الرسوم المتحركة
تمهيد:
إن مستقبل الأمة مرهون بما تزرعه في حاضرها، ولن تحصد أمة مجدا عظيما إذا ضيعت غراسها وغراس كل أمة هم أطفالنا، التي تتخذهم عدة لمستقبلها.
ففي الآونة الأخيرة أصبح الإعلام يغطي المساحة الكلية للأنشطة الحياتية، بل إنه يلعب الدور الأول في توجيه أفكارنا ومعتقداتنا، فأصبح يؤدي وظيفة من أخطر الوظائف في العصر الحديث لا تقل خطورة عن الطب، أو التعليم، أو غيرها من المرافق، بل ربما يتفوق في أهميته على كثير من المرافق الأخرى.
ولقد تعددت وسائل الإعلام وتطورت عن وقت مضى، ففي فترة لا تتجاوز نصف القرن أصبح التلفزيون يسيطر على حياة المجتمعات، حيث تصدر وسائل الإعلام الأخرى لجمعه الصوت والصورة والحركة، فأصبح يطلق على عصرنا هذا بما يعرف بعصر التلفاز لما له من أثر بالغ في تربية الفرد والأسرةـ، بل الإنسانية جمعاء، مما دعانا إلى اتهامه بجنوح أطفالنا.
فلا يخفى أن الرسوم المتحركة هي أكثر الأعمال الفنية الشعبية بين الأطفال، وهي في نفس الوقت أكثر أفلام الأطفال جدلا، لما كثر حولها من نقد واعتراض بين العديد من المربين، حيث دلت الدراسات بأن الوقت الذي يقضيه الأطفال أمام التلفاز يفوق الوقت الذي يقضونه بالمدرسة، ونظرا للأثر الكبير الذي قد تحدثه الرسوم المتحركة فإنه يتطلب الوقوف عند هذه النقطة لما لها من أثر في معارف وقيم وعقيدة وفطرة الطفل السليمة.
تعريف الرسوم المتحركة:
الرسوم المتحركة هي مجموعة من الصور أو الرسوم المعدة مسبقا، بحيث تمثل كل صورة طورا من أطوار الحركة تختلف كل منها عن الصورة السابقة اختلافات طفيفة، ويتم عرضها بمعدل 24 صورة على شبكية المشاهد قبل عرض الصورة الثانية، فتبدو الصورتان لحالة مستمرة للجسم فيبدو وكأنه يتحول من الوضع الأول إلى الوضع الثاني الذي تمثله الصورة التالية له وهكذا، وهذه الرسوم قائمة على ظاهرة بقاء أثر الصورة
(peter mack ropet) وهي تستند إلى احتفاظ شبكية العين بتأثير الصورة التي تتكون عليها لزمن مقداره عشر الثانية قبل أن تميز الأثر التالي.
كما تعرف كذلك أيضا:
مجموعة من الصور الساكنة ذات التتابع الحركي من خلال رسومات مستقلة وبعرضها ينتج عنها الإيهام بالحركة.
تتألف الرسوم المتحركة على:
1- صور عديدة بالشخصيات والحركات الساكنة
2- الحوار
3- الأغاني
وتعرف كذلك بأنها تلك الرسوم التي يمكن تحريكها يدويا أو الكترونيا لتعبر عن موقف أو قصة تجذب المشاهد، وهي شكل من الأشكال الفنية التي تعتمد على رسومات متتالية، يظهر كل رسم أو صورة وبها تغيرات طفيفة عن التي قبلها أو التي بعدها، وسرعان ما تبدو متحركة حينما تعرض على الشاشة، وتتميز بإمكانية تمثيلها للواقع المجرد الذي قد يصعب إدراكه بالحواس.
- مواضيعها:
تعددت مواضيع الرسوم المتحركة في الوقت الحالي، حيث أصبحت لا تجسد فقط الخير والشر كما في السابق كأفلام زينة ونحول، سنان وغيرها من الرسومات التي بقيت راسخة في الأذهان وكانت تحمل قيما إنسانية وأخلاقية حافظت على نقاء وبراءة عالم الطفولة.
حيث صارت الآن لا تختلف كثيرا عن الأفلام البوليسية الأمريكية حيث معظمها الآن يضم معارك وحروب طاحنة تروج لأسلحة فتاكة، كما تعبر أغلب الكلمات أن ركزنا التدقيق عن معاني الحقد، الكره، الرغبة في القتل والانتقام وغيرها، ناهيا عن الرسوم الهزلية التي لا تحمل في طياتها أي معنى أو هدف، إلا استخدام الحيل للإيقاع بشخص أو التمرد عن القانون والسلطة لإرضاء غاية شخصية وهكذا.
