في أحدى السنوات تغيبت عن المنزل لمدة 21 يوم لآداء مناسك العمرة، و كانت أطول مدة أغيب فيها عن المنزل في حياتي، يوم العودة و في مطار قسنطينة، نظرت أمامي مباشرة لأرى أختي الكبرى و الصغرى تهرولان إليَّ فعانقنني معانقة شوق كبير، نظرت في عينيهما و إذ بهما مغمورتان بالدموع نعم لقد إشتاقتا إلي و إلى مزاحي، فهما يتميزان بسعة صدر و طيب قلب كبيرين،لست أمدح نفسي لكني أقرب ذكر في العائلة من أخواتي، لحظة أدركت فيها حقيقة معنى أن تتربى في وسط عائلة يغمرها العطف و الحنان، فحنان الأخت لا يقل أهمية عن حنان الأم، وقعت عيني على أحد النساء و هي تنظر إلينا مبتسمة و باكية في نفس الوقت، قلت في نفسي لعلها إستغربت كيف لهذا الأخ أن تكون له محبة وشوق من أختيه لهذه الدرجة، نعم هي تربية الوالدة و التي أدعوا الله أن يسكنها الفردوس الأعلى من الجنة، إكتسبت موهبة في إدارة المنزل و ترتيبه أيام مرض الوالدة جعلتني أكون ألذ المنافسين لأختي الصغرى حيث أقوم بمعاتبتها على عدم القيام بالأعمال كما تفعل الوالدة لأني كنت دائما أراقب الوالدة و هي تعمل يعني نظريا أحفظ كل شي ، فبحكم أن الكبيرة لها خبرة، بقيت أنافس من هو أقل مني تحت شعار المثل الشعبي " مقدوري على من نقدر "
، قد يستغرب الكثير لكن مثل هذه الأعمال تجعلك تتعلم أمور كثيرة في حياتك و منها التنظيم و الإعتماد على النفس، فجلوسك معهن فيه مكسب للطرفين منها التحاور و التقارب و منها النصح و التشاور... أسأل الله أن يحفظهن و يرزقهن العفاف.