أعتَذِر

[عثمان الجزائري.]

بسم الله الرحمن الرحيم

كل عضو في هذا المنتدى يعلم أن هناك أناسا يحبونه و يبغضونه دون أن يروه،
و كل واحد فينا يعلم في قرارة نفسه ذلك العضو أو المشرف الذي يقدره أو يكرهه وكذلك في حياتنا الواقعية، هذه هي الحياة و هذه هي النفوس،
لكن الغريب أن يكون سببها إختلاف في وجهات النظر لتتعداها للبغض و الكراهية، سوء تفاهم تفاقم ليكون غلا، أناس يحبون فيك ما يوافقهم و يكرهون ما يخالف رأيهم، لكن لا ضير فقد تعلمنا أننا قد نرى صديقا يطعن فينا ، ونرى عدوا ينقذنا، وقد نرى أغنياء يرتشون ، وفقراء يتصدقون و متدينون يزنون و أئمة بالدين يلعبون، إنها الدنيا ،حقيقة هناك قلوب يلزمها عمليات تجميل كتكبيرها و نزع الحقد منها و زرع الحب فيها ،أناس تعلقنا بهم دون أن نلقاهم نحفظ أسماءهم كأسماء أهالينا لم أكن أعتقد يوما أن التعلق يبنى على المجهول حتى بدا لي جليا أنه أسهل من الواقع، تحضرني مقولة محمود درويش " اختر سكانَ قلبك بدقة فلا أحدَ يدفع ضريبة سكنهم غيرك! " فمحظوظ أنت إن ملكت شخصا تحكي له عن تصرفاتك السيئة دون أن يفكر أنك شخص سيئ لأنه يعرف أن الذي داخلك أنقى و أجمل ،كلامنا هو ميزاننا فالإنسان يجب أن يكون مخبرا يحلل عينات من كلامه بل عليه أن يتذوقه قبل النطق به فإن كان مسموما بدأ بنفسه و إن كان طيبا نال شيئا منه،فالعاقل من حاول غلق فمه قبل أن يغلق الآخرون آذانهم، كن صادقا فللصدق فرصة واحدة و الثقة عندما تنهار لن تبنى و لو أعطيت عمر نوح من الفرص، لا تكن حكما على أحد فقد عجبنا لقوم أكدوا أن الله غفور رحيم إذا تعلق الأمر بذنوبهم و أجزموا أن الله شديد العقاب إذا تعلق الأمر بذنوب غيرهم...

و من هنا أقول أعتذر و أستسمح كل من قلت له كلاما لامس قلبه بسوء...

عثمان الجزائري.