أغلب مواضيع الرسوم المتحركة الآن لا تعكس الواقع ولا القيم العربية ولا حتى الدين الإسلامي، بل تعمد على إثارة نوازع الجنس والعدوان وتسبب الفزع، وتبرز العنف بما يتنافى مع ديننا الإسلامي.
إن أكثر الموضوعات الآن التي تبث في شاشات التلفاز تتمحور حول العنف والجريمة، وذلك لتوفرها على عنصر الإثارة والتشويق والذي يضمن نجاح الرسوم المتحركة في سوق التوزيع، ومن ثم يرفع أرباح القائمين عليها.
- واقع الرسوم المتحركة في العالم العربي:
شهدت الساحة الإعلامية العربية بروز قنوات عربية متخصصة من حيث البرامج التي تقدمها، تتوجه إلى فئة الأطفال، ويغلب على هذه القنوات طابع الخاصة ففي غالبها هي ملك أفراد وليس حكومات، تعتمد هذه القنوات في الغالب على دبلجة برامج الرسوم المتحركة، يعد الإنتاج العربي ضئيلا، حيث ما تقدمه البلدان العربية في مجال الرسوم المتحركة سينمائيا يقف عند الرقم صفر، وما تنتجه تلفزيونيا مقارنة بالمستورد لا يساوي شيئا لذلك يرى العديد من الباحثين أن هذه القنوات لا تعكس الواقع العربي، ولا تهتم بقضايا الطفولة العربية وهمومها.
تتمثل هذه القنوات باختصار:
1- قناة space toon:
انطلق بثها عام2000 استقطبت اهتمام الأطفال، تبث برامجها من البحرين، والإمارات بنسختين العربية والانجليزية، يقدر الإنتاج البرامجي بنسبة 35% من مجموع ساعات البث مقابل 65% لبرامج الإنتاج الأجنبي.
2- قناة mbc 3:
انطلق بثها عام 2004، تستهدف القناة الجيل الجديد من المشاهدين الصغار.
3- قناة جزيرة الأطفال:
انطلق بثها عام 2005، تهدف القناة إلى فتح الآفاق أما الأطفال العرب وتعزيز تواصلهم مع البيئة العربية.
وغيرها من القنوات الأخرى التي لم نذكرها.
إلا أنه من خلال هذه النظرة يبقى المضمون والأسلوب في عرضها وتقديمها لا يراعي فيه مراحل الطفولة وخصائصها العمرية، ويبقى العالم العربي مشحف في حق الطفل لأن الإنتاج العربي قليل مقارنة بالمستورد من الدول المغربية، فيجب على المشرفين من ذوي الإعداد العمل على إيجاد عنصر التجاوب والتفاعل بين الأطفال.
التطور التاريخي للرسوم المتحركة:
ترجع أولى محاولات تحريك الرسوم إلى ثلاثمائة قرن مضت، حين كان الإنسان البدائي يرسم الحيوانات في أوضاع تعبر عن استعدادها للهجوم على الخصم، أو الثيران وهي تجرى في فرار جماعي، أما بداية الرسم المتحرك بالمفهوم الذي تعرفه، فكان عبارة عن رسوم لطواحين هواء في حالة دوران عام 1736، وكان سابقا لزمنه إلى حد بعيد، حيث تم عرض أول فيلم سينمائي بعدها بأكثر من مائتي وخمسين عاما.
سنحاول باختصار ذكر أهم المحطات التاريخية التي مر بها هذا الفن خلال مراحل تطوره على النحو التالي:
1828-1888: تميزت هذه المرحلة أو الفترة بمحاولات شكلت البوادر الأولى لبداية فن التحريك السينمائي، أهمها محاولة '' جوزيف أبلاتJoseph plateau '' التي أسفرت عن تصميم آلة عرض تسمى ''فناكستي اسكوب'' phenakistiscope، إلى جانب محاولة ''إيميل رينو'' صانع آلة '' براكسينو سكوب'' le praxinoscope، عام 1876 كما قام رينو بإنشاء المسرح البصري عام1888 وبقيت سينما التحريك في الطور التجريبي بالرغم من بعض المحاولات التي شهدتها هذه المرحلة.
