريشي الشريفي أساس التمايز الطبقي والشرف، وشرطا من شروط الدين للإمارة والحكم والذي يوازي شعارها القومي "جعل كلمة العرب هي العليا". وكل هذه العناصر العنصرية تدخل ضمن الأساطير المؤسسة لدولة بني أمية
خلاصة على ما سبق، يتضح أن السياسة التي انتهجتها الدولة الأموية اتجاه الأمازيغ، تحمل الكثير من العنصرية والابتزازات والإهانات المتكررة،ومن اليوم الأول للغزو حيث أصبحت معاملة الأمويين للامازيغ قاسية وهمجية تصل في كثير من الأحيان إلى العنف والتعذيب والقتل، واغتصاب النساء الامازيغيات وهن مسلمات ، كما قام هؤلاء الأعراب المتعصبون لعروبتهم ونعرتهم القريشية بإقصاء الأمازيغ من دوائر المسؤوليات وميادين النفوذ السياسي ومجالات الانتفاع الاقتصادي، دون إعارة أي انتباه لتعاليم الإسلام المساواتية
وشكلت ولاية يزيد بن أبي مسلم، قمة الاستبداد بالمغاربة( على جميع المستويات فقد كان هذا الرجل "ظلوما غشوما"( 3
على حد تعبير بن عذارى، كما " كانت فيه كفاية و نهضة قدمه

الحجاج بسببهما"( 1)، وما يبينويؤكد الأوصافالتي ألصقها ابنعذارى بالرجل، أن عمر بن عبد العزيز لما ولى الخلافة، بلغه أن يزيدبن مسلم بن أبي مسلم خرج في جيشمن جيوشالمسلمين،
فكتبإلى عامل الجيشبرده وقال: إني أكره أن أستنصر بجيشهو فيهم"( 2). " وكان يزيد بن أبي مسلم قد عمل مدة طويلةفي العراق تحتنظر الحجاج بن يوسفالثقفي، فتشبع بمنهاجهفي الحكم( 3)" خصوصا وأنه كان صاحب شرطته "وأمين سره،
( فحذا حذوه فيسوء معاملة الرعية والقسوة عليها"( 4
"واستبد مع البربر، وفرضعليهم الجزية واستخفبهم، واشتدعليهم في جمع أموالهم وسبي نسائهم، وأسرف في ذلكحتى
.( أوغر عليه صدورهم"( 5
ومن مظاهر استبداد و تعسفيزيد بن أبي مسلم " أنهأخذ موالي موسى بن نصير من البربر فوشم أيديهم، وجعلهمأخماسا، وأحصى أموالهم وأولادهم ثم جعلهم حرسهوبطانته"( 6)، "وقام خطيبا على المنبر فقال: أيها الناسإنيقد رأيت أن أرسم اسم حرسي في أيديهم، كما تفعل ملوكالروم بحرسها، فأرسم في يمين الرجل اسمه وفي يساره حرسي،
ليعرفوا في الناسبذلكمن غيرهم ... فلماسمع ذلكحرسه،
اتفقوا عليه وغضبوا وقالوا: جعلنا بمنزلة النصارى، ودب بعضهملبعض وتعاقدوا على قتله، فلما خرج من داره إلى المسجد لصلاةالمغرب قتلوه في مصلاه"( 1). "فقد رفضوا هذا الإجراء واعتبروهاستخفافا بهم وضربا من المذلة والخنوع ورأوه بعيدا عن تعاليمالإسلام وتقاليده ومبادئه"( 2)، "كما فرضيزيد بن أبي مسلمالجزية على من أسلم من أهل المغرب، وقام برد من أسلموا إلىقراهم"( 3) ويبرزسعيه الكبير لجمع الغنائم أنه " غزاصقيلية
.( سنة 101 ه في وقت كان الموقفبالمغرب عصيبا"( 4
"والظلم الذي حاق بالبربر على يد يزيد بن أبي مسلم، إنماتم تحتسمع الخلافة وبصرها، فالخليفة يزيد بن عبد الملك، عرفبالطمع والجشع وحبالمال الذي جمع له عماله منه ما لم يجمعلأحد من قبل، وإذا كان الحجاج بظلمه في المشرق قد أشبعنهمه، فإن يزيدا في المغرب قدم له المزيد ولا غرو، فقد قال فيهاعبارته الشهيرة: ما مثلي ومثل الحجاج وابن أبي مسلم بعده إلا
.( كرجل ضاع منه درهما فوجد دينارا"( 5
وكما رأيناسابقا، انتهى يزيد بن أبي مسلم مقتولا علىعتبة المسجد، فأرسلت الخلافة واليا جديدا، "بيد أن تغيير الحاكم