1906-1909: استفاد فن التحريك السينمائي خلال هذه المرحلة بتقنية جديدة ألا وهي تقنية صورة بصورة image par image، ولقد كان '' ستيوارت بلاكتون'' James stuarts plackton أول من وظف هذه التقنية، حيث أنتج فيلم الخدع المعروف بـ:
'' الفندق المسكون''hôtel honté'' مستخدما تقنية '' صورة بصورة'' والتي مكنته من إدخال عنصر الحركة وإنشاء وهم الحركة على الأشياء الجامدة وذلك في عام 1907 حمل الأول عنوان '' المراحل المضحكة للأشكال المسلية'' والثاني '' الريشة الذهبية ''.
بالموازاة مع تطور فن التحريك السينمائي في الولايات المتحدة بدأت تظهر بوادر هذا الفن في فرنسا على يد '' إيميل كوهل'' (Emile Cohil)، حيث قام هذا الأخير في عام 1908 بإنتاج فيلم ‘’fantasmapori’’ وفي عام 1909 تم عرض بمسرح بنيويورك بعنوان '' جيري الديناصور''، ولقد لقيت هذه النوعية من الأفلام إقبالا كثيرا للجمهور إلا أن العرض لم يكن يستوفي الطلب بسبب ما تتطلبه عملية إنتاج الرسوم المتحركة من جهد ووقت.
1914-1932: تميزت هذه المرحلة بالسعي في البحث لإيجاد طرق وسبل جديدة تسمح باختصار وتوفير الجهد في تصميم الرسوم، ولقد كللت هذه الجهود باكتشاف تقنية '' أوران السيليلوز'' في عام 1914 من قبل إيرل هيرد Earl hurd حيث أنتج هذا الأخير باستخدام هذه التقنية سلسلة ''بوبي بامب'' Boby bump كما تميزت هذه المرحلة أيضا باكتشاف تقنية تصوير جديدة تعتمد على تحريك الكاميرا في وضعيات مختلفة وهي تقنية ''الترافلينغ'' وذلك في عام 1916 من قبل كل من '' باري'' Borre'' وندانnadan ، وقد سمحت هاتين التقنيتين بإنتاج أفلام ببذل جهد أقل وفي وقت أقصر.
ومع بداية عام 1928 بدأ القائمون على إنتاج الرسوم المتحركة يهتمون بإدخال الموسيقى والمؤثرات الصوتية على فن إنتاج الرسوم المتحركة، بالخصوص من قبل مسؤولي شركة '' والت ديزني''Walt Disney'' التي عملت على تحويل عملية إنتاج الرسوم المتحركة إلى صناعة سينمائية قائمة بذاتها من خلال تعاملها مع عدد كبير من الرسامين وفنانين متخصصين في الديكور والأصوات، إلى جانب استغلالهم لهذه الرسوم في العمل الإشهاري، حيث عملت شركة '' والت ديزني'' على إنتاج كتب للأطفال ودمى وموسيقى مسجلة وذلك لغرض تغطية تكاليف إنتاج تلك الرسوم.
وقد شهدت هذه الفترة إنتاج العديد من الرسوم المتحركة بمختلف أشكالها الصامتة، الناطقة الملونة وغير الملونة، ومن بين العناوين التي أنتجت السلسلة المعروفة بـ'' ميكي ماوس'' التي أنتجت عام 1928 من قبل شركة '' والت ديزني'' والتي نالت شعبية واسعة عبر أنحاء العالم، إلى جانب الفيلم الذي حمل عنوان '' الأزهار والأشجار'' الذي أنتج عام 1932، إضافة إلى العديد من الأعمال التي جعلته موضع إعجاب من طرف العامة، ففي عام 1937 قام على إنتاج بياض الثلج كأول فيلم كرتوني طويل.
وفي بداية الأربعينيات من القرن 20 انفصل عدد كبير من الفنانين عن معامل ديزني، وفي منتصف الخمسينيات بدأت أول تجربة لإنتاج الرسوم المتحركة على الحواسيب، وقد عرفت نجاحا منقطع النظير، في الستينيات ازداد إنتاج أفلام الرسوم المتحركة، ومع تتالي السنوات وتطور التقنيات والاعتماد على الحواسيب تلاشت الحواجز القائمة بين الواقع الحي للفيلم والرسوم المتحركة، وأصبحت تشد أنظار الأطفال لما تصوره من عالم خيالي.
بالنسبة لمنطقتنا العربية الإسلامية فقد بدأت الرسوم المتحركة فيها مع مطلع القرن العشرين ثم تطورت بظهور التلفزيون في مصر عام 1960م، ثم تطور هذا الفن تطورا هائلا، إلا أن كثيرا منه لا يزال واقعا في أسر الإنتاج المستورد، خاصة أمريكا، بما يحمله من نماذج فاسدة، وقيم مدمرة لا تتفق مع ما ينبغي أن يتربى عليه أطفالنا، أو ما يمثله ديننا وتراثنا.
آثار الرسوم المتحركة على الطفل:
1- الآثار السلبية لمشاهدة الرسوم:
إن بعض أفلام الرسوم المتحركة هي قنابل تتفجر كل يوم في شاشاتنا الصغيرة دون وعي منا أو متابعة، فهي لا تزال بريئة في أعيننا، مجرد تسلية، ومن عادة الكثيرين لا ينتبهون للأمر حتى يبلغ ذروته، فقد أشغلت هذه الرسوم المتحركة كثيرا من أطفالنا المسلمين، فما عادوا يطيقون أن يستغنوا عن مشاهدتها ولو يوما واحدا بل ربما فضلوها أحيانا على مرافقة الآباء والأمهات في النزهات والحفلات، حتى أكلت أوقاتهم، وبددت طاقاتهم، وشلت تفكيرهم، فما عاد لهم وقت لمراجعة دروسهم، أوحفظ كتاب الله.
فقد كشفت بعض الإحصائيات أن تأثير الإعلام بشكل عام في ثقافة الطفل يصل إلى 90% وكشف أيضا أن تأثير الرسوم المتحركة هو أخطر ما في إعلام الأطفال وأغلب البرامج تنتج من أمريكا بما يعادل 80% حيث تناسب عقيدتهم وهويتهم المفرغة من أي مضمون إسلامي أو أخلاقي أو حتى قيمي، ومعلوم أن ما يتلقاه الطفل من عقائد لها أثر عظيم في تكوين شخصيته.
ليس فقط على شخصية الطفل بل لها أثر كبير وبالغ على سلوكه، حيث يكسب الطفل سلوكات عدوانية من إجراء مشاهدته لهذه البرامج، فقد حاولنا أن نذكر الآثار لمترتبة عن مشاهدة الأطفال هذه الرسوم المتحركة كالآتي:
- أثرها على الطفل من حيث:
*العقيدة: ومن أهم آثار الرسوم على العقيدة:
أ- تعدد الآلهة:
من الأمور الاعتقادية التي تتنافى مع ديننا الحنيف تعدد الآلهة، وهي من الوثنية التي جاء الإسلام ليحاربها، وقد ظهر تعدد الآلهة في بعض الأعمال الكرتونية مثل بوكاهنتس- هيفي كروكت، وتصدر هذه الوثنية عن ثقافة إغريقية بعيدة كل البعد عن ثقافتنا وتخالف عقيدتنا، وتصورنا الإسلامي وخطورة هذا النوع من الأفلام والمسلسلات أنها تغرس في
نفس الطفل والناشئة أن هناك من يتصرف في الكون من الأبطال والملوك والعباقرة غير الله عز وجل فضلا عن العبث بفطرتهم الإيمانية.
ب- تشويه القدر:
إن عقيدة الإيمان بالقدر من أصول الدين، ومقصود التربية الإسلامية أن تزرع هذه العقيدة مع بقية أركان الإيمان، ولكن بعض مسلسلات الكرتون تشوه ذلك، من خلال بيان أن القدر ضد الضعفاء من البشر، والمشكلة في ذلك أن هذا البعث في مفهوم القدر ينعكس على أصل الإيمان بالله، لأن الطفل سيشكك في عدله، وصواب أحكامه على عباده سبحانه وتعالى.
وقد تجسد تشويه القدر في مسلسل (ريمي)، فكلما يوشك ريمي أن يصل إلى أمه تأتي الأقدار وتبعده عنها، ويقع في الظلم، ويموت معلمه، وتموت حيواناته الواحد تلو الآخر، ويتابع من منطقة إلى منطقة، وقد قام الراوي في النسخة المدبلجة إلى العربية بدور في غاية السوء، ففي كل مرة يقع فيها ريمي في مصيبة، يقول المعلق:" وما زالت الأقدار تتابع ريمي"، وكأن ربنا ضاقت رحمته بـ << ريمي>> ومعلوم أن الطفل المشاهد يحب ريمي، وبالتالي سيحقد الطفل على الله عز وجل.
إن ما سبق ذكره تمثيل بسيط للغاية على اعتقاد أطفالنا، ولا يتوقف الأثر السلبي للرسوم المتحركة على العقيدة وحسب ظننا، بل يتجاوز ذلك إلى أكثر مما نتصور نحن.