مما نتج عنه ثورات امازيغية ضد الكم الاموي انتعت بابادة وطرد الاعراب الامويين من بلاد الامازيغ وهو ما سنفصله لاحقا.
وقد واصل نفسالسياسة مع البربر، وهي السياسة التي تهدفإلى إرضاء الخلافة، كيفما كانتالطرق في ذلك، خصوصا وأنهؤلاء الخلفاء " كانوا يستحبون طرائفالمغرب، ويبعثون فيهاإلى عامل إفريقية فيبعثون لهم البربريات السنيات فلما أفضىالأمر إلى ابن الحبحاب مناهم بالكثير، وتكلفلهم أو كلفوه أكثرمما كان فاضطر إلى التعسف وسوء السيرة"( 3) "فبعثحبيببن أبي عبيدة بن عقبة بن نافع غازيا إلى المغرب فبلغ السوسالأقصى وأرضالسودان ولم يقابله أحد إلا ظهر عليه وأصاب

من الذهبوالفضة والسبي أمرا عظيما ولم يدع في المغربقبيلة إلا دخلها فملئوا منه رعبا وخوفا، وسبي من قبيل منقبائل البربر يقال لهم مسوفة في طريق بلاد السودان نساءلهن جمال وكان لهن أثمان جليلة لم ير مثلها ورجع سالما حتىقدم على ابن الحبحاب"( 1)، وثقلت وطأة عماله جملة، بما كانوايطالبون به من الوصائفالبربرية مثل الأدم العسلية الألوانوأنواع طرف المغرب فكانوا يتغالون في جمع ذلك حتى كانتالصرمة من الغنم تهلكذبحا لاتخاذ الجلود العسلية من سالخهاولا يوجد فيها مع ذلكإلا الواحد وما قرب منه، فكثير عيثهم فيذلكبأموال البربر "( 2)، " ويذكر الطبري أن عمال الحبحاب كانوايعمدون إلى الماشية فجعلوا يبقرونها عن السخال يطلبونالفراء الأبيضلأمير المؤمنينفيقتلون ألف شاة في جلد، و معنىذلك أن ولاة بني أمية هددوا البربر الرعاة في مصدر رزقهم من
.( الأغنام والماشية"( 3
" فقد رأى عبيد الله بن الحبحاب شدة الإقبال في العاصمةعلى صوف الخراف العسلية الذي تصنع منه الملابسالناصعةالبياض فقد اغتصبمن البربر أغنامهم و ذبحها جميعا علىالرغم من انه كان قل أن يتوفر مطلبه من غير واحد من المائةمنها، أما البقية الأخرى فهي إما جرداء أو قصيرة الصوفوالتاليغير مفيدة للوالي، ولم يكتفبتجريد البربر من قطعانهم وهي

المصدر الرئيسي لثروتهم أو بمعنى أصح وسيلة معيشتهمالوحيدة، بل اغتصبأيضا نساءهم وبناتهم وأرسلهن إلىالشام ليخدمن في القصور، وذلك لشدة ولع العرب بنساء البربر
.( اللائي عرفن على الدوام بأن جمالهن يبز جمال العربيات"( 1
أما عمر بن عبد اللهالمرادي، عامل ابن الحبحاب على طنجة"( وما والاها، " فقد كان أشد هؤلاء العمال ظلما واستبدادا( 2
فقد أساء السيرة وتعدى في الصدقات والعشر وأراد تخميسالبربر وزعم أنهم فيء المسلمين... فكان فعله الذميم هذاسببالنقضالبلاد ووقوع الفتن العظيمة المؤدية إلى كثير القتل فيالعباد"( 3) بحيث "خرج ميسرة المدغري وقام على عمر بن عبداللهالمرادي فقتله"( 4) ثم تطورت الأحداث لتصبح تدريجيا ثورةحقيقية، انطلقت في أواخر الدولة الأموية، واستمرت طوالحكم ولاة الدولة العباسية، وهي ثورة كانت مبررا ارتكبت بهالخلافة جرائم حقيقية وهذه المرة على المستوى العسكري،
فالخليفة " هشام بن عبد الملكعزل بن الحبحاب عن إفريقيةوما وراءوهما من المغرب وولى عليهما كلثوم بن عياضالقيسيوأمره بقتل البربر"( 5) "وقال: اقتل أولئكالرجال الذين كانوا يفدونعلينا من المغرب، أصحاب الغنائم قيل: نعم يا أمير المؤمنين قال:
والله لأغضبنلهم غضبة عربية، ولأبعثن إليهم جيشا أوله