*الفطرة:
نعني بالفطرة الإمكانات والقدرات والمؤهلات التي وهبها الله لهذا المخلوق، وكان مزودا بها لما خلق، فهي بمثابة المسلمات لديه، هذه المسلمات التي خلق الإنسان وهي معه تمثل الفطرة، ومن ثم فإن أفلام الكرتون قد أحدثت أثرا سلبيا في فطرة الأطفال
* آثار سلبية أخرى للرسوم المتحركة:
- تقليص العلاقة بين الطفل والأسرة.
- القضاء على كثير من النشاطات والفعاليات المهمة للنمو المتوازن.
- السهر وتغيير عادات النوم، واعتياد سلوكات غذائية غير صحية.
- استنزاف طاقة الطفل الفكرية واستهلاكها.
- شحن الذاكرة بكل ما هو سلبي وغير مفيد.
- التعرض للإخفاق الدراسي، وضعف تطوير المهارات الدراسية، وتدني مستوى التحصيل وقتل روح الإنتاج والإبداع لدى الأطفال.
- تعرض الطفل بسبب الأوضاع السيئة في الجلوس والمتابعة لساعات طويلة يوميا إلى أضرار صحية مثل ضعف البصر، تشوهات العمود الفقري.
- الإدمان على مشاهدة العنف يؤدي إلى تراكم المشاعر العدوانية والعزلة، وقد يقوم الطفل إلى خطر الانحراف نحو جانب العنف ومعاداة المجتمع.
- إدمان العنف يؤدي إلى تبلد الحس عند الطفل اتجاه ضحايا العنف وعدم الشعور بمعاناتهم.
- نشر التبرج والتفسخ وتنبيه الطفل إلى بعض الأمور المخلة بالأخلاق، غزل، عري، وملاحقة الفتيات، تقديم الهدايا مثل الكابتن ماجد.
- زعزعة الأمن ونشر الخوف.
- تشويه صورة المتدينين سواء قصدوا أو لم يقصدوا.
الآثار الإيجابية لمشاهدة الرسوم المتحركة:
- توسيع أفق التفكير لدى الأطفال، حيث أظهرت النتائج أن الأطفال قادرون على التعلم المعرفي من الكارتون، وأنهم قادرون على استخدام مستوى عال من مهارات التفكير العليا لقبول معلومات معرفية محصلة من الكارتون.
- ترك القيم الإيجابية وغرسها في نفوس الأطفال كقيم التعاون والصداقة والأمانة والأخوة.
- توضيح بعض المفاهيم التي يركز عليها الأطفال كالخير والشر، والصدق والكذب.
- تنمية المعرفة والقدرة على الابتكار والتفكير.
- تساعد الطفل على اكتساب الصفات الإنسانية الجيدة وتنمي شخصيتهم.
أي أن هناك رسوما متحركة تنضوي على معايير تتوافق وقيم إسلامية، ولا يكون وراء عرضها مجرد التسلية، وهي تساهم في ترسيخ القيم العقدية الصحيحة لدى الأطفال.
- من شأن بعض الرسوم المتحركة أن تعزز وتزيد من شعور الانتماء لدى الطفل إلى الجماعة، باعتبار أن الجو الجماعي عامل جوهري في تحقيق الصحة النفسية.
- زيادة وإثراء خبرات الطفل، أي تحقيق جانب المنفعة إلى جانب المتعة والتسلية من خلال بعض الرسوم.
- تنشيط خيال الطفل بما تقدمه بعض الرسوم أحيانا من شخصيات خيالية تحاكي الواقع أحيانا، أو أن تكون شخصيات خيالية، كما توسع من مدارك الطفل إلى جانب تحقيق المتعة والتسلية.
خلاصة:
من خلال ما تم عرضه نخلص على القول أن الرسوم المتحركة باتت في الوقت الراهن من أكثر البرامج التلفزيونية عنفا حيث تفوق نسبة مشاهد العنف المتضمنة فيها أكثر من عشرة مشاهد في الساعة، كما تبين أن تأثيرات مشاهدة تلك المضامين العنيفة تكون أكثر وضوحا وتجليا على سلوكات الأطفال المتمدرسين، ويجب التأكيد هنا على ضرورة عدم أخذ الرسوم المتحركة كمادة تلفزيونية بريئة لا تأثير لها على سلوكات الأطفال الذين يشكلون أهم فئة من مشاهديها