عندهم وآخره عندي، ثم لا تركت حصن بربري إلا جعلت إلىجانبه خيمة قيسي أو تميمي"( 1) ويبدو من خطاب هشام بنعبد الملك، إلى وإليه كلثوم بن عياض، عنصرية جامحة تجاهالبربر، الذين سيواجهون مرة أخرى مؤسسة عسكرية قوية أثناءولاية عبد الرحمان بن حبيبالذي "أمعن في قتل البربر وأمتحنالناسبهم، وابتلاهم بقتل الرجالصبرا، يؤتي بالأسير من البربر
.( فيأمر من يتهمه بتحريم دمه بقتله، فيقتله"( 2
كل هذه التجاوزات التيشملتالجانبالعنصري والاقتصاديوالأخلاقي والعسكري والإنساني، تواصلتبلا هوادة أثناء الحكمالعباسي بالمغرب، فهذا أبو جعفر المنصور يطلب من واليه عبدالرحمان بن حبيب المزيد من السبي، فيجيبه هذا الأخير قائلا: "إنإفريقية اليوم إسلامية كلها وقد انقطع السبي منها"( 3) لكنالحقيقة أن عبد الرحمان بن حبيب واصلسياسة البحثعنالغنائم والسبايا بحيث " غزا تلمسان ... فظفر بما لم يظفر بهأحد قبله، ثم بعثإلى إفريقية فأتى إليه منسبيها بما لم يؤتبمثله من بلد ودوخ المغرب كله، وأذل من به من القبائل... وتداخلجميع أهل المغرب خوفه والحذر من سطوته"( 4)، وواصل الولاةبعده نفسالسياسة، على أن أهم ميزة تميز بها عصر الولاةالعباسيين، هو أنه كان عصر الثورات المتواصلة التي انطلقت

منذ أواخر الدولة الأموية ولم تنتهي إلا بتحقيق الاستقلالعن المشرق، لذلك فسنكتفي بهذه اللمحات عن حقيقة حكمالولاة وتجاوزاتهم، ونعتقد "أن الأحداث المعروضة على الرغم منظآلتها كمادة تاريخية فإنها تسوغ الرأي السلبي في تقويمالحكم الأموي، وتؤكد م أشرنا إليه في وقتسابق، و هي أنالمسألة لم تعد دعوة دينية، بل تحولتإلى دعايةشبه مبرمجةلا تتوخىسوى النهب"( 1)، وهي الدعاية التي تواصلت بنفس
الطريقة، أثناء التواجد العباسي في المغرب.

الفسوخات الاعرابية الاموية:
الغزوات الاعرابية الثمانية لبلاد تمازغ حدثت في عهد حكم ستة من الخلفاء ، راشدي واحد عثمان بن عفان رضي الله عنه، وخمسة من خلفاء بني أمية ( معاوية بن أبي سفيان ، يزيد بن معاوية ، عبد الملك بن مروان ، الوليد بن عبد الملك ، سليمان بن عبد الملك ) ،
وتتابع ثمانية من أمراء الجند سميت عادة الغزوات بأسمائهم ،هم:
1:عبد الله بن أبي سرح 27 للهجرة ،
2:معاوية بن حديج 45 للهجرة ،
3:عقبة بن نافع على فترتين 50 هجرية و62 هجرية ،
4: أبا المهاجر دينار ، 55 هجرية ،
5:زهير بن قيس البلوي 69 للهجرة ،
6:حسان بن النعمان 74 للهجرة ،
7:موسى بن نصير 85 للهجرة .
وظف الغزاة الأمويين عددا هائلا من الجند النظامي والمتطوعة ، ومن الفرسان الخيالة والمشاة ، قد تصل ترسانتهم الإجمالية إلى ما لا يكفيها العد ، والمؤرخ العربي يتلاعب غالبا بالأرقام ، فيجعل العدو دائما متفوق على العرب من حيث العدد بعشر مرات غالبا ، ألف ضد عشرة الآف ، عشرة الآف ضد مائة ألف
فالأرقام غير مضبوطة والتواريخ لا تطابق فيما بينها غالبا ،كلها كذب في كذب لاظهار البطولة المزعومة وأكثر الغزوات تعدادا في جندها حسب المصادر ، غزوة حسان بن النعمان لغرض محو هزيمة زهير بن قيس البلوي وهزيمته في غزوته الاولى على يد امراة امازيغية، كان الهدف هوالقضاء على مقاومة ديهيا
كانت هزيمة الأعراب الأمويين على يد الملكة الامازيغية ديهيا بمثابة الصاعقة والعار الذي سكن قلوب الأعراب فلم يسبق أن هزمتهم امرأة في المعارك التي خاضوها.
لمحو ذلك العار الذي لا يمحى بلغ تعدادها الجيش الأعرابي بقيادة حسان بن النعمان أزيد من أربعين ألفا من جند الشام ومن معه من مرتزقة، وبمجرد نهاية الغزووتغلبه على الملكة ديهيا يتبخر الجند عائدا إلى المشرق أو أنطابلس .
حتى القيروان التي اسسها عقبة بن نافع لم تكن معسكرا حقيقيا إلا ما بعد حسان بن النعمان وهزمه لديهيا البترية ، فاستقرار جند العرب المسلمين بالقيروان خلال الحملتين الأخيرتين بدأ فعليا زمن حسان، وتطور في عهد ولاية موسى بن نصير خاصة بعد خلق قاعدة متقدمة بطنجة في المغرب الأقصى تولى القيادة فيها طارق بن زياد. الامازيغي المسلم.
غادر الغزاة الأمويين السابقين إفريقية (تونس) وانسحبوا منها كلية ، خلال الغزوتان الأولى والثانية ، لأن قادة الغزوتين جاءوا للارتزاق من مغانم إفريقيا بلاد الامازيغ ، وأنساهم ذلك الجشع للدنيا بُعد نشر الإسلام ، فمجرد ما ينتهي الإنتهاب ويتضخم المُجمّعُ من السبيي والمغانم العينية ، يزداد خوف العربان من هجمات مرتدة قد تضيعُ عليهم ما جمعوه ، فلهذا يسرعون الخطى للعودة بما أفاء الله عليهم من خيرات إفريقيا وأنعامها وأسلابها ، وتراجع الأعراب ثلاث مرات كرها ، بعد مقتل عقبة بن نافع على يد الشهيد المسلم اكسل (كسيلة)، حيث فروا من القيروان باتجاه أنطابلس بليبيا ، ونفسه تكرر بعد مقتل زهير بن قيس البلوي على يد البيزنطيين ، وكذا انهزام حسان بن النعمان الذي لا حقته ديهيا حتى حدود إفريقية الشرقية.
ومن هنا يتضح بأن العرب الأمويين ارتدوا نحو الشرق خمس مرات ، فكانت القيروان بلا معنى إلى غاية زمن حسان في حملته الثانية ، وموسى بن نصير الذي استقر العرب المسلمون فيها بقوة ، أما قبلها فكانت المدينة مربضا للأهالي المسلمين بمختلف ألوانهم ونحلهم دون الجند .
ملاحظة:
تبعية إفريقيا (بلاد الامازيغ ) تأرجحت بين التبعية لوالي مصر ثلاث مرات ،
عبد الله بن سعد ،
ابن مخلد الأنصاري ،
عمر بن عبد العزيز
وإلى الخلافة الأموية المباشرة حيث يتكفل الخليفة نفسه بتعيين وعزل أمراء الغزوات على إفريقية ، تعيين الخليفة معاوية بن أبي سفيان لمعاوية بن حديج ، و عقبة بن نافع في عهدته الأولى ، و تعيين الخليفة يزيد بن معاوية لعقبة ثانية بعد عزل وسجن أبي المهاجر دينار ، وعبد الملك بن مروان الذي عين زهير بن قيس البلوي ، ثم حسان بن النعمان .
الشجع الاموي ليس له مثيل :
كثيرا ما ساءت العلاقات بين والي مصرالاموي عبد العزيز بن مروان ، شقيق الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان ،وقادة الغزو في إفريقية ، فالوالي كان ينشد الهيمنة على هذه الولاية الجديدة لما تدره من منافع ، وهو ما أحدث تصادمات مع أمراء الغزو ، واتضح ذلك جليا في عهد زهير بن قيس البلوي ، وعهد حسان بن النعمان .
بحيث أن الكثير من أنعام إفريقيا ومغانمها وسبيها يُسلب جزء مهم منه في مصر قبل وصوله إلى دار الخلافة في دمشق بجمركة مسبقة (حقوق المرور) ،ويذكر التاريخ أن حسان بن النعمان مرر القطع الفضية مخفية في قرب الماء ، لضمان وصولها وإيصالها لخليفته عبد الملك بن مروان .
الغزوات الأعرابية الموجهة لغزو شمال إفريقيا تباينت في أهدافها وإن تشابهت في أساليبها ، التي طبعها القهر والتقتيل والسبي والنهب لخيرات البلاد ، فالأولى منها كانت تبحث على المغانم على طريقة ( أسلب واهرب ) ، وأخرى انتقامية خالصة كالتي قادها زهير بن قيس البلوي للقضاء على آكسل قاتل عقبة بن نافع في تهودة ، أو حملتا حسان للقضاء على الملكة الامازيغية ديهيا البترية المقاومة الشهمة التي دافعت على أرضها وعرضها ضد الأعراب الغزاة و للوافدين باسم الإسلام والإسلام من أفعالهم بريء.









 


 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 02:29

